الفن والادب

في أبها يُجسّد الشعر مسرحياً

لعام الشعر العربي

Listen to this article

أحوال – أبها – متابعات

أقيمت مساء البارحه الإثنين ال26 من فيراير الحالي  مسرحية البرزخيون والتي قام بتأليفها الكاتب المسرحي : عبدالرحمن عسيري
ومن إخراج:متعب ال ثواب
وقد كانت من نوع : المسرح الشعري

حيث كانت بداية المسرحية برقصة إيقاعية موسيقية كافتتاحية وفكرة رمزية بالتابوت القابع في المنتصف لشد انتباه المتلقي وبالتابوت هل يقصد موت الشعر ثم احيائه بتداوله بين الناس ام ان افكار الشعراء خطيرة لاتقال إلا في عالم بين الحياة والموت !؟
ورمزية المسرحية يفسرها كل مشاهد بفهمه لإنها تتسع للاحتمالات الجمالية والفكرية .

امتلأت المسرحية بأسماء شعراء العرب الأبرز  كمحمود درويش في قصيدته بعنوان انا احمد العربي كتعزيز للحوار وتنشيط الذاكرة بدواوين العرب وكالمتنبي والخليل أحمد ونزار قباني ونازك الملائكة

حيث تتضح فكرة تأرجحنا في ترديد الشعر هل لإننا نفهمه أم نردده فقط ترديد أجوف دون فهم .والتنقل مابين الشعر القديم والحديث لفتة مميزة وتوضيح لموقف البعض من الشعراء من تشويه لهم او إعجاب بهم أحيانا، بعدها انتقلت المسرحية لمعالجة قضايا المجتمع بالشعر الكوميدي وهذا هو ترف الفن في حل قضايانا الحالية .
حين يوظف الشعر لفهم الواقع يكون الشعر حيوي وقابل لدخوله في حياتنا اليومية وتعزيز الهوية ،
تحررَ الشعر من جموده في مجلدات عتيقة في مكتبات آبائنا ، ليُمثل وينتعش ويصل لحياتنا الحاضرة
وتجديد اللغة بالحوار الشعري وتمني أمنية الحوار مع شعرائنا العرب لحل قضايانا العربية التي لم تحل إلى الان .
في المسرح احسسنا اننا جلسنا مع شعراء العرب على طاولة حوار وفككنا نواياهم من الشعر وقضاياهم وأفكارهم ثم أضفنا عليها ارائنا وهمومنا العربية هل لأننا نعيش حالة حنين للماضي والنوستالجيا فقط لنتلذذ بها أم أن الشعر القديم ضرورة لإحياء الشعر الحديث ، وترابط قصته وقضيته!!

وفي صورة نقدية الجماليات المسرحية أوضحت الكاتبة إنتصار عسيري إحدى أديبات وكاتبات النقد الأدبي في مدينة أبها
أن وجود  الموسيقى والإضاءة التصويرية ضرورة لربط الأحداث والتأثر وخلق إيقاع ناعم لسير المسرحية بسلاسة .
والشعر المغنى وظف بطريقة ناعمة لاستخدام الشعر بأكثر من مغزى وتأويل ،ولتمرير أفكار لاتقال نثرًا لثقلها على المشاهد وقد تمر شعرًا لخفة الكلمات في الشعر وجمالها المقفى.
مرّرت المسرحية الشعر غناءً وايقاعاً وموسيقى بأسلوب لطيف ودرامي لقبول الشعر في وجداننا العربي وذاكرتنا الجمعية.
حيث تناوب الممثلين بالشعر وخلقوا له جسد يتحرك من خلالهم وكأنهم احيوا الكلمات بأجسادهم وهذا أهمية المسرحيات الشعرية .

كما أن المسرحية  نالت إعجاب الحضور في مسرح النادي الأدبي بمدينة أبها ودارت الحوارات الأدبية والتقدية بعد المسرحية بين الحضور جدير بالذكر أن هذا النوع من الأداء المسرحي يشكل عنصرا أدبياً فنياً جاذبا في السياحة الثقافية لزوار المنطقة خاصةً أن هذا العام هو عام  الشعر العربي

وانطلاقاً من رؤية السعودية 2030، التي يقودها سمو ولي العهد -يحفظه الله، تسعى وزارة الثقافة إلى تعزيز هذه المكانة للشعر العربي في ثقافة الفرد، والتأكيد على مكانته الكبيرة في مدار الشعر الإنساني بشكلٍ عام، وإثراء الإبداع الشعري المتطور والمستدام بكل قوالبه وأشكاله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى