
أحوال – تقرير- هشام نتو:
أن الاحتفاء بيوم العلم ليس مجرد راية ترفع على سارية في الميادين أو تسدل على المباني أو تحمل بالأيدي في المناسبات بقدر أنها هوية وطن تحكي مسيرة أبطال ضحوا بأرواحهم لبناء وتوحيد جنبات هذا الكيان العملاق تحت راية واحدة تحمل صدق نواياهم وحقيقة جهادهم لإعلاء كلمة التوحيد على أرجاء الوطن واستتباب الأمن والأمان للشعب ومقيمين من الخارج وأعظم تلك الأهداف تأمين مسار الحج داخليا وخارجيا، وخدمة الحرمين الشريفين نهجا توارثه حكام الدولة السعودية جيلا بعد جيل فحري بنا كشعب أن نفخر براية وطننا التي تحكي مسيرة رجال وضعوا أرواحهم على أكفهم ليبنوا لنا وطنا نفخر به جيلا بعد جيل
ليس قطعة قماشية صامتة تنتقل على مدى ثلاثة قرون، بل راية شاهده على أمجاد الوطن، وشامخا بما يعكسه من الوحدة والتلاحم، وخفاقا لا ينكس أبدا أصبح العلم جزءا من نسيج المملكة الوطني؛ حيث استمد من العمق التاريخي والإرث الحضاري الذي تملكه المملكة دلالاته العظيمة والتي تشير إلى النماء، والرخاء، والعطاء، والتكاتف، والتلاحم الوطني، يوم نستذكر فيه كل عام فخرنا برمز هويتنا الوطنية، واعتزازنا بالقيم الراسخة التي يحملها في مضامينه، والتي ترتكز عليها المملكة العربية السعودي.
يعد العلم رمزا لسيادة الوطن وعزته وكرامته، ورمزا لولاء الشعب لقيادته ووطنه، كما أنه يعبر عن هوية الدولة وتاريخها، ويسمى رسميا ب (العلم الوطني)، ويحظى علم المملكة العربية السعودية باحترام وتقدير المواطنين والمقيمين على أرضها؛ لما يحمله من معاني الانتماء والمواطنة، إلى جانب أنه يحمل جميع دلالات التوحيد، والقوة، والعدل، والنماء، والرخاء، كما يحظى باحترام العالم الإسلامي لما يحمله من دلالات دينية، وما يرمز إليه من دولة كريمة مهتمة بشؤون العالم الإسلامي، وقائمة على شؤون الحرمين الشريفين، فضلا عن الاحترام العالمي له نظرا لمواقف الدولة التي يرمز لها هذا العلم، والقائمة على الجانب الإنساني، والعدل، والاحترام المتبادل.
وبحسب ما نشرته- دارة الملك عبد العزيز- أنه يجسد مفهوم الدولة، ويعبر عن الوحدة الوطنية، والعمق التاريخي للوطن، كما يعبر عن الشموخ والعزة والمكانة والكرامة، والمبادئ التي تقوم عليها البلاد. أما جملة الشهادتين فهي تعبر عن رسالة السلام والإسلام التي تحملها المملكة العربية السعودية، أما السيف فيشير إلى القوة، والأنفة، وعلو الحكمة، والمكانة.
ولأهمية العلم ودوره في تطور الدولة وما يحمله من مضمون وطني أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أمره الملكي برقم (أ/ 303) بأن يكون يوم (11 مارس) في التاسع من شهر شعبان لعام 1444 ه (1 مارس 2023 م) من كل عام يوم خاص بالعلم، وذلك انطلاقا من قيمة العلم الوطني الممتدة عبر تاريخ الدولة السعودية منذ تأسيسها في عام 1139 ه الموافق 1727 م، حيث إن يوم 27 ذي الحجة 1355 ه الموافق 11 مارس 1937 م هو اليوم الذي أقر فيه الملك عبد العزيز- طيب الله ثراه- العلم بشكله الذي نراه اليوم.
وقد مر “العلم السعودي” بالعديد من المراحل خلال الحقب التاريخية الماضية قبل أن يتشكل بصورته النهائية، فقد تأصلت جذوره منذ عهد الدولة السعودية الأولى التي تأسست على يد الإمام محمد بن سعود عام 1139 ه (1727 م)، وعندما تسلم مقاليد الحكم في الدرعية رفعت أول راية في التاريخ السعودي.
كانت راية الدولة السعودية الأولى خضراء مشغولة من الخز والإبريسم أفخر أنواع الحرير، مكتوب عليها جملة الشهادتين (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وقد عقدت على سارية بسيطة، وكان الإمام عبد العزيز بن محمد، وابنه الإمام سعود بن عبد العزيز يبعثان الرسل إلى رؤساء القبائل، ويحددان لهم يوما ومكانا معلوما على ماء معين، حيث تتقدم الراية وتركز على ذلك المورد، فلا يتخلف أحد من رؤساء القبائل عنها.
كما كان للعلم ظهور بارز في عهد الدولة السعودية الثانية التي تأسست على يد الإمام تركي بن عبد الله عام 1240 ه (1825 م)، فكان الإمام تركي عند استعداده للغزو يرسل في بادئ الأمر رسله إلى أمراء البلدان ورؤساء العربان، ويتفق معهم على يوم محدد، ثم يسند الراية بالقرب من باب قصره قبل خروجه بمدة زمنية تتراوح بين اليوم والثلاثة أيام، وقد سار الإمام فيصل بن تركي على نهج والده فيما يخص الراية.
وعندما بدأ الملك عبد العزيز مسيرة التوحيد استند على علم أجداده، واتخذه علمًا له، وكان مربع الشكل، والجزء الذي يلي السارية أبيض اللون، والجزء الآخر اصطبغ باللون الأخضر، وكتب في منتصفه شهادة التوحيد، التي يعلوها سيفان متقاطعان، ثم تغير شكله ليكون علمًا أخضرًا تتوسطه الشهادتان، وأعلاه سيفٌ مسلول.
ثم أصبح العلم مستطيل الشكل، عرضه يساوي ثلثي طوله، وظل متمسكا بلونه الأخضر، وتتوسطه الشهادتان، وتحتهما السيف المسلول، وكلاهما باللون الأبيض، وعلى الرغم من مرور ثلاثة قرون متتالية إلا أن العلم السعودي ظل محتفظا بملامح هويته المتجذرة.
ومن المخصصات لخادم الحرمين الشريفين علم خاص به حيث يتطابق بكافة أوصافه مع العلم الوطني ويمتاز بتطريز شعار الدولة الذي يتكون من سيفين متقاطعين تعلوهما نخلة ويضاف شعار الدولة في الزاوية الدنيا من جهة سارية العلم وذلك وفق النموذج.
وبالنسبة لبيرق العرضة النجدية فله مكانة خاصة في قلوب ملكوك الدولة السعودية حيث له اعتبارات تاريخية لدخول الملك لكل مدينة ينظر نفوذه فيها حيث له إضافات خاصة على التصميم الأساسي للعلم حيث تكون في قمة السارية قبة ذهبية تعلوها حربه ثلاثية الأسنة، سارية البيرق لا يزيد طولها عن أربعة أمتار ليسهل حملها أثناء أداء العرضة، ويبلغ متوسط طول البيرق ثلاثة أمتار، ويكون باللون الأخضر ويطرز رسم الشهادة والسيف بخيوط ذهبية، ويقف حامل البيرق في صف مؤد العرضة، ويحمل السارية بشماله، ويضع العلم على كتفه الأيمن، يرتدي حامل البيرق حزاما لتثبيت قاعدة البيرق أثناء أداء العرضة، وتتدلى من القبة عدة سلاسل.
ومن الأخطاء الشائعة حول العلم السعودي أن من صممه هو حافظا وهبه وهذا غير صحيح بل أن تصميمه تم تطويره على مدار الدول السعودية الثلاثة بدءا من الدولة السعودية الأولى انتهاء بقرار مجلس الشورى الذي حدد قياساته وشكله النهائي، وأيضا انتشر خلال فترة حقبة من الزمن أن من أشكال العلم السعودي أنه على شكل مستطيل أخضر ويحمل شكل هلال وهذا ليس العلم السعودي ولم يعرف هذا الشكل خلال المراحل التي مر بها.
حقيقة يوم العلم يعتبر يوم يحق لنا التفاخر به لانه ليس كمثل اي علم لما يحمله من ذكر عظيم سطر عليه لاإلٰه الا الله كلمة توحيد وعز وفخر ورسم عليه السيف هيبه وعدل لارساء الحق تحت ظل علمنا توحدت الامه وتكاتفت القلوب وبدأ التطور والتقدم برعاية اسرة حكامنا آل سعود رحم الله اللي مات منهم واطال الله بعمر الحي منهم في ظل الله ثم ظل الملك سلمان وولي عهده الهمام وصلت مملكتنا الى مصافي الدول المتقدمه وغلمها يرفرف عالياً في كل مكان ادام الله عزها .
ابوطارق/علي المالكي
أجمل علم لأحسن بلد دام عزك ياوطن