رياضة

قدامى لاعبي الطائف”.. لقاءٌ رمضانيٌّ لا يشيخ .

Listen to this article

في ليلةٍ عابقةٍ بروحِ الأخوَّةِ والذِّكرياتِ الخالدةِ، اجتمعَ “قدامى لاعبي الطائفِ” في أمسيتِهم الرمضانيَّةِ السنويَّةِ، مساء أمس الجمعة، حيثُ تجمَّعَ نحوُ مائةٍ من رياضيِّي عروسِ المصائفِ من مختلفِ الأجيالِ، يحيونَ ماضيهمَ الجميلَ في مناورةٍ كُرويَّةٍ بملعبِ “الغُمير”، في لقاءٍ طالما انتظروهُ بشوقٍ ولهفةٍ. وعلى الرَّغمِ من أنَّ أعمالَهم ومشاغلَ الحياةِ قد فرَّقتْ بينهم، فإنَّ قلوبَهم ظلَّتْ على العهدِ،

يترقَّبونَ هذا الموعدَ السنويَّ وكأنَّهم يعودونَ صغارًا يركضونَ في الميدانِ ذاتهِ، بشغفٍ لا يهرمُ. وعلى هامشِ المناورةِ، راحوا يستعيدونَ ضحكاتِهم، ومواقفَهم التي لا تزالُ محفورةً في ذاكرةِ ملاعبِ الطائفِ، بينَ أنديةِ عكاظَ، ووجٍ، ومُنيفٍ.

وكانتِ الأمسيةُ في عامِها الحاديَ عشرَ تحتَ إدارةِ المهندسِ يوسفِ هاشمَ، والأساتذةِ عامرٍ عسيريٍّ، وعبدِالله الشَّيخِ، الذينَ أشرفوا على اللقاءِ بكلِّ محبَّةٍ وتفانٍ. ورغمَ تقدُّمِ العمرِ، ظلَّتِ الأرواحُ شابَّةً، فبعضُ اللَّاعبينَ أظهروا مهاراتٍ لم يطوِها الزَّمنُ، وكأنَّ الكرةَ بينَ أقدامِهم ما زالتْ تحفظُ بصماتِهم الأولى.

وبعدَ ختامِ المناورةِ، اتَّجهَ الجميعُ إلى مزرعةِ الشَّيخِ حاضرٍ العُريفيِّ، يرحمهُ اللهُ، حيثُ فتحَ أبناؤُهُ الأوفياءُ أبوابَ المزرعةِ وقلوبَهم قبلَها، ليكونَ السَّحورُ أكثرَ من مجرَّدِ مائدةٍ، بل لقاءً مفعمًا بالدِّفءِ والوفاءِ. وتولَّى الإعلاميُّ المعروفُ عبدُالعزيزِ قاسمٍ إدارةَ أمسيةِ التَّكريمِ، كما اعتادَ الجميعُ على حضورهِ المميَّزِ، حيثُ تمَّ تكريمُ الأستاذَيْنِ عبدِالله أكرمَ، وعبدِالرحمنِ وصلِ اللهِ الثَّبيتيِّ، والكابتنِ وصلِ الذُّويبيِّ، وسطَ تصفيقٍ يفيضُ بالمحبَّةِ والتقديرِ. وقد شرَّفَ تقديمَ الدُّروعِ اللِّواءُ محمَّدٌ دخيلُ اللهِ الحارثيُّ، نائبُ شرطةِ منطقةِ مكَّةَ المكرَّمةِ السَّابقُ، والعَميدُ محمَّدٌ القَهْرَةُ، في لفتةِ وفاءٍ تعكسُ قيمةَ الرِّياضيِّينَ الذينَ أفنوا أعمارَهم في خدمةِ الميدانِ.

وتحدَّثَ المُكرَّمونَ بقلوبٍ تغمرُها العاطفةُ عن مسيرتِهم الرياضيَّةِ، وذكرياتِهم معَ عميدِ الرياضيِّينَ، الكابتنِ محمَّدِ عبدِاللهِ القَحطانيِّ، يرحمهُ اللهُ، وكيفَ كانتِ الملاعبُ يومًا ديارَهم الأولى. وأجمعَ الحاضرونَ على أنَّ اختيارَ المكرَّمينَ لهذا العامِ كانَ موفَّقًا، يعكسُ روحَ العطاءِ والوفاءِ التي تميِّزُ هذا التجمُّعَ العريقَ.

وفي ختامِ الأمسيةِ، وقفَ الإعلاميُّ عبدُالعزيزِ قاسمٍ باسمِ الجميعِ، موجِّهًا شكرَهُ العميقَ إلى أبناءِ الشَّيخِ حاضرٍ العُريفيِّ، على كرمِهم السَّخيِّ واستضافتِهم الحافلةِ، التي لم تتوقَّفْ طوالَ أحدَ عشرَ عامًا عن لمِّ الشَّملِ بهذا الحبِّ والاحتفاءِ. ثمَّ تقدَّمَ نوافُ العُريفيُّ بخطواتٍ واثقةٍ، داعيًا الجميعَ إلى مأدبةِ السَّحورِ، التي لم تكنْ مجرَّدَ طعامٍ، بل لحظةَ دفءِ تمتزجُ فيها الضَّحكاتُ بمودَّةٍ صادقةٍ، تجعلُ الوداعَ صعبًا، واللِّقاءَ القادمَ انتظارًا مفعمًا بالشَّوقِ.

ويُذكرُ أنَّ “قدامى لاعبي الطائفِ” قد دأبوا على تكريمِ شخصيَّاتٍ رياضيَّةٍ بارزةٍ، كانَ لها أثرٌ عميقٌ في رياضةِ المدينةِ، ومنهم نايفٌ العصيميُّ، وسعيدٌ ربحيٌّ، يرحمُهما اللهُ، واللِّواءُ عبدُاللهِ بنِ سمحةَ، ومباركٌ الياميُّ، وغيرُهم منَ الرِّياضيِّينَ الذينَ سطَّروا أسماءَهم في ذاكرةِ الطائفِ، وبذلوا جهدَهم بحبٍّ خالصٍ لملاعبِها.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. والله اللي ينظم هذا الاحتفال اما انه صغير في السن او يتجاهل بعض اللعيبه القدامى وهم اقدم من اللعيبه اللي نشوفهم في الحفل السنوي وانا اعاتب منظمين هذا الاحتفال اللي يتجاهلون لعيبه خدموا الناديين عكاظ ووج في زمن قديم ولكن الحمدلله على كل حال الذكريات في القلب وهذا يكفي

زر الذهاب إلى الأعلى