
أحوال – متابعات
أبدت الإمارات تطلعها لموقف عربي حاسم ضد الأعمال الإرهابية للحوثيين، بعد نحو أسبوع من هجمات شنتها الميليشيات على أبوظبي عبر طائرات مسيرة.
وعقدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اجتماعا طارئا لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين بناء على طلب الإمارات، الأحد، لإدانة هجمات ميليشيات الحوثي الإرهابية على أبوظبي، الإثنين الماضي.
وقالت الإمارات في كلمتها خلال الاجتماع إن ميليشيات الحوثي تواصل التعنت وتتابع تنفيذ الاعتداءات.
وأضافت أن تحالف دعم الشرعية في اليمن الذي تقوده السعودية، يؤكد دوما على خيار الحل السياسي للأزمة، مؤكدة أن جهود القضاء على التطرف لا يمكن أن تنجح من دون وحدة المجتمع الدولي.
وفي الجلسة ذاتها، أبدت السعودية تضامنها الكامل مع الإمارات في الجهود التي تقوم بها للحفاظ على أمنها.
ودعت المملكة المجتمع الدولي لاتخاذ موقف حاسم ضد ميليشيات الحوثي ومن يقف وراءها، معتبرة أن اعتداءات الحوثيين على المواقع المدنية جرائم حرب.
ودعا مندوب اليمن في الجامعة المجتمع الدولي لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بإلزام الحوثيين بقبول القرارات الدولية، كما حث المجتمع الدولي على منع وصول السلاح من إيران إلى ميليشيات الحوثي الإرهابية.
وقال مندوب مصر في الجامعة، إن القاهرة تدين أي محاولة من ميليشيات الحوثي للاعتداء على أمن وسلامة واستقرار الإمارات.
وأضاف أن “هناك ارتباطا وثيقا بين الأمن القومي لكل من مصر والإمارات”.
الجدير بالذكر ان السيناتور الجمهوري تيد كروز قدَّم مشروع قانون في مجلس الشيوخ الأميركي، يطالب بفرض عقوبات على ميليشيات الحوثي ومسؤوليها وعملائها أو المنتسبين إليها، بسبب أعمال الإرهاب الدولي.

واعتبر باحثون بالشأن الأميركي واليمني والدولي، أن المشروع بمثابة “جرس إنذار” يحذر من تحول ميليشيات الحوثي الإرهابية إلى “داعش جديد” بدعم إيراني، متوقعين أن يتم “تمرير المشروع بأسرع وقت”.
ومشروع “قانون كروز” من شأنه إعادة إدراج ميليشيات الحوثي على لائحة المنظمات الإرهابية، بعد الهجوم الأخير على العاصمة الإماراتية أبوظبي الذي طال منشآت مدنية.
ويأتي المشروع في وقت يبذل الكونغرس الأميركي جهودًا لإعادة فرض العقوبات على الميليشيات الإيرانية في اليمن.
سيمرر بأسرع وقت
ويسعى السيناتور الأميركي إلى تمرير القانون الخاص بالعقوبات إلى الرئيس جو بايدن، لوضع الحوثي وجميع الهيئات التابعة له ضمن لائحة المنظمات الإرهابية في غضون 30 يومًا.
تيد كروز أكد أنه ملتزم بالضغط على إدارة جو بايدن؛ لإعادة فرض سريع للعقوبات على الحوثيين لوقف اعتداءاتهم على دول الجوار وجرائمهم في اليمن.
ومن واشنطن، يقول المتخصص في الشأن الأميركي والعلاقات الدولية إيهاب عباس: “إن مشروع كروز هو خطوة على الطريق الصحيح، ومن الممكن تمريره من قبل مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين ويتم اعتماده من الرئيس جو بايدن لعقاب الحوثيين”.
ويضيف، في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”: “هناك لهجة غضب متصاعدة داخل أروقة السياسة الأميركية ضد الحوثيين، بعد استهداف الحلفاء بدول الخليج سواء الإمارات أو السعودية”.
عباس يؤكد أنه “مع تصاعد حالة الغضب هذه سيتم فرض العقوبات وإدراج الميليشيات الإيرانية في قائمة المنظمات الإرهابية”.

وفي هذا المنحى، وصف محمد حامد، مدير منتدى شرق المتوسط للدراسات السياسية، مشروع القانون بـ”خطوة جيدة” من نواب الكونغرس للضغط على إدارة بايدن لإعادة إدراج المليشيات الحوثية ضمن قوائم الإرهاب“.
ويضيف، في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن إدارة بايدن ارتكبت “خطأ استراتيجيًا برفع اسم الحوثيين من قوائم الإرهاب”.
ويؤكد: “النائب تيد كروز جمهوري سيكون عامل ضغط على إدارة بايدن الديمقراطية التي فشلت في احتواء إيران والتعامل مع الحوثي، وتقامر بعلاقات تاريخية مع حلفاء استراتيجيين مثل الإمارات والسعودية”.
ضربة لإيران
وتعتزم إدارة بايدن إعادة إدراج ميليشيات الحوثي على قوائم الإرهاب، وهذا الموقف جاء على لسان مسؤولين في البيت الأبيض، الثلاثاء، في أعقاب التنديدات على العدوان الحوثي السافر ضد منشآت مدنية بالإمارات.
وكانت إدارة الرئيس جو بايدن ألغت تصنيف الحوثيين اليمنيين ضمن الجماعات الإرهابية في فبراير 2021، متراجعة عن قرار إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بإدراجها ضمنها.
واعتبر مراقبون أنه حال تمرير مشروع تيد كروز والتصديق عليه من قبل الرئيس الأميركي سيكون بمثابة ضربة قاصمة لمشروع إيران التخريبي في اليمن.
وهنا يعود المتخصص في الشأن الأميركي والعلاقات الدولية إيهاب عباس، قائلًا إن “الحوثيين شاهدوا حالة التراخي الدولي في التعامل مع جرائمهم بالداخل اليمني وإيذاء اليمنيين، فتصاعدت جرائمهم أكثر لتطال دول الجوار بدعم إيران المالي والعسكري؛ لذا يتعين على الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي التصدي الحاسم لهذه الجماعة الإرهابية”.
ويؤكد، في تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “إيران تقف خلف تلك الجرائم بإمداد الحوثيين بالدعم اللوجيستي وبأسلحة متقدمة تسمح لهم بالاعتداء على دول الجوار؛ أملًا في تطبيق الأيديولوجية الإيرانية صاحبة العصور الوسطى، وتوسيع نفوذها العسكري والسياسي للضغط على دول الغرب في عدد من الملفات أبرزها ملف الاتفاق النووي”.
عباس أعرب عن أمله في أن يؤدي المجتمع الدولي دوره في محاصرة إرهاب الحوثي وقبله إيران “للسيطرة على الشر في المنطقة وتحقيق السلم والأمن الدولي والإقليمي”.
كما يعود الباحث محمد حامد، معلقًا: “بايدن أزال الحوثيين من قوائم الإرهاب نكايةً في غريمه دونالد ترامب، والآن يعيد الأمور لنصابها بعد تفاقم إجرام تلك الميليشيات، وهذا أمر جيد؛ لكنه تأخر كثيرًا بعد استهداف الحوثيين للمدنيين والمنشآت المدنية في دولتي السعودية والإمارات”.
المصدر: سكاي نيوز عربية



