….. رمضان ايام زمان…..

للكاتب عبدالقادر الزمزمي
رمضان المبارك الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة، شهر الخير و البركة، شهر التواصل و نبذ الفرقة و التدابر….
في الزمن الماضي الجميل الذي فيه تشرق الأرواح المؤمنة بنور ربها فتغمرها السعادة و البشر بقدوم هذا الشهر الفضيل، فكانت الناس تحتفل به من بزوغ هلال شهر شعبان، فيستعدون استعدادا يليق بشهر رمضان فتستقبله الأرواح بالبهجة و السرور من أول ليلة من لياليه حين يلتقي سكان القرية في المسجد و قد حمل إليهم المؤذن في يده زنبيلا فيه من التمر و الخبز و فناجيل القهوة و في الأخرى دلة القهوة ثم يؤذن حينما يحين وقت الأذان وفقا لتقديراته الذاتية و مع تحول الشفق إلى اللون الأحمر…
يفطرون جماعة و يصلون جماعة للمغرب ثم يذهب كل منهم الى بيته ليكمل افطاره على ما تيسر و غالبا ما يكون خبز الميفى و الحلبة حاضرة على (مهجان) الفطور، مع دلة القهوة و التمر و ما تيسر من الشربيت السهل الممتنع وجوده في كل بيت آنذاك فهو فاكهة الشهر الكريم!!!!
تأتي صلاة التراويح فيؤدونها جميعا سكان القرية و بعد الصلاة يخرج الجميع من المسجد إلى ( الصوح) الفناء الخارجي ليقوم كبير جماعة المسجد المعروف ب ( المدول) الذي يحدد للجميع أين يذهبون هذا المساء للتهنئة بالشهر و قضاء ليلة مسامرة راقية بعد صيام يوم طويل و كد و كفاح في جوانب الحياة اليومية في الزراعة و ما تتطلبه من جوانب الخدمة فيها و كذا الرعي في الهجير، و الحرث و بناء ( الظفراء) و المرأة انذاك تجلب الماء من البير في ( قربتها) و تضعها على الحائط الخارجي لتكتسب نوعا من البرودة قبل أذان المغرب…
ليس غريبا تشارك المرأة مع زوجها في الأعمال اليومية في حياة القرية فهي عنصر فاعل في اكتمال روح التعاون و التشارك في المتاعب سوية….
و هكذا طوال ليالي شهر رمضان المبارك. كل مساء يجتمع سكان القرية لزيارة كل بيت مخصصين له ليلة لا يطول السهر فيها فالكل يتقاسمون متاعب الحياة و يتشاركون في ذات الهموم فيجدون في مساءاتهم جنة لراحة أجسادهم من تعب الايام….
ما قمت بسرده هنا ليس بعيدا زمنه فالسنون تجري بنا بسرعة الكل يدرك ذلك لكنها في المخيلة تبدو بعيدة كوننا في الحاضر ننعم بكل أسباب الرفاه و الراحة، كل شيء بين أيدينا و لله الحمد ننعم في رغد العيش في وطن الشموخ و الخير الوفير…
ذكريات داعبت فكري و ظني…. لست أدري أيها أقرب مني…..
مع التحية لكل القراء الذين عبروا من هنا من بوابة صحيفة أحوال الإلكترونية فوجدوا لرمضان في الزمن الجميل سراجا وهاجا على طريق الذكريات السابرة لجماليات شهر رمضان المبارك في الزمن الجميل….



