في مشهدٍ يجمع بين وعي المجتمع وازدهار المدينة، تتسارع خطوات الرياض العاصمة نحو مستقبلٍ أكثر خضرة عبر مبادرة “الرياض تتطوّع”، التي تحولت خلال فترة وجيزة إلى نموذج وطني رائد في تطويع الجهود المجتمعية لخدمة البيئة. ومع تصاعد حركة التطوع في العاصمة وتسجيلها أرقامًا قياسية عالمية، تتعزز الشراكات النوعية بين الجهات الحكومية والمجتمع؛ وفي مقدمتها إسهام المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي الذي يواصل دعم المبادرة بآلاف الشتلات المحلية، لترتسم ملامح مدينة أكثر جمالاً واستدامة.
حيث قدّم المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحّر آلاف الشتلات من الأنواع النباتية المحلية، مساهمةً فعّالة في إطار مبادرة “الرياض تتطوّع” التابعة أمانة منطقة الرياض، حيث زرعها المتطوّعون في أحياء العاصمة ومتَنَوّهاتها. وقد بلغ تعداد الشتلات التي غرسها المركز حتى الآن نحو 80 ألف شتلة، في خطوة تأتي ضمن جهود تحسين المشهد الحضري، وتعزيز الغطاء النباتي، ودعم استدامة البيئة وجودة الحياة.
وتُعد هذه الزراعة الجماعية جزءًا من التزام المركز بدعم التشجير الحضري، وتنمية المساحات الخضراء، والمحافظة على التنوع الأحيائي، فضلاً عن استعادة وتأهيل المواقع المتدهورة بيئيًا. ويأتي ذلك في إطار مسؤولية المركز عن الإشراف على الغطاء النباتي والمراعي والغابات والمتنزهات الوطنية، وحماية الموارد الطبيعية للحفاظ على بيئةٍ سليمة للأجيال القادمة.
من جهة أخرى، تؤسس مبادرة “الرياض تتطوّع” قاعدةٌ عريضة للمشاركة المجتمعية في تنمية العاصمة — حيث انطلقت رسميًا بتاريخ 8 ديسمبر 2025. وكانت المشاركة الجماهيرية ملفتة، فقد سجّلت المبادرة رقمًا قياسيًا عالميًا في موسوعة غينيس بتسجيل 14,642 متطوعاً خلال أسبوع واحد، ما يعكس تزايد ثقافة التطوع والوعي المجتمعي في العاصمة.
وتشمل أعمال المبادرة مسارات متعددة: الزراعة، النظافة، الرصد والمعالجة، تدوير الملابس، حفظ النعمة وغيرها، وتُنفّذ بالشراكة مع جهات حكومية وخاصة — لتوسيع أثرها وضمان استدامتها، وتعزيز بيئة حضرية نظيفة خضراء، ترتقي بجودة الحياة في المدينة.
بهذه الجهود المتواصلة، ترسّخ الرياض نموذجًا حيًّا للتنمية المستدامة والمشاركة المجتمعية، وتجسد رؤية المملكة في مجتمع نشط بيئيًا، ومواطن مسؤول، ومدينة خضراء نابضة بالحياة.
