
أحوال – عبد الله صالح الكناني
أكدت جلسة «التكامل التشغيلي لإدارة البنى التحتية والخدمات في مكة المكرّمة والمشاعر المقدّسة»، ضمن مسار «البنية والخدمات التشغيلية – البنية التحتية وإدارة المرافق» في فعاليات مؤتمر ومعرض الحج 1447هـ، على أهمية تعزيز منظومة المدن والخدمات الحكومية في موسم الحج، وجهود الأمانات والجهات التنفيذية في تطوير كفاءة البُنى التحتية التشغيلية.
وشهدت الجلسة مشاركة معالي نائب وزير الحج والعمرة الدكتور عبدالفتاح بن سليمان مشاط، ومعالي أمين العاصمة المقدّسة الأستاذ مساعد بن عبدالعزيز الداود، والرئيس التنفيذي لـ الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرّمة والمشاعر المقدّسة المهندس صالح بن إبراهيم الرشيد، والرئيس التنفيذي لـ شركة كدانة للتنمية والتطوير المهندس محمد بن ناصر المجماج. وجرى عرض محاور رئيسية تضمنت توفير بيئة تشغيلية ملائمة، وضمان سلامة الغذاء، واستدامة الموارد، وتعزيز جودة الحياة في مكة والمشاعر المقدّسة، بما يتماشى مع جهود الدولة في تطوير خدمات الحجاج والمعتمرين.
وأوضح معالي نائب وزير الحج والعمرة أن التكامل بين الجهات العاملة في منظومة الحج أصبح اليوم أكثر فاعلية بفضل التحول الرقمي وتطوير أنظمة الإدارة الميدانية الذكية، مؤكّداً أن هذه الجهود تسهم في رفع كفاءة الأداء وتحسين تجربة الحاج منذ قدومه وحتى مغادرته.
وقال معالي أمين العاصمة المقدّسة إن الأمانة تطبّق حلولاً تشغيلية مبتكرة لإدارة المرافق والنفايات والخدمات البلدية خلال موسم الحج، من خلال أنظمة مراقبة ذكية وغرف تحكّم متطوّرة تضمن سرعة الاستجابة الميدانية وتكامل الجهود مع الجهات ذات العلاقة.
بدوره، أشار الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة مكة المكرّمة والمشاعر المقدّسة إلى أن الهيئة تبني منظومة من المشاريع الاستراتيجية التي ترتكز على الاستدامة وجودة الحياة، مؤكّداً أن تطوير البُنى التحتية المتقدّمة يمثل ركيزة أساسية لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في جعل مكة والمشاعر المقدّسة نموذجاً حضرياً متطوراً يخدم ملايين الحجاج سنوياً.
من جانبه، بيّن الرئيس التنفيذي لشركة كدانة للتنمية والتطوير أن شركته تعمل على تطوير حلول ذكية في مجالات النقل والإسكان والخدمات اللوجستية بالمشاعر المقدّسة، بما يسهم في تعزيز تجربة الحاج ورفع مستوى رضا ضيوف الرحمن.
واختُتمت الجلسة بالتأكيد على أهمية الدور الذي تضطلع به الهيئات الحكومية والشركات الوطنية في بناء أنظمة تشغيلية ذكية تستجيب للتحديات الميدانية، وتقدّم تجربة متكاملة، إنسانية وآمنة لضيوف الرحمن، ضمن رؤية شاملة لتوحيد الجهود بين القطاع العام والخاص والقطاع غير الربحي. واعتُبر مؤتمر ومعرض الحج 1447هـ منصة استراتيجية لإطلاق مبادرات نوعية وتوقيع اتفاقيات تعزّز التكامل بين التقنية والعمران والإنسان، وتدعم توجه المملكة في بناء منظومة مستدامة ومتطورة لخدمة الحجاج، تحقيقًا للأهداف المستهدفة لرؤية 2030.
جدير بالذكر أنشئت الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرّمة والمشاعر المقدّسة في عام 1428هـ (2007م) بقرار سامٍ، لتكون الجهة المسؤولة عن تطوير مدينة مكة المكرّمة والمشاعر المقدّسة، وإدارة المشاريع العمرانية والخدمية فيها. وهي تعمل على رفع جودة الحياة لسكان مكة وزوارها، وتوفير بنى تحتية متقدمة، وتحقيق التكامل بين التنمية العمرانية والخدمة الدينية – الحضارية.
وقد حقّقت الهيئة منذ تأسيسها عدداً من الإنجازات النوعية، منها تطوير مرافق مزدلفة ومنى والعقبة، وإنشاء مشروعات النقل والمرافق والخدمات الذكية، التي ساهمت في تسريع حركة الحجيج وتقليل الازدحام وتحسين الخدمات التشغيلية. كما دَشّنت مشاريعاً بيئية وخدمية ذكية تسعى إلى جعل مكة من المدن الحاضنة للتقنيات الحديثة والتحول الرقمي.
وتسعى الهيئة حالياً إلى رفع مستوى البنى التحتية في المشاعر المقدّسة لتتلاءم مع الزيادة السنوية في أعداد الحجاج، وتعزيز تجربة الحاج من خلال مشاريع ذكية تربط بين النقل، والخدمات، والإسكان، والبيئة، بما يتوافق مع أهداف رؤية المملكة 2030 في أن تكون مكة والمشاعر مركزاً عالميّاً للحج والزيارة.



