جازان جنة الجنوب بين سحر الطبيعة وحراك التنمية

أحوال –جازان – تقرير / محمد العزي
تواصل منطقة جازان ترسيخ مكانتها كإحدى أهم الوجهات السياحية والاستثمارية في المملكة، بما تمتلكه من طبيعة خلابة تجمع بين الجبال الشاهقة والأودية المتدفقة والشواطئ الممتدة والجزر الحالمة، إلى جانب ما تشهده من مشاريع استراتيجية كبرى تعزز موقعها الاقتصادي ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030.
جبال تعانق السحاب
تتزين جازان بسلسلة من الجبال التي تشكل مدرجات زراعية آسرة، في مقدمتها جبل الأسود (العزين) في الريث، حيث الضباب الصباحي والمدرجات الخضراء التي تحتضن مزارع البن الخولاني الشهير، فضلًا عن إطلالاته على أودية مثل وادي لجب وبيش.
أما جبال فيفاء فقد استحقت لقب “سويسرا السعودية” بمدرجاتها الزراعية الفريدة وزراعة الفواكه الاستوائية، بينما تحتضن جبال الريث والعارضة قرى متفرقة وشلالات موسمية تزيد من سحر المكان.
ويبرز وادي لجب كأيقونة طبيعية نادرة أشبه بالأخاديد، يجذب هواة المغامرة لما يتميز به من شلالات دائمة وارتفاعات صخرية شاهقة.
 
 
أودية وشلالات.. شرايين الحياة
تُعد الأودية من أبرز معالم جازان الطبيعية، إذ تنتشر في مختلف محافظاتها وتغذي مزارعها
• وادي بيش: الأكبر والأشهر، بطول يتجاوز 145 كم.

• وادي شهدان، وادي رزان، وادي خلب: بأجوائها الخضراء وتنوعها البيئي.

• وادي الروغ: الذي يضم أطول شلالات المنطقة في جبل سلا بمحافظة العارضة.


• وادي قصي في الريث، ووادي جورا وسلف ورخية التي تحتفظ بجمالها البكر.
كما يظل شلال الدوحين بهروب أحد أجمل المعالم الطبيعية التي تتدفق مياهها طوال العام.

سدود وبحيرات.. كنوز استراتيجية
عززت جازان مواردها المائية بإنشاء عدد من السدود التي تخدم الزراعة وتخزين المياه، وفي الوقت ذاته أصبحت مواقع جذب سياحي.
يأتي سد وادي بيش على رأسها كأحد أكبر سدود المملكة، تليه بحيرة سد جازان التي تمثل لوحة طبيعية خلابة. كما تضم المنطقة سد شهدان، سد وساع، سد العارضة، وسد الريث، وجميعها تضيف قيمة تنموية وسياحية متزايدة
البحر والجزر.. لؤلؤة على ساحل المملكة
تمتد سواحل جازان لأكثر من 300 كيلومتر، حيث الشواطئ الرملية والجزر المرجانية. وتظل جزر فرسان أيقونة البحر الأحمر، بمحميتها الطبيعية وثرائها البحري. فيما يشكل كورنيش جازان شمالًا وجنوبًا متنفسًا رئيسيًا للعائلات، ويُعد شاطئ الموسم من أبرز الوجهات الهادئة لعشاق الاستجمام.

إرث حضاري وتاريخ عريق
تحتضن المنطقة مساجد تاريخية ومعالم أثرية تعكس عمقها الحضاري، مثل مسجد النجدي بفرسان (1347هـ)، مسجد العباسة ومسجد القباب في أبوعريش، ومسجد الريان بوادي جازان الذي يعود لأكثر من 400 عام.
 
  
 
مشاريع استراتيجية.. قوة اقتصادية متنامية
إلى جانب طبيعتها، تمثل مشاريع جازان الكبرى نقطة تحول في مستقبل المنطقة:
• مجمع جازان للتغويز وإنتاج الطاقة: أضخم مشروع من نوعه عالميًا بتكلفة 45 مليار ريال، يوفر الكهرباء والبخار والهيدروجين ويعزز التنمية المستدامة.
• مدينة جازان الاقتصادية: منصة لجذب الاستثمارات الصناعية والتجارية.
• مشاريع الواجهات البحرية: مثل واجهة جازان، الشقيق، المضايا، والسهي، التي توفر وجهات ترفيهية وسياحية متكاملة.
• المشاريع الترفيهية: كـ “جازان بارك”، ومدينة الألعاب المائية، و”جازان آي”، والسينما الحديثة.
 
 
مهرجانات وهوية ثقافية
تُعرف جازان بمهرجاناتها التي تجمع بين الزراعة والفلكلور، مثل مهرجان البن بالداير، الحريد بفرسان، العسل بالعيدابي، المانجو بصبيا، والكرنفال الشتوي في القرية التراثية. وهي فعاليات تجسد هوية المنطقة وتثري حراكها السياحي.



جازان.. وجهة المستقبل
اليوم، تتقدم جازان بثقة نحو مستقبل يجعلها مركزًا اقتصاديًا وسياحيًا متكاملًا، بفضل ما تمتلكه من طبيعة متنوعة ومشاريع استراتيجية وحراك ثقافي، لتظل فعلًا جنة الجنوب وسيمفونيتها الطبيعية التي لا تُنسى
 
				


