المرأة الجيزانية في يوم القهوة العالمي

أحوال – عبد الله صالح الكناني
يجد الشخص منا عند زيارة منطقة جازان بأن في كل زاوية من منطقة جازان تتجلّى روعة التراث الأصيل في تفاصيل الحياة اليومية، ومن أبرز تلك الملامح القهوة السعودية التي تُعدّ رمزًا للضيافة والكرم.
وفي اليوم العالمي للقهوة تحتل المرأة الجيزانية الصدارة، محتفِلةً بهذا الموروث بطريقتها الفريدة التي تمزج بين الأصالة والإبداع.
إذ تتفنَّن المرأة الجيزانية في إعداد القهوة السعودية كطقس اجتماعي وثقافي متكامل، حيث تُجسّد مهارتها الفائقة في اختيار أجود أنواع البن الخولاني الشهير في المحافظات الجبلية بالمنطقة، ثم تحمّص الحبوب ببطء على نار هادئة في المحماسة، ويأتي صوت النجر أثناء طحنها ليُكمّل المشهد، في لوحة تجمع عبق التراث ونكهة الأصالة.
تُضيف المرأة لمستها الخاصة عبر مزج البن بالهيل أو الزنجبيل أو الزعفران أو القرنفل أو القرفة، فتُضفي للقهوة نكهةً قوية ورائحة زكية تبقى في الذاكرة، وتختلف الوصفة من محافظة إلى أخرى، وقد تستغرق عملية التحضير ما بين ثلاثين إلى أربعين دقيقة تقريبًا.
يزداد جمال الطقس حين تُقدَّم القهوة في دلال أنيقة وفناجين صغيرة، إلى جانب التمر أو الحلويات الشعبية، ما يعكس قيمة الضيافة وأهمية الترابط الاجتماعي.
في السنوات الأخيرة، تحوَّلت القهوة الجيزانية إلى جزءٍ من التجارب السياحية في المنطقة، حيث يُتيح للزوار تذوُّقها في المقاهي المحلية، مما يعزّز السياحة الثقافية في جازان.
في هذا اليوم، تتزيَّن المجالس الجيزانية برائحة البن الفوَّاح، وتُقام الفعاليات النسائية التي تُسلّط الضوء على دور المرأة في الحفاظ على تقاليد إعداد القهوة، ويُعرض خلالها أدوات التحميص والطحن. ولا يكتمل الاحتفال دون إشراك الأجيال الصغيرة ليتعلّمن من أمهاتهن وجداتهن فنون إعداد القهوة، مما يرسخ هذا الموروث في الذاكرة ويضمن استمراريته عبر الزمن.
من أبرز الجهات التي تساهم في دعم هذا الإرث في جازان معهد البن للتدريب التابع للجمعية التعاونية للبُن، والذي يُنفّذ برامج تدريبية لليافعين واليافعات على فنون الإعداد، ويتعرّفون فيها على تقنيات التحميص والطحن، وقد ساهم في تدريب أكثر من (300) شاب وشابة في مجالات متعددة، متمهّدًا لفتح آفاق مهنية أمامهم في عالم القهوة.
تبقى القهوة العربية في جازان أكثر من مجرّد مشروب؛ فهي تمثّل هويةً وثقافةً غنيّة تُحافظ عليها المرأة الجيزانية بكل فخر وإبداع، فتُشكّل جزءًا لا يتجزأ من نسيج الحياة اليومية، وتستمر كرمزٍ للضيافة وجسرٍ للتواصل بين الأجيال.

اليوم العالمي للقهوة
- تاريخ البدء الرسمي: يُحتفل باليوم العالمي للقهوة في 1 أكتوبر من كل عام.
- من أقرّ الفكرة ومن أسّسها رسميًا؟
في اجتماع عقد بمؤتمر الدول الأعضاء في منظمة القهوة الدولية (ICO) في مارس 2014، تم الاتفاق على اعتماد 1 أكتوبر كيوم عالمي للقهوة.
أُطلقت الاحتفالات الرسمية الأولى في أكتوبر 2015 بميلانو، إيطاليا، كجزء من معرض إكسبو 2015. - الهدف من اليوم العالمي للقهوة:
الهدف الأهم: رفع الوعي بالظروف التي يواجهها منتجو البن والمزارعون من حيث التحديات المناخية، وتقلبات أسعار البن، والظروف الاقتصادية.
كما يسعى اليوم لتسليط الضوء على أهمية الممارسات المستدامة، والتجارة العادلة، ودعم المجتمعات التي تعتمد على إنتاج البن. - الجهة العالمية المرتبطة به:
اليوم العالمي للقهوة مرتبط رسميًا بـ منظمة القهوة الدولية (ICO)، وهي منظمة دولية حكومية تضم الدول المصدّرة والمستوردة للبن، وتُعنى بدعم استدامة قطاع البن وإحصاءات الإنتاج والتجارة.
إذا أحببت، يمكنني إرسال نسخة مُنسَّقة تناسب النشر في صحيفة أو موقع، أو إضافة استشهادات ودلالات محلية أكثر. هل ترغب أن أفعل ذلك؟