مقالات

جئت الوزارة كي اشكوك

د/ هجاد بن عمر الغامدي
كنت في زيارة عمل لوزارة التعليم قابلت رجلا ذي هيبة ونضارة أخذني بالحضن مرحباً قال أنا جئت الوزارة كي اشكوك.

قلت خيرا مم تشكو ؟ قال نقلتني نقلاً تعسفياً أنا وزملائي وارغب تعيدني مدرستي، تذكرته وموضوعه قلت صعب أتراجع في قرار قد اتخذته لكن طالما وصلت الوزارة تقدم لمعالي الوزير او لمعالي النائب هم القادرون على تقدير ظروفك والغاء قراري.

تقدم لمعالي النائب الذي كنت خارجا للتو من عنده.

طلب من مدير مكتبه استدعائي هاتفيا حضرت فوجدت الرجل جالساً بجانبه سألني هل تعرف هذا ؟ قلت نعم ، انه كان معلما في مدرسة على بعض معلميها كثير من الملاحظات السلوكية السلبية والبعض الاخر من المعلمين سكوت عليهم، غيرنا مدير المدرسة بآخر وإذ به يشكو نفس الظاهرة شكلنا لجنة لدراسة الوضع وإبداء المقترحات، إرتأت نقل جميع المعلمين ليصلح وضع المدرسة وهذا من ضمنهم، تم نقله أربعة كيلو مترات في طريق معبدة.

ساله معالي النائب بصوت جهوري ( يتميز به ) هل هذا صحيح ؟ قال نعم إلا أن لي مكانتي في قريتي ونقلي إقلال من قدري عند جماعتي والموضوع بين يدي معاليكم.

سأله لماذا لم تصلح من شأن زملائك لماذا ترضى ببعض السلوكيات الخاطئة تمارس في مدرستك وفي قريتك ان لم تكن ممن يمارسونها ! عندئذ قال له:

نقل المدير لك من وجهة نظري لمدرستك الحالية لم يكن مجزيا لو كنت أنا مكانه لنقلتك ابعد مكانا إنما نعتبر الموضوع منتهيا، احمد الله عليه، وإن عدت لمراجعته يوما ما لن انقلك الى مدرسة داخل المنطقة إنما لمنطقة في أطراف المملكة لأن هذه أمور غير مقبولة من تربوي مثلك، وإياك ان تراجع فيه مستقبلا.

خرجنا معاً صلينا الظهر مع الجماعة وقمت وإياه لأداء صلاة العصر قصرا.

عقب الصلاة سألني لماذا معالي النائب كان غاضبا قلت له ربما كان هناك أمرا يشغله ومتضايق منه إنما تستطيع أن تعود له الآن ربما يعدل عن قراره قال لا لن أعود اليه ألم تسمعه بماذا توعدني ! عندئذ مد يده لي مصافحاً ضاحكاً معتذرا ( كان كبيراً في نظري ) خرجنا من الوزارة معاً مترافقين إلى مطار الرياض متجهين إلى الباحة، أصر على إيصالي في سيارته إلى منزلي ازدادت المودة والمحبة بيننا بقينا على تواصل حتى قمت بعزاء أهله وأقربائه فيه يرحمه الله ويجمعنا به ووالدينا واياكم في الفردوس الأعلى من الجنة.

المصدر: https://x.com/Drhajjadomar/status/1862320244200529964

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى