الرئيسية

رد حوثي على تهديدات وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي

Listen to this article

أحوال – محمد صالح الزهراني 

علّقت ميليشيا «الحوثي» على تهديدات وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي، “يسرائيل كاتس”، بتصفية زعيمها ورفع العلم الإسرائيلي في صنعاء.

وقال عضو المكتب السياسي لميليشيا الحوثي، حزام الأسد، إن تصريحات وزير الدفاع «تعبير عن الانهزامية» في ظل استمرار الهجمات على إسرائيل. وأضاف الأسد: «تهديدات قادة الاحتلال لا تُخيفنا… وأقول لكاتس إنّ الجحيم لكم». ووصف تهديدات كاتس برفع العلم الإسرائيلي على صنعاء بأنّها «تهريج»، وأنّ صنعاء «أبعد عنه من عين الشمس».

وأكد القيادي الحوثي استمرار الهجمات على «الاحتلال» وإسناد المقاومة في غزة حتى توقف ما وصفه بـ«حرب الإبادة». وزعم أيضًا أن الحركة أدخلت «أسلحة جديدة» إلى معركة إسناد غزة وأنها «تجهّز مفاجآت للعدو الإسرائيلي».

وكان وزير دفاع الاحتلال قد هدّد زعيم الميليشيا عبد الملك الحوثي بشكل مباشر، ردًّا على تقارير عن انفجار طائرة مسيرة قرب مدخل فندق في مدينة إيلات، فكتب عبر منصّة «إكس»: «يا عبد الملك الحوثي، سيأتي دورك»، وأضاف أن «سيُرفع العلم الإسرائيلي في صنعاء بدلاً من شعار ’الموت لإسرائيل‘»، في إشارة تصعيدية تهدّد باستهداف قيادات الحركة أو مواقعها.

بالرجوع الى الحوثة كما يحلو للبعض تسميتهم:

  1. من هم الحوثيون وكيف ظهر الانقسام؟
    • حركة الحوثي (أنصار الله) نشأت كحركة زيدية/مجتمع محلي شمال اليمن في التسعينيات ثم تحوّلت إلى قوة سياسية وعسكرية بقيادة حسين بدرالدين الحوثي؛ تحولت لاحقًا إلى حركة مسلحة بعد مواجهات مع السلطة. استحوذت الحركة على العاصمة صنعاء في 2014–2015 وسيطرت على أجزاء واسعة من شمال اليمن. التطور السياسي والعسكري للحركة رافقه تباينات داخل التيار اليمني ومع أطراف إقليمية ودولية. (خلاصة من مراجع تحليلية عن تاريخ الحركة).
  2. الهجمات البحرية في البحر الأحمر وتأثيرها على الشحن العالمي:
    • منذ نوفمبر 2023 شنّت الحركة سلسلة هجمات وصواريخ وطائرات مسيرة ضد سفن وموانئ وعمليات بحرية في البحر الأحمر وباب المندب، مستهدفة سفنًا تربط بمصالح إسرائيل أو حاملة شحنات مرتبطة بها، ما دفع شركات كبرى إلى تغيير مساراتها حول رأس الرجاء الصالح وزيادة التكاليف، وتأثّر عبور قناة السويس، وظهرت عمليات عسكرية دولية لردع الهجمات. تقديرات وتقارير مستقلة أظهرت اضطرابًا كبيرًا في خطوط التجارة وارتفاعًا في التأمين وتكاليف الشحن. 
  3. مدى تأثير هجمات الحوثي على إسرائيل
    • الحوثيون نفّذوا هجمات جوية (طائرات مسيّرة وصواريخ) استهدفت داخل إسرائيل، بما في ذلك محاولات لضرب مدن ومطارات، وقد نجحت بعض الضربات العرضية في إثارة حالة إنذار وإلحاق أضرار محدودة (أحيانًا دون سقوط ضحايا)، بينما تم اعتراض أخرى.                 الخلاصة التي تذهب إليها تقارير الميدان والتحليل الأمني: حتى الآن لم تسجَّل ضربات مدمرَة حاسمة تقوّض القدرات العسكرية الإسرائيلية، لكن الهجمات رفعت تكلفة وتأمين الشحن ووسعت الجبهة الإقليمية.
  4. هل قلّلت هجمات الحوثي من حرب وتهجير سكان غزة؟
    • لا دليل قاطع أنّ هجمات الحوثي قد أدّت مباشرةً إلى تقليل القصف أو تهجير سكان غزة. المراقبون يلاحظون أن الضغط الإقليمي (بما في ذلك تحرّكات الحوثي واحتجاجات دولية ووساطات عربية ودولية) أحيانًا يؤثر على حسابات وأولويات الأطراف المتحاربة، لكن العمليات العسكرية الإسرائيلية على الأرض وأوامر الطوارئ والتهجير في غزة تتحدّد أساسًا بخيارات وسياسات إسرائيلية وبتوازنات عسكرية وسياسية أوسع؛ لذا القول بوجود أثر مباشر وحاسم لهجمات الحوثي على وقائع التهجير في غزة يُعدُّ مبالغًا فيه أو يفتقر إلى دليل قاطع.. تحليلات مراكز أبحاث ووكالات دولية تشير إلى أن الهجمات الإقليمية زادت الضغوط الدبلوماسية وأثّرت في سلاسل إمداد إسرائيل، لكنها لم توقف عمليًا حملتها العسكرية أو تحدّد بصورة وحيدة مصير التهجير. 
  5. من يزود الحوثيين بالسلاح ومن يصنعه؟
    • تقارير وتحقيقات (تقارير لجنة خبراء الأمم المتحدة، ودوائر استخباراتية غربية مثل DIA وUSCENTCOM واعترافات بحجز شحنات) وثّقت نمطًا طويل الأمد لتهريب مكوّنات وقطع سلاح ذات صلة بطرازات إيرانية، وتسهيل تقني وتدريب يُنسب إلى عناصر مرتبطة بإيران (بما في ذلك فيلق القدس/الحرس الثوري)، إضافة إلى تصنيع محلي وتجميع مكوّنات مستوردة في اليمن. جهات رسمية غربية وعربية أعطت أدلة على اعتراض شحنات أسلحة أو كشف مكوّنات مطابقة لتصاميم إيرانية؛ بينما تنفي إيران هذه الاتهامات رسميًا.. تقارير الأمم المتحدة وتحليلات استخباراتية تقول إن الدعم الإيراني اتّضح في شكل مكوّنات وبرامج تدريب وتحويل تصاميم متطوّرة إلى قوة محلية قادرة على إنتاج طائرات مسيّرة وصواريخ وقذائف موجهة. (انظر تقارير لجنة الخبراء/الأمم المتحدة وDIA ووسائل إعلام تحقيقية). (documents.un.org)
  6. إلى أي مدى قد يتصاعد الحوثي؟
    • التقدير التحليلي الشائع: لدى الحوثيين خيارات للتصعيد (زيادة الكمّيات، إدخال قذائف/صواريخ بحرية، زراعة ألغام بحرية، ضربات متزامنة)، لكن لديهم أيضاً حدود عملية وسياسية؛ أي أن التصعيد يُقابل بردود عسكرية دولية مباشرة (ضربات جوية، اعتراض شحنات، تحالفات بحرية) ما يضع سقفًا للمكاسب التي يمكنهم تحقيقها دون دفع ثمن باهظ داخليًا وخارجيًا. التحليل الأمني يشير إلى أن الإحرازات التكتيكية (مثل إظهار القدرة على الوصول إلى عمق إسرائيلي) تمنحهم تأثيرًا سياسيًا ودبلوماسيًا مؤقتًا، لكنها لا تحولهم إلى قوة قادرة على تغيير نتائج الحروب الإقليمية من جانب واحد. 

 ما يمكن استخلاصه 

  • تصريحات التهديد المتبادلة (وزير دفاع إسرائيل وردود الحوثيين) تصعّد retoric لكنها تعكس أيضًا توترًا ميدانيًا حقيقيًا مع تبعات إقليمية.
  • هجمات الحوثي أعادت تعريف أمان خطوط الملاحة في البحر الأحمر وزادت كلفة الشحن الدولي، لكنها لم تُحدث اختراقًا استراتيجيًا يمكنه فرض وقف الحرب في غزة أو إنهاء عمليات التهجير من جانب واحد.
  • الدلائل الموثّقة تشير إلى أن جزءًا من ترسانة الحوثي يعود إلى مكوّنات/تصاميم مرتبطة بإيران، مع تجميع محلي يمني مما يجعل قضية القضاء على إمدادات الأسلحة قضية إقليمية ودولية، وليست محلية فقط.
  • المستقبل قابل للاشتعال أو الاحتواء بحسب موازين ردود الفعل الدولية، ومدى نجاح الوساطات والدبلوماسية في خفض سقف التصعيد.

ومايمكن قوله:

  • الانقسام وبروز الحوثيين:                  ظهرت الحركة مطلع التسعينيات بقيادة حسين بدر الدين الحوثي، ووسّعت نفوذها حتى سيطرت على صنعاء في 2014.

  • الهجمات البحرية: منذ أواخر 2023 شنّت الميليشيا أكثر من 50 هجومًا صاروخيًا وبالطائرات المسيّرة على سفن تجارية وعسكرية في البحر الأحمر وباب المندب، مما أجبر شركات كبرى على تغيير مساراتها البحرية.

  • الأثر على إسرائيل: استهدفت الطائرات المسيّرة الحوثية مناطق داخل إسرائيل بينها ميناء إيلات، لكنها لم تُحدث خسائر استراتيجية واسعة، بل أسهمت في توسيع نطاق المواجهة الإقليمية ورفع تكلفة الأمن البحري.

  • الدعم الإيراني: تقارير أممية وأمريكية وثّقت وصول مكونات صواريخ وطائرات مسيّرة إيرانية للحوثيين عبر شبكات تهريب، إلى جانب تصنيع وتجميع محلي داخل اليمن.

  • آفاق المستقبل: يُرجّح أن يواصل الحوثيون التصعيد لإثبات الحضور الإقليمي، لكن الضربات العسكرية الدولية، وعمليات الاعتراض البحرية، تحدّ من قدرتهم على إحداث تحوّل استراتيجي في الصراع.

الدعم الإيراني والشبكات المرتبطة

  • تقرير للأمم المتحدة (UN experts) يؤكد أن إيران، ومجموعات مسلحة من العراق ولبنان (حزب الله)، ومكوّنات تابعة لشبكات إيرانية، ساهمت بتزويد الحوثيين بأسلحة وتدريب وإسناد فني. 

  • الحوثي بدأت تطوّر قدراتها المحلية: تصنيع وطائرات مسيرة محوّلة وصواريخ، وقد صار لديها خبرة تشغيلية وقدرات بحرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى