للماضي ذكريات لاتُنسى
أ. غميص الظهيري
ذكرى طفولة الشقاء ومعاناة الفقر ورعي الغنم وحرث البلاد وصرامها وقشوش القصب وتحميله وحصد الحبوب وحماية محاصيل البلاد من الطيور والبهائم السائبة من صلاة الفجر إلى غروب الشمس دون توقف تحت التهديد والوعيد من كل من يكبرك سناً الأم والأخوان والخال والعم والجيران، الكل يضرب والكل يربي وأفضل ما يقال لهم أبشر سمعاً وطاعة، أما غير كذا النقاش ممنوع.
إياك أن يضيع الغنم أو تلد شاة وتعزب في الخلاء دون علمك لأن مصيرك تعزب معها حتى تحميها من الوحوش المفترسة دون شفقة ولا رحمة، بالإضافة إلى الجوع والعطش.
هذه حياة البادية وحياة الفقر تعلم القسوة من سن مبكر، الولد يذهب إلى السوق ويسوق الغنم بما يسمونه الجلب ويتعرف على البيع والشراء ويتعرف على أسعار ما يجلب في السوق وكل الأحداث والقصص الذي تحدث نهار السوق ويعلم عنها عند عودته، فلذلك تلقاه يصول ويجول ويسأل عن كل صغيرة وكبيرة.. تلك حياة الأولين كلهم أميين تعليمياً لكن علماء بما تعلموا من أحداث الزمان، تجد كبار السن يحكمون بين المتخاصمين بكل حكمة ويحلون المنازعات ويلقون من يرضى بإحكامهم وتنتهي مشاكلهم، لديهم فراسة ومعرفة قل أن توجد في عصرنا الحاضر.
لكل زمنٍ رجاله فبقدر ضنك العيش وصلابة الحياة أخرجت جيلا قوياً يعتمد على الله ثم على نفسه منذ نعومة أظفاره ويعلم أن الحياة صعبة جداً فإما يكن أو لايكون. هذا جيل الأباء والأجداد ومن سبقهم طوبى لهم الطيبون أمثالك
أستاذنا وأديبنا وشيخنا غميص الزهراني.
وفقك الله واسعدك
لك ذكريات جميلة في الماضي ياعم غميض ؛ ولك كذلك بطولات رائعة في الحاضر والمستقبل .