تحليل لخطاب ترامب في الكنيست الإسرائيلي

الباحث الأمني – لواء م/ طلال محمد ملائكة
بدأ ترامب خطابه بالترحيب بالحضور، موجهًا شكره إلى “آلهة إبراهيم وإسحاق ويعقوب”.
تمنيت، من منطلق مبدأ السلام الذي وعد به سابقًا، أن يشمل شكره جميع الأنبياء والرسل، احترامًا للأديان الذي يؤمن به المسلمون والمؤمنون حول العالم.
– التفاؤل بالمستقبل: تحدث بإيجابية عن عصر الإيمان والأمل، مشيرًا إلى أن هذا العصر سيكون بداية تناغم لإسرائيل والمنطقة.
– الإشادة بالنصر: ركز ترامب وكرر تهانيه لبنيامين نتنياهو وجيش الدفاع الإسرائيلي على عملية “الأسد الصاعد”، مهنئًا إياهم بالنصر. لكنه لم يشر إطلاقًا إلى حجم الدمار والإبادة الجماعية والتجويع الذي طال الأبرياء من الغزاويين، أو إلى صمود الشعب الفلسطيني منذ عام 1948. كما لم يذكر ترامب كلمة “تقرير المصير” أو “حل الدولتين”.
ملخص لأهم النقاط:
1. الاحتفال بوقف إطلاق النار في غزة: وصف ترامب وقف إطلاق النار بأنه فجر تاريخي لشرق أوسط جديد، مدعيًا أن إسرائيل حققت نصرًا كبيرًا بقوة السلاح.
2. التأكيد على دعم إسرائيل: أكد ترامب على أن الولايات المتحدة ستطبق السلام من خلال القوة، مشيرًا إلى أن بلاده تمتلك أسلحة لم يسبق لأحد أن حلم بها. كما ذكر أن واشنطن زودت إسرائيل بهذه الأسلحة لتتمتع بالقوة الكافية لتحقيق السلام، ملمحًا إلى أن القوة هي المبدأ الأساسي، بغض النظر عن وحشية الحروب وجرائم الحرب التي تحدث خلال الصراعات، بدءًا من الحرب العالمية الأولى والثانية وحتى اليوم.
3. الإشادة بالتعاون العربي والإسلامي: أشاد ترامب بتعاون العالمين العربي والإسلامي للضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن. لكنه تجاهل حقيقة أن تلك الدول توسطت مع المقاومة الفلسطينية، وأن المقاومة أبدت استعدادها للتفاوض خلال المفاوضات السابقة في قطر، والتي عرقلها نتنياهو. السياسيون المطلعون يعلمون أنه لو فشلت هذه الخطة، فإن العالم سيتحول إلى قنابل وذئاب، مما يهدد المصالح الغربية والأمريكية وحلفائها بشكل مباشر.
4. الدعوة إلى إعادة إعمار غزة: دعا ترامب إلى التركيز على استعادة الاستقرار والأمن والتنمية الاقتصادية في غزة، مؤكدًا أنه يعتزم أن يكون شريكًا في جهود إعادة إعمار القطاع. لكنه لم يشر إطلاقًا إلى ضرورة تكليف إسرائيل بالمساهمة المالية، خاصة وأنها أفرطت في الوحشية والتدمير وتعمدت تجاوز القوانين الدولية للحروب.
5. الحديث عن إيران: قال ترامب إن اتفاق السلام بين إسرائيل وغزة لم يكن ممكنًا لولا قصف الولايات المتحدة للمنشآت النووية الإيرانية، معربًا عن اعتقاده بأن إيران مستعدة لإبرام صفقة خاصة بشأن برنامجها النووي. كما انتقد أوباما وبايدن على موقفهما من إيران، وأشاد بإنجازاته في إيقاف الاتفاق النووي مع إيران خلال فترته الأولى، مدعيًا أنه دمر قدرات إيران النووية خلال حرب الأيام الاثني عشر. وقد ردت إيران على هذه التصريحات.
6. الدعوة إلى العفو عن نتنياهو: دعا ترامب الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى العفو عن نتنياهو في ظل استمرار المشاكل القانونية وقضايا الفساد التي تلاحقه، متجاهلًا تمامًا اتهام نتنياهو من قبل المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب.
7. مدح نتنياهو: أثنى ترامب على نتنياهو واصفًا إياه بأنه رجل يتمتع بشجاعة استثنائية، وطلب منه الوقوف للتصفيق له. كما أشار إلى نجاحه في مفاوضات اتفاقيات التطبيع مع أربع دول عربية، وأشاد بصهره جاريد كوشنر لدوره في هذه الاتفاقيات. وذكر أيضًا تحول مونيكا إلى اليهودية، وأشاد بحب ميريام وزوجها لإسرائيل ودعمهم له خلال الانتخابات.
8. الحديث عن الكراهية: تحدث ترامب عن الكراهية من جانب واحد.
9. النقد الموجه لبايدن وأوباما: انتقد ترامب الرئيس بايدن، واصفًا إياه بالسيئ، كما انتقد الرئيس أوباما، واصفًا إياه بالأسوا، في استمرار لتصفية الحسابات.
10. المال الثري للدول الخليجية: أشار ترامب إلى أن الدول الخليجية ستدفع لإعادة الإعمار، ووعدهم بالثروات القادمة، وحثهم على عدم الوقوف ضد الخطة والانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم.
11. الإشادة بالتاريخ اليهودي: أشاد ترامب بتاريخ اليهودية الذي يمتد لآلاف السنين، وبقلب داوود، والانتصار الرائع لعاصمتهم القديمة والأبدية، مؤكدًا أنه ساعد في الاعتراف بها. وأضاف أن إسرائيل تقع بين الحائط الغربي وجبل الهيكل ودرب الجلجلة. تمنيت لو ذكر القدس الشرقية.
ملاحظات ختامية:
من وجهة نظري، السيد الرئيس، أنت رجل صفقات تجارية ناجح، وتركز على منهجية عقد الصفقات في حياتك السابقة والحالية كرئيس دولة. ولكن هناك فرق كبير بين التجارة والسياسة العالمية، فالتاريخ البشري مليء بالدروس المستفادة من كيف أن قوى صغيرة تغلبت على قوى عظمى.
ذكرت بعض المصادر أن خطاب ترامب كان فلكلوريًا، وركز على التباكي على المستوطنين الأسرى، متجاهلًا معاناة الأسرى الفلسطينيين. وهناك انتقادات كثيرة حول مغزى بعض نقاط خطابه بشكل عام.
اليوم، كان من المفترض أن تسمح إسرائيل بدخول قوافل المساعدات الإنسانية، لكنها تلكأت في ذلك، وقامت بقتل عدد من الفلسطينيين بحجة تجاوزهم للخط الأصفر.
لقد أحدث طوفان الأقصى تسونامي وصلت أصداؤه إلى معظم جماهير الكرة الأرضية، وخرجت المظاهرات تطالب بتحرير فلسطين، وشاهد العالم عبر وسائل الإعلام القديمة والحديثة مشاهد مؤلمة.
من وجهة نظري، الأمل والتفاؤل لا يزالان موجودين. وإذا كانت النوايا حسنة، فإن جائزة السلام قد تمنح لسيادتكم في العام القادم إذا تحقق السلام الأبدي لمنطقتنا والعالم.
-حفظ الله بلاد الحرمين الشريفين قيادة وشعبا.