ضيوف الرحمن في ضيافة خيمة الإحسان
أحوال- مكة المكرمة تقرير/أ هشام نتو :.
المظهر الخارجي خيمة رمضانية، تحمل هوية حجازية، بزخرفة وبهرجة رمضانية، ترى من أقصى الأفق، وفودا من البشر تدخلها وتخرج منها، من يقترب منها بالكاد يرى جزء من مدخلها الذي ليس له باب يقفل ويفتح لزوارها، حينها يظهر لك مئات من ضيوف الرحمن تحتويهم الخيمة بل “البوفيه المفتوح” على مدار أكثر من عشر ساعات متواصلة يوميا من بداية شهر الخير إلى سطوع شمس عيد الفطر المبارك من كل عام وعلى مدار عشر سنوات متتالية، من يزورها يرهف إحساسه بما يراه.
خيمة مباركة وفق القائمين عليها على عمل لا يطيقه إلا من- وفقه الله- له، فريق يعمل كخلية نحل لا يكل ولا يمل، بشاشة الطالع عنوانهم، نشاطهم خدمة ضيوف الرحمن وهو سر سعادتهم، يتسابقون لتقديم الخدمة وكأنهم في سباق على وسام من ذهب، لا تفرق بين نادل ومشرف ومنظم وقائد، الكل يعمل، فريقا يعمل بمنظومة متكاملة وكأنه يقدمون خدمات في فنادق عالمية تبحث عن الربح المادي ولكن ما يقدمونه يرجون ثوابه من رب العالمين، الناظر لهم يرى الرضى والابتسامة والبشاشة على محياهم فرحين بعملهم.
خدماتهم تقديم وجبات افطار على مائدتهم، ووجبات مستمرة إلى وقت السحر، مشروبات ساخنة وباردة وفواكه شهية وأطباق تمور، ضيافة فندقية متميزة بجودة واتقان في خيمة رمضانية محدودة المساحة ليس موقعها استثماريا تجاريا بل موقع استراتيجي يتسابقون فيه للخيرات في شهر البركات.
الموقع الاستراتيجي:
“الخيمة المضيئة” وإن صح التعبير عنها تحتل موقعا استراتيجيا لاستقطاب أكبر عدد من الزوار من ضيوف بيت الله الحرام من الداخل والخارج حيث موقعها يمين مخرج أنفاق المصافي للمتجه من الحرم إلى الهجرة عبر طريق الأمير متعب بن عبد العزيز؛ المعروفه سابقا (أنفاق المسخوطة).
خيمة رمضانية تقدم فيها الوجبات والمشروبات دون مقابل، إكرام وبذل لا يخشون من بعده فراغ مخازنهم بل عطاء يعقبه عطاء من أهل الخير الداعمين للخيمة الرمضانية أحد مشاريع جمعية الإحسان والتكافل الاجتماعي بمكة المكرمة والمسجلة بوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.
المشروع الوليد في القمه:
مشروع وفقوا فيه حيث بدأ صغيرا وأضحى لا يوجد له مثيل مقارنة بما يقدموه من خدمات لزائري الخيمة من المعتمرين وزوار الحرم المكي الشريف. فما أجمل أن ترى ما تقدمه بين يدي الله ينفق في بابه والوجهة التي أردتها بإدارة ناضجة ومثابرة في توليد المشاريع الخيرية الغير ربحية مقدمة ذلك تجارة بين يدي الله وترجوا ثوابه.
ادارة الخيمة:
التقت – أحوال – مع القائمين على المشروع وفي مقدمتهم المشرف الميداني على الخيمة الرمضانية وسفرة الإفطار في برج الصفوة بالقرب من الحرم المكي وغيرها من المواقع التي بلغت (16) موقعا في مكة المكرمة فالتقينا سعادة الدكتور/حسني بالقاسم المالكي والذي بدأ حديثة بتقديم الشكر والعرفان لحكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على ما يقدمونه في أبواب الخير من خلال دعم الجمعيات الخيرية عن طريق الوزارة وغيرها من الجهود المبذولة في خدم الحرمين الشريفين وضيوف بيت الله الحرام ومعتمري وحجاج بيت الله الحرام من جميع أقطار العالم.
الخيمه الرمضانية:
وبسؤالنا عن مشروع الخيمة الرمضانية المقام حاليا أجاب بإسهاب وشجن وكأنه يتكلم عن مشروع تجاري يدر أرباحا مالية لا حدود لها، ولكن هذا شعور العاملين في الأعمال الخيرية المقدمة للناس بلا مقابل لوجه الله تعالى، وأردف قائلا الخيمة هذه تولدت في عام 1435 فعمرها الحالي عشر سنوات متتابعة العطاء والبقاء على الطريق الذي وضعت عليه، وهي من ضمن مشاريع جمعية الإحسان والتكافل الاجتماعي بمكة المكرمة خلال شهر رمضان المبارك، وتقدم خدماتها للجميع دون مقابل لوجه الله تعالى وليست مخصصة لفئة معينة في المجتمع بل لجميع من يزورها يستطيع الاستفادة من خدماتها الغذائية.
واسترسل قائلا إن الخيمة خلال العشرة أعوام زارها العديد من المسؤولين في الدولة وخارجها من ضيوف الحرمين وأثنوا على ما رأوه من خدمات متميزة وفائقة الجودة
حيث يقدم فيها وجبات إفطار صائم في مغرب كل يوم والتمور والفواكه بالإضافة للمشروبات الساخنة والمشروبات الباردة.
اطعمة ومشروبات بلا انقطاع:
وبسؤالنا عن نوعية الوجبات المقدمة لزوار الخيمة ومرتاديها أجاب الدكتور المالكي أنهم يقدمون في وجبة الإفطار وجبات جاهزة معلبة مسبقا بالإضافة للمشروبات الساخنة من شاي وقهوة والباردة ماء وعصائر معلبة وأطباق تمور ذات جودة عالية وسبتات فواكه مكونة من موز وتفاح وبرتقال.
واسترسل قائلا إن فترة عمل الخيمة يبدأ من الساعة الخامسة عصر وبدوام ممتد إلى الساعة الثالثة فجرا وفي العشر الأواخر يمتد إلى صلاة الفجر وقت السحور…
ارقام وكميات:
وعن الأعداد التقريبية المقدمة على مائدة خيمة الإحسان يوميا قال الأستاذ/ عامر عسيري مسؤول الخيمة أنه تم توزيع (19200) عبوة ماء باردة، و (3800) عبوة عصير، و (2000) وجبة معلبة وفي العشر الأواخر قد يصل إلى (3000) وجبة مع زيادة الأعداد المرتقبة، و (800) علبة فول و (400) قرص تميس، و(25) كرتونا من كل نوع من الفاكه.
وبالنسبة للشاي والقهوة والماء والعصير يقدم باستمرار دون انقطاع لجميع الزور ولله الحمد والمنة.
وبسؤالنا عن فريق العمل القائم على تقديم الوجبات والخدمات اللوجستية اللازمة خلال الضيافة… إلخ أجاب الدكتور المالكي أنه ولله الحمد قد وفقنا لفريق عمل حبب إلى قلبه العمل التطوعي الخيري فتجدهم خلية نحل تعمل لا تكل ولا تمل وعملهم تكاملي من جميع أفراد الفريق.
عمل فريد وعطاء بلا حدود:
وأضاف الدكتور المالكي أنه سأل أحد زوار الخيمة من الجنسية السودانية عن انطباعه عن ماراه في الخيمة وهذا من جودة العمل فيما يسمى (بالتغذية الراجعة) فأجاب الزائر السوداني قائلا: إنه لم ير مثلها مما شاهده أو سمع عنه في مجال الخدمة التي تقدم خلال شهر رمضان المبارك.
فريق عمل خلف الكواليس:
وبتجولنا على مكونات الخيمة مع مسؤول الخيمة الأستاذ/ عامر عسيري قال: إن الوجبات تقدم للزوار ومرتادي سفرة الخيمة خلال وجبة الإفطار يوميا وبشكل منتظم طيلة شهر رمضان منذ عشر سنوات وبالمقارنة عن بداية نشأت الخيمة إلى وقتنا الحالي، هناك فرق كبير حيث إن بدايتنا عام 1435 ه لم يتعد وجبات الإفطار المعلبة (300) وجبة والآن ولله الحمد والمنة الوضع أختلف وكل عام يضاف شيء جديد ضمن الخدمات المقدمة.
وقال العسيري مردفا: إن فريق العمل فريق فريد فيما يقدمه من خدمة فتجد الابتسامة لا تفارق محياه وتجد الأفراد يتسابقون فيما بينهم لتقديم الخدمة بجد ونشاط وحيوية فلا تجد منهم من يتهرب أو يبحث عن مكان ليجلس فيه بعيدا عن الخدمة لا يقوم بعمله، بل يقفون بكل جد ونشاطهم مستمرا على قدم وساق.
وقد تم توزيع الفريق على الخدمات بشكل متناسق فتجد أفراد مخصصون لتحضر المشروبات الساخنة، ومجموعة أخرى لتحضير أطباق التمور ونبتات الفواكه، وأخرى لتقديم تلك الأغذية والمشروبات على الطاولات، وفريق خاص لتنظيف الطاولات، وفي جهة أخرى مجموعة من الشباب مهمتهم توزيع المشروبات الباردة على المارة ممن وصلوا الخيمة للتو ينادون عليهم بعبارات مجسيه (تفضون حياكم الله المشروبات والمأكولات بالمجان، حياكم الله يا ضيوف الرحمن) وأسترسل العسيري قائلا إنه تم توزيع الطاولات بما يوفر الراحة للجميع والخصوصية، منها للشباب ومنها للعوائل داخل الخيمة وخارجها.
تسابق الى الخيرات:
مشروع ضخم رأس ماله تعدى مئات الألوف بل الملايين، ليس له سقف ولا منتهى، عمل دؤوب ونشاط مستمر، بذل ليس له مثيل، مجهودات مالية وبدنية تبذل ليس للربحية المادية بل للتجارة مع الله أمام أعين الناس شهود الله في الأرض.
“ما تعطيه بسلامة صدر وصدق نية يأتيك مردوده من حيث لا تحتسب” مقولة قالها الدكتور المالكي حينما قابل رجلا في سفرة الصفوة أستوقفه بعد أن سطع نجم الخيمة والسفرة الرمضانية ببرج الصفوة. وشكره عن ما يقدم بعبارات فحواها الدعاء والتوفيق لهم وأنهاها بتبرع سخي منه لمشروع السفرة والخيمة.
تجارة مع الله بصورة خدمات لوجستية تقدم لضيوف بيت الله الحرام من الزوار والمعتمرين في شهر رمضان خلال عشرة أعوام متتالية، توفيقا من الله يسبقه صدق النوايا وجهود لا تعرف الكلل والملل تعطي بلا منه ترجوا رضى الله.
جهود مختلفة ومتباينة في الأيام الفضيلة من فئات في المجتمع المكي في مشروع إفطار صائم يعملون ليتنافسوا فيما يقربهم من الله وليس فيما يفضل على الآخر.
وفق الله الجميع لكل ما يحب ويرضى.
ماشاء الله تبارك الرحمن اسال الله لنا ولكم ولهم المثوبه والاجر الوفيق هذي التجاره الرابحه مع رب العباد
كل فعل يصدر من الفرد بهدف إسعاد الآخرين ومساعدتهم دون انتظار أي رد أو مكسب مادي أو كلمات شكر عما فعله من أعمال خير في هذا الشهر الفضيل فعمل الخير من أحب الأعمال التي تقرّبنا إلى الله سبحانه وتعالى وقد حثنا سبحانه على فعل الخير ووعد فاعل الخير بثواب عظيم ومنزلة عظيمه في جناته كما اشكرك اخي الفاضل ابو انس ممثل بصحيفة احوال على نقل وتغطيه مثل هذي الاعمال الخيره والسلام عليكم
الله يجزي القائمين على هذه السفرة او الخيمة خير الجزاء