الرئيسيةالعالم

واشنطن ودول مجلس التعاون الخليجي توجه تحذيرا مشتركا لإيران بسبب برنامجها النووي

أحوال - عبد الله بن صالح الكناني

Listen to this article
محطة أراك النووي الإيرانية في  15 كانون الأول/ديسمبر 2011محطة أراك النووي الإيرانية في  15 كانون الأول/ديسمبر 2011محطة أراك النووي الإيرانية في  15 كانون الأول/ديسمبر 2011محطة أراك النووي الإيرانية في  15 كانون الأول/ديسمبر 2011
   في بيان مشترك صدر في ختام اجتماع بالعاصمة السعودية الرياض، أعرب ممثّلو الولايات المتّحدة ودول مجلس التعاون الخليجي عن أسفهم لعدم تلبية خطوات إيران الأخيرة في برنامجها النووي لأيّة احتياجات مدنية بل على العكس قد تكون مهمة لبرنامج أسلحة نووية. وحذرت الدول المجتمعة طهران من الاستمرار في تلك الخطوات متهمينها “بالتسبّب بأزمة نووية” وبزعزعة استقرار الشرق الأوسط بصواريخها البالستية وطائراتها المسيّرة.

   وجّهت الولايات المتّحدة وحلفاؤها الخليجيون العرب أمس الأربعاء بحسب ماورد عبر “وكالة فرانس24″ في بيان مشترك صدر في ختام اجتماع في الرياض تحذيراً مشتركاً إلى إيران، متّهمين إيّاها بـ”التسبّب بأزمة نووية” وبزعزعة استقرار الشرق الأوسط بصواريخها البالستية وطائراتها المسيّرة.

   وقالت الولايات المتّحدة ودول مجلس التعاون الخليجي في البيان مشترك الذي أصدرته مجموعة العمل التابعة للطرفين حول إيران إنّ “جميع المشاركين حضّوا الحكومة الإيرانية الجديدة على اغتنام الفرصة الدبلوماسية” المتمثّلة بالمفاوضات المقرّر استئنافها في فيينا قريباً والرامية لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، “للحؤول دون اندلاع نزاع وأزمة”.

   وفي بيانهم المشترك أعرب ممثّلو الولايات المتّحدة والسعودية والإمارات وقطر والبحرين وسلطنة عمان والكويت عن أسفهم لأنّ “إيران خطت خطوات لا تلبّي أيّ احتياجات مدنية لكنّها قد تكون مهمّة لبرنامج أسلحة نووية”.

   ومن المقرّر أن تستأنف في 29 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري في فيينا المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق الذي أبرمته في 2015 طهران والدول الكبرى بشأن البرنامج النووي الإيراني.

   وأتاح اتفاق فيينا رفع العديد من العقوبات التي كانت مفروضة على إيران مقابل الحدّ من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. إلا أنّ مفاعيل الاتفاق باتت في حكم الملغاة منذ 2018، عندما انسحبت الولايات المتحدة منه أحادياً في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب وأعادت فرض عقوبات قاسية على إيران.

  وردّاً على ذلك، بدأت إيران عام 2019 بالتراجع تدريجاً عن تنفيذ العديد من التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق. وفي حين تتهم الدول الغربية إيران بـ”انتهاك” الاتفاق من خلال هذا التراجع، تؤكّد طهران أن خطواتها “تعويضية” بعد الانسحاب الأمريكي.

 وقامت إيران اعتبارا من مطلع العام الحالي، بتقييد عمل مفتّشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ورفعت مستويات تخصيب اليورانيوم، بداية إلى 20 بالمئة، ولاحقاً إلى 60 بالمئة.

وشجب البيان الأمريكي-الخليجي المشترك “السياسات العدوانية والخطيرة” التي تمارسها طهران، بما في ذلك “النشر والاستخدام المباشر للصواريخ البالستية المتطوّرة” وللطائرات المسيّرة.

   كما حذّر البيان من أنّ “دعم إيران لميليشيات مسلّحة في المنطقة وبرنامجها للصواريخ البالستية يشكّلان تهديداً واضحاً للأمن والاستقرار”.

  وغالباً ما يُنظر إلى بعض دول الخليج، مثل قطر وعمان، على أنّها قنوات تستخدمها الولايات المتّحدة للتواصل مع إيران.

  كذلك فإنّ السعودية التي تُعتبر أحد أبرز خصوم إيران في المنطقة بدأت مؤخراً، برعاية العراق، حواراً سرّياً ولكن ملحوظاً مع جارتها.

  وفي اجتماع الرياض “أبلغت” دول مجلس التعاون الخليجي الولايات المتّحدة “بالجهود التي تبذلها لبناء قنوات دبلوماسية فاعلة مع إيران” ترمي إلى تهدئة التوتّرات، بدعم من قوة الردع العسكري الأمريكية.

  وفي بيانهم المشترك ذكّر المشاركون في اجتماع الرياض الجمهورية الإسلامية بفوائد تحسين العلاقات مع جيرانها العرب وبتلك التي ستتأتّى من رفع العقوبات الأمريكية المفروضة عليها إذا ما نجحت مفاوضات فيينا.

  لكنّ البيان المشترك حذّر من أنّ “هذه الجهود الدبلوماسية ستفشل إذا ما استمرّت إيران في التسبّب بأزمة نووية”.

ولقد صدر عن الاجتماع المنوه عنه انفا بيان منشور في موقع مجلس التعاون الخليجي التالي نصه:

  عقدت مجموعة العمل الخليجية الأمريكية الخاصة بإيران اجتماعاً لكبار المسؤولين من الولايات المتحدة الأمريكية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، بمقر الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالرياض – المملكة العربية السعودية، يوم 17 نوفمبر2021م، بناءً على ما تم الاتفاق عليه في الاجتماع الوزاري الخليجي-الأمريكي المشترك المنعقد في 23 سبتمبر2021م في نيويورك. وقد أكدت مجموعة العمل على أهمية الشراكة طويلة المدى بين الولايات المتحدة الأمريكية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، وعلى عزمهما المشترك على الإسهام في أمن واستقرار المنطقة، وفق إطار عمل الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ومجلس التعاون.
أدانت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأعضاء بمجلس التعاون عدداً من السياسات الإيرانية العدوانية والخطيرة، بما في ذلك الانتشار والاستخدام المباشر للصواريخ الباليستية المتقدمة وأنظمة الطائرات بدون طيار. وقد استخدمت إيران ووكلاؤها في المنطقة هذه الأسلحة في مئات الهجمات التي استهدفت المدنيين والبنية التحتية الحيوية في المملكة العربية السعودية، وضد البحارة على متن السفن التجارية المدنية في المياه الدولية في بحر عمان، كما عرَضت للخطر القوات الأمريكية التي تقاتل ضد تنظيم (داعش). وقد اتفقت الولايات المتحدة والدول الأعضاء بمجلس التعاون على أن برنامج إيران النووي يمثل مصدر قلق بالغ، حيث اتخذت إيران خطوات ليست بحاجة إليها للأغراض المدنية، ولكنها مهمة لبرنامج للأسلحة النووية، ودعوا إيران إلى التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وناقشت الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون مجموعة واسعة من القضايا الإقليمية، بما في ذلك الوضع في العراق واليمن، واتفقوا على أن دعم إيران للميليشيات المسلحة في أنحاء المنطقة وبرنامجها للصواريخ الباليستية يشكلان تهديداً واضحاً للأمن والاستقرار الإقليميين. كما تم الاتفاق على عقد اجتماعات لاحقة لمجموعة العمل الخاصة بإيران لمناقشة هذه القضايا وغيرها ضمن اختصاصاتها المعتمدة في اجتماعها الافتتاحي في 3 نوفمبر 2015م.
أكدت الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون أن إيران لديها بديل أفضل عن هذا التصعيد المستمر ويمكنها أن تسهم في تحقيق المزيد من الأمن والاستقرار للمنطقة. واستعرضت دول المجلس جهودها لبناء قنوات دبلوماسية فعالة مع إيران لمنع نشوب النزاعات أو حلها أو تهدئتها، بدعم من الردع القوي والتعاون الدفاعي مع الولايات المتحدة. وقدمت تفصيلاً لرؤية خاصة بهذه الجهود الدبلوماسية الإقليمية لكي تتطور بمرور الوقت من أجل تعزيز العلاقات السلمية في المنطقة، المبنية على تاريخ طويل من التبادلات الاقتصادية والثقافية. وقد أكدت الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون أن تعميق العلاقات الاقتصادية بعد رفع العقوبات الأمريكية المتعلقة بخطة العمل المشتركة الشاملة سيخدم المصالح المشتركة للمنطقة.
أكدت الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون أن هذه الجهود الدبلوماسية لن تنجح إذا استمرت إيران في إثارة أزمة نووية. ورحبت الولايات المتحدة والدول الأعضاء في مجلس التعاون بالجولة السابعة القادمة من مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة في فيينا، ودعت إلى العودة بصفة عاجلة إلى الالتزام الكامل بخطة العمل الشاملة المشتركة، مما من شأنه أن يمهد الطريق أمام جهود دبلوماسية شاملة لجميع الأطراف المعنية لمعالجة جميع القضايا المتعلقة بضمان استدامة الأمن والأمان والازدهار في المنطقة.
وحث جميع المشاركين الإدارة الإيرانية الجديدة على اغتنام الفرصة الدبلوماسية الحالية لمنع نشوب الصراعات والأزمات وإيجاد الأسس اللازمة لتعزيز الأمن والازدهار الإقليميين.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى