عودة مميزة للطلاب مع استحضار تاريخ أول المدارس

أحوال – محمد صالح الزهراني
عودة مميزة
استقبلت مدارس التعليم العام في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة اليوم، الأحد، مئات الآلاف من الطلاب والطالبات في مختلف المراحل الدراسية، إيذانًا ببدء العام الدراسي الجديد 1447هـ، بعد أن تقرر تأجيل عودة الدراسة أسبوعًا كاملًا؛ وذلك لإتاحة الفرصة للطلاب والمعلمين للاستفادة من الإجازة الصيفية الممتدة عقب موسم حج هذا العام، الذي تطلّب جهودًا وطنية مكثفة من مختلف الجهات، وفي مقدمتها وزارة التعليم.
عودة أكثر من نصف مليون طالب في مكة
أكملت الإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكة المكرمة استعداداتها عبر 2,455 مدرسة لاستقبال أكثر من 500 ألف طالب وطالبة، يتولى تدريسهم ما يزيد على 38 ألف معلم ومعلمة.
وفي محافظة جدة، انتظم أكثر من 714 ألف طالب وطالبة في 2,384 مدرسة يشرف عليهم 41,537 معلمًا ومعلمة، بينما شهدت محافظة الطائف انتظام ما يزيد على 270 ألف طالب وطالبة في 1,700 مدرسة بمختلف المراحل الدراسية.
أكثر من 400 ألف طالب في المدينة المنورة
وفي المدينة المنورة، استقبلت 1,829 مدرسة أكثر من 413,551 طالبًا وطالبة، يشرف على تعليمهم 34,637 معلمًا ومعلمة، وسط جاهزية كاملة في المرافق التعليمية وتجهيز الفصول والأنشطة الطلابية.
بيئة تعليمية محفزة لرؤية 2030
وأوضحت إدارات التعليم أن استعداداتها جاءت وفق خطة شاملة بالتنسيق مع وزارة التعليم، لتهيئة بيئات تعليمية جاذبة ومحفزة، تهدف إلى تنمية المهارات، وتعزيز القيم الوطنية والإيجابية، وإطلاق القدرات الإبداعية للطلاب والطالبات، انسجامًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 لبناء جيل وطني واعٍ ومؤهل للمستقبل.
من ذاكرة التعليم السعودي
ولعلها مناسبة طيبة أن نتعرف من خلال ذاكرة التعليم على بدايات التعليم في مكة المكرمة والمدينةالمنورة:
أول مدرسة نظامية في مكة المكرمة
-
الاسم: المدرسة السعودية الأولى (دار العلوم)
-
سنة التأسيس: 1937 ميلادية (1356 هجرية) – أي بعد عام واحد فقط من افتتاح مدرسة الأمراء في الرياض.
-
المكان: حارة الشامية في مكة المكرمة.
-
عدد الطلاب عند الافتتاح: حوالي 50 طالبًا.
-
عدد المعلمين عند الافتتاح: 3 معلمين.
نظام الدراسة والمنهج:
كان منهجها امتدادًا لمنهج مدرسة الأمراء بالرياض، لكن مع بعض التطوير بمواد تعليمية:
-
العلوم الشرعية: التوحيد، الفقه (على المذاهب الأربعة)، التفسير، الحديث.
-
العلوم الحديثة: الحساب، الجغرافيا، التاريخ، العلوم.
-
اللغة: اللغة العربية (نحو، صرف، بلاغة، إنشاء).
-
اللغة الإنجليزية: أدخلت كلغة أجنبية.
-
التربية البدنية: كانت مادة أساسية.
أدار المدرسة الشيخ عبدالله عباس الفضلي، وكانت نواة قوية للتعليم في المنطقة، وتحولت لاحقًا إلى معهد علمي تابع لدار التوحيد.
بدايات التعليم بالمدينة المنورة:
أول مدرسة نظامية في المدينة المنورة
-
الاسم: المدرسة المنصورية
-
سنة التأسيس: 1938 ميلادية (1357 هجرية).
-
المكان: في بناية كبيرة وواسعة خصصت لها.
-
عدد الطلاب عند الافتتاح: حوالي 40 طالبًا.
-
عدد المعلمين عند الافتتاح: 3 معلمين.
نظام الدراسة والمنهج:
اتبعت نفس النموذج الموحد الذي بدأ يظهر في المملكة:
-
العلوم الشرعية: حظيت باهتمام كبير نظرًا لمكانة المدينة المنورة الدينية (التوحيد، الفقه، الحديث).
-
العلوم الحديثة: الحساب، الجغرافيا، العلوم.
-
اللغة العربية: النحو والصرف والإملاء والمحفوظات.
-
التربية البدنية.
أشرف على تأسيسها وتسييرها الشيخ عمر العربي، الذي كان أحد المعلمين الأوائل الذين تلقوا تدريبًا في الرياض.
ملخص عام وأهمية هذه المدارس
-
النموذج الموحد: هذه المدارس (مكة، المدينة، الرياض) وضعت أول منهج موحد تقريبًا للتعليم في المملكة، mixing بين الأصالة (العلوم الشرعية) والمعاصرة (العلوم الحديثة واللغات).
-
التوسع: نجاح هذه المدارس دفع مديرية المعارف (التي أنشئت لاحقًا في 1943) لفتح المزيد من المدارس في جميع أنحاء المملكة بنفس النظام.
-
التأهيل: كان الهدف هو تأهيل الطلاب لإكمال دراستهم في الكليات العسكرية أو العمل في دوائر الحكومة الناشئة، مما وفر كوادر سعودية متعلمة ساهمت في بناء الدولة.
باختصار، كانت هذه المدارس هي حجر الأساس الذي انطلق منه النظام التعليمي الحديث في مناطق المملكة كافة.
إذ كانت نواة التعليم النظامي وأسهمت في تخريج عدد من علماء المملكة وروادها.
تكامل بين الماضي والحاضر
ويبرز هذا الامتداد التاريخي بين بدايات التعليم النظامي في مكة والمدينة، وما نشهده اليوم من منظومة تعليمية متكاملة تضم آلاف المدارس وملايين الطلاب والطالبات، ليؤكد أن الاستثمار في التعليم كان وما يزال أحد أهم ركائز النهضة السعودية، ومفتاحًا لتحقيق الطموحات الوطنية الكبرى.
ولعله من المناسب ان نتعرف على أول مدرسة نظامية في السعودية:
مدرسة الأمراء (بالرياض)
-
المدينة: الرياض (في قصر الحكم بالقصيبة).
-
سنة التأسيس: 1936 ميلادية (1355 هجرية) في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود.
-
عدد الطلاب عند الافتتاح: 20 طالبًا فقط.
-
عدد المعلمين عند الافتتاح: معلم واحد هو مؤسس المدرسة.
التفاصيل الكاملة:
سبب التأسيس والتسمية:
أسسها الملك عبدالعزيز لتعليم أبنائه وأبناء الأسرة المالكة وكبار المسؤولين، لذلك سُميت “مدرسة الأمراء”. كان الهدف هو تأهيل جيل من القادة المتعلمين تعليمًا حديثًا بجانب التعليم الديني والتراثي.

المعلم الأول والإدارة:
ومن الموسوعة الحرة أن من تولى التدريس بها احمد العربي وحامد حابس، ورشح حامد حابس أحمد علي للعمل معهم في مدرسة الأمراء.
وقي مراجع أخرى كان المعلم الوحيد فيها هو الشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ (قاضي الرياض آنذاك)، والذي كان أيضًا مديرًا لها. وبعد فترة قصيرة، انضم إليه معلمان آخران هما الشيخ سليمان الشبل والشيخ عبدالعزيز بن عبداللطيف آل الشيخ.
نظام الدراسة والمنهج:
لم تكن المدرسة تقليدية مثل الكتاتيب، بل كانت نظامية بمعنى:
-
فصول دراسية: تقسيم الطلاب إلى فصول.
-
جدول حصص: وجود جدول دراسي منتظم.
-
مقررات محددة: مناهج معينة.
-
اختبارات: وجود نظام للامتحانات.

كان المنهج الدراسي مزيجًا بين العلوم الدينية والعلوم الحديثة:
-
العلوم الشرعية: التوحيد، الفقه، التفسير، الحديث.
-
العلوم الحديثة: الحساب، الجغرافيا، اللغة الإنجليزية (تم إدخالها لاحقًا).
-
اللغة: اللغة العربية (نحو وصرف وإملاء).
-
التربية البدنية: كانت من المواد الأساسية في المدرسة.
التطور السريع:
نجحت التجربة نجاحًا كبيرًا، وبدأ عدد الطلاب يزيد تدريجيًا ليشمل غير الأمراء. وكانت هذه المدرسة هي النواة الأولى لنظام التعليم الحكومي المنظم في المملكة، والتي مهّدت لإنشاء مديرية المعارف في عام 1943 (كوزارة للتعليم حاليًا) لتتولى شؤون التعليم في جميع أنحاء البلاد.
ملخص:
أول مدرسة نظامية هي مدرسة الأمراء في الرياض، أسسها الملك عبدالعزيز عام 1936م، وبدأت بـ 20 طالبًا ومعلم واحد.



