
أحوال – متابعات – غميص الظهيري :
ـ حلول ريادية تجسّد ضرورة الابتكار لمعالجة التحديات المجتمعية
أسدلت جمعية جسور الشبابية الستار على فعاليات “هاكثون ثمر للابتكار الشبابي” بالتعاون المثمر مع إدارة استقطاب ورعاية الموهوبين بجامعة جدة. وقد شكل الهاكثون منصة حيوية لتمكين الطاقات الشابة من تصميم مشاريع وحلول ريادية مبتكرة تركز على مواجهة التحديات المتغيرة في قطاع التوظيف وسوق العمل بالمملكة.
الهاكثون يأتي ضمن مبادرة معمل جسور للابتكار الشبابي، وبشراكة استراتيجية من مؤسسة مشكاة الأهلية، وتنظيمًا ضمن مستهدفات برنامج بيئات التطوع برعاية مؤسسة سالم بن محفوظ الأهلية وبالشراكة مع مبادرة تطوع الخبراء بالمركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، وأثمر عن مجموعة من الأفكار والمشاريع الواعدة التي اعتمدت منهجية التفكير التصميمي المرتكز حول الإنسان لمعالجة القضايا الاجتماعية بعمق.
تميز الهاكثون على مدى ثلاثة أيام بمشاركة عدد من الميسرين الذين ساهموا في تقديم التوجيه للمبتكرين طوال أيام الهاكثون، لضمان صقل الأفكار وتحويلها إلى مشاريع ذات أثر مجتمعي مستدام.
حيث استعرض الميسر الرئيسي للهاكثون الأستاذ مهند خالد نفادي محطات متعددة في تصميم الحلول المبتكرة بدأت بتشكيل الفرق وتحديد تحديات ملحة تتعلق بالتوظيف وسوق العمل، ثم تحديد المشكلة من خلال إجراء مقابلات ومراقبة المستفيدين لفهم احتياجاتهم الحقيقية، ثم استخلاص البصائر وصياغة بيان المشكلة بدقة، يليها توليد الأفكار الواعدة وتجسيدها في قصص مصورة ونماذج أولية تروي حكاية المشكلة والحل المقترح والأثر المتوقع.
فيما تناول المستشار أحمد علي العمودي خلال الهاكثون، الأبعاد الاستراتيجية لمرحلة تطوير الأفكار، حيث أكد على أهمية التحقق من الافتراضات بشكل مستمر، والتركيز على حل المشكلات والتحديات من جذورها وليس معالجة الأعراض فقط. كما شدد على ضرورة تطبيق النموذج الأولي في مراحل عدة والتكرار المستمر للتأكيد على القيمة الحقيقية المقدمة وبناء الميزة التنافسية المستدامة للحلول الابتكارية ذات الأثر المجتمعي.
وأشار المستشار العمودي إلى أن الابتكار ليس خياراً بل ضرورة للتنمية المستدامة، معتبراً الهاكثون مثالاً حيّاً على كيفية تحويل التفكير التصميمي إلى قيمة مضافة و ميزة تنافسية في سوق العمل.. مؤكدا أن النجاح الحقيقي يكمن في ربط رأس المال البشري بمعيار جودة الحل لضمان الأثر المجتمعي الدائم، وهو ما تسعى إليه الفرق بتصميم ‘مشاريع ريادية’ قادرة على التكيّف والتوسع.
وفي تصريح له أكد المدير التنفيذي لجمعية جسور الشبابية، الأستاذ تميم محمد بن حلي، على أهمية هذا النوع من المبادرات، قائلًا: “إن هاكثون ثمر يمثل أكثر من مجرد مسابقة، حيث يُعد منصة لتمكين شبابنا ليصبحوا مصممي حلول لمجتمعاتهم”.. مؤكدا “لقد لمسنا شغفًا والتزامًا استثنائيًا من الفرق المشاركة في استخدام منهجيات الابتكار الاجتماعي لمعالجة قضية محورية مثل التوظيف”.
وأضاف بن حلي: “نحن في جسور الشبابية فخورون بالثمار التي أنتجها الهاكثون، ونؤكد التزامنا بدعم هذه المشاريع الواعدة لتتحول إلى مبادرات ريادية مستدامة، تسهم بشكل مباشر في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 لتمكين الشباب وتعزيز التنمية المجتمعية”.
يشار إلى أن جمعية جسور الشبابية تستعد الآن لمتابعة المشاريع الفائزة وتقديم الدعم اللازم لضمان تحويل هذه الأفكار المبتكرة إلى واقع ملموس يخدم المجتمع.



