الرئيسيةالمحليات

بين الضحكة والطعنة

Listen to this article

أحوال -تقرير / سحمة العمري

في الحياة، لا يخلو الطريق من الوجوه المتعددة؛ من يضحك في وجهك كل صباح، يمازحك، يثني على عملك أمام الجميع، لكنه ما إن تدير ظهرك، حتى يُخرج لسانًا مسموماً لا يتردد في الطعن. هذا الصنف من البشر، هو من يلبس قناع اللطف، بينما يخفي خنجر الغيبة خلف ظهره.

*الفرق بين الزملاء والأصدقاء* يتجلى في هذه التفاصيل الصغيرة. الزميل يرافقك في بيئة العمل أو الدراسة، قد يجاملك، يشاركك الضحك أو حتى بعض الأسرار، لكن العلاقة غالباً ما تكون سطحية، مؤقتة، تقوم على المصلحة أو المجاملة. أما الصديق الحقيقي، فهو مرآتك. لا يغتابك، لا يخونك، وإن أختلف معك، واجهك بصدق لا بخبث. الصديق هو من يذكرك بالخير في غيابك، ويمد يده حين يتخلى الجميع.

مؤلم أن تكتشف أن من كنت تحسبه صديقاً ، ما هو إلا زميل بوجهين. يؤلمك أكثر حين تسمع ما قاله عنك، وتشعر أن ضحكته بالأمس كانت مجرد قناع، وأنك صدّقت الوهم. لكنّ هذه التجارب رغم مرارتها، تمنحك بصيرة. تعلّمك أن لا تمنح الثقة سريعاً ، وأن تزن الأفعال لا الأقوال.

فلا تغتر بمن يبتسم لك، بل راقب من يذكرك في غيابك. فالصديق لا يُقاس بعدد الساعات التي قضاها معك، بل بعدد المواقف التي وقف فيها بجانبك، وبالصدق الذي يحمله لك حتى في ظل الخلاف.

*وختاماً ، تذكّر قول الشاعر:*

*إذا المرءُ لا يرعاكَ إلا تَكَلُّفًا*
*فَدَعهُ ولا تُكثِرْ عليهِ التَّأسُّفا*

فلا تُرهق قلبك بمن لا يستحق، ولا تندم على صدقك، فالله يُمهل ولا يُهمل، والقلوب الصادقة لا تُهزم وإن خُذلت مؤقتاً . سرْ بنقائك، ودعهم يغرقون في زيفهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى