عشوائية الفرق التطوعية تهدد نجاح الفعاليات

أ. غميص الظهيري
العمل التطوعي بين العشوائية والتنظيم… مسؤولية تحتاج ضبطًا
لا شك أن العمل الخيري والتطوعي من أهم ركائز رؤية المملكة 2030، إذ يسعى الجميع – أفرادًا ومؤسسات – إلى المساهمة في خدمة المجتمع من خلال مبادرات إنسانية وتنموية متجددة. غير أن الواقع العملي في بعض الفعاليات التي تُقام يوميًا تقريبًا في مختلف مناطق المملكة يكشف عن وجود قصور في التنظيم لدى بعض الفرق التطوعية والجمعيات الخيرية.
من خلال مشاركاتي المتواضعة في عدد من تلك الفعاليات، لاحظت أن بعض الفرق التطوعية تعمل بعشوائية؛ فبينما يضم الفريق عشرات الأعضاء على الورق، لا يحضر من يمثل الفريق فعليًا سوى اثنين أو ثلاثة فقط، مما يُربك الجهة المنظمة التي اعتمدت على التزامات الفريق بموجب عقد الشراكة الموقع معه. وعند سؤال المسؤول عن هذا الغياب، لا نجد إجابة مقنعة أو تبريرًا مقبولًا.
الأمر لا يقف عند ذلك، فبعض مسؤولي الفرق يتعهدون بتوفير المياه والمشروبات والوجبات الخفيفة (السناكات) كضيافة للمشاركين، لكن عند بدء الفعالية لا نجد شيئًا مما تم التعهد به.
كذلك الحال بالنسبة إلى بعض الجمعيات الخيرية التي تشارك في الفعاليات، إذ تستحوذ على أكبر مساحة من موقع الحدث، ويتركز نشاطها في التصوير والتسويق الإعلامي أكثر من المشاركة الفعلية أو تقديم خدمات ملموسة تسهم في نجاح الفعالية وتحقيق أهدافها الاجتماعية.
إن من الضروري أن تخضع هذه الفرق والجمعيات إلى نظام واضح ينظم عملها ويلزمها بأداء المهام المناطة بها، مع الالتزام ببنود عقد الشراكة الموقعة مع الجهة المنظمة. فكل طرف يجب أن يؤدي دوره بفاعلية ومسؤولية، حتى تحقق الفعالية النجاح المطلوب وتظهر بالصورة التي تليق باسم الوطن.
كما أن ازدحام المشاركين يمثل مشكلة أخرى؛ فهناك فعاليات يُدعى إليها فريق تطوعي واحد وجمعية خيرية واحدة، لكن المفاجأة أن عدد الحضور يتجاوز العشرات، مما يتسبب في تكدسٍ غير مبرر وإرباكٍ للتنظيم داخل الموقع، وهو سلوك غير حضاري ولا يعكس الصورة المشرقة للعمل التطوعي في بلادنا.
إن تنظيم العمل التطوعي وتفعيل أدوار الجمعيات الخيرية بشكل مهني ومنضبط هو ما سيضمن استدامة هذا القطاع الحيوي، ويجعله شريكًا حقيقيًا في تحقيق تطلعات رؤية المملكة 2030.
ولأن العمل التطوعي قطاع حيوي يُسهم في التنمية الوطنية، فإن من المهم أن تعمل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية – بصفتها الجهة المشرفة – على تطوير أطر تنظيمية أكثر دقة وصرامة تضمن التزام الفرق والجمعيات بالأدوار المنوطة بها، وتعزز من كفاءة الأداء وجودة المخرجات. فالتنظيم والالتزام هما الطريق الأمثل لرفع مستوى العمل التطوعي وتحقيق رسالته النبيلة في خدمة المجتمع والوطن.
شكرا للكاتب غميص الظهيري تسليط الضوء على عشوائية الفرق التطوعية لأنه محرك أساسي لتحقيق أهداف رؤية 2030. لكن الإخلال بالتنظيم والتزام الفرق يضعف الصورة ويعوق نجاح الفعاليات, لا بد من وضع آليات وضوابط واضحة لعمل الفرق ومتابعة التزامها بعقود الشراكة حتى يحقق العمل التطوعي تأثيرا حقيقيا ومستداما في المجتمع.
يعجبني دائما في طرحك الصحفي النظر من زاوية مختلفة والأراء الجديدة .
العم غميص ليس مجرد صحفي ناقل للخبر بل هو موسوعة فكرية وعبقرية تاريخية .