الرئيسيةثقافةفعاليات

“ذاكرة للمستقبل” في ثقافة وفنون الباحة.

Listen to this article

أحوال- الدمام- فيصل العوهلي:

نظمت جمعية الثقافة والفنون بالباحة أمسية ثقافية بعنوان “ذاكرة للمستقبل” وذلك في متحف الديرة بالمندق قدمها الدكتور معجب الزهراني وأدارها الشاعر عبد العزيز أبولسه كشف خلالها أن الثقافة في حياة أهل الباحة تدور حول قيم العمل كون القبائل الزراعية لا تهاجر كالقبائل البدوية مؤكداً بأن العمل على فلاحة الأرض وسقايتها كانت هي القيمة الأساسية في حياة إنسان الباحة.

وأضاف الدكتور الزهراني أن ثقافة المتاحف انتشرت في منطقة الباحة فلا تكاد تخلو قرية منها، إلا أن شريفة بنت معيض خلقت من متحف بيت العايد التراثي فضاءً مختلفاً فهو أكبر من متحف وقد أوجدت فيه جماليات وتفاصيل أكثر عمقاً كونها فنانة تشكيلية في الأصل معرباً عن سعادته بعودته إلى الباحة بعد أن تقاعد من العمل ثلاث مرات الأولى من جامعة الملك سعود والثانية من جامعة اليمامة والثالثة والأخيرة من معهد العالم العربي في باريس مؤكداً أن مشواره الوطني بدأت بعد تقاعده.

وأكد خلال الأمسية أن الجانب العرقي والجانب اللغوي هما أبرز عنصرين في هوية الشعوب وقال إن الإنسان والمكان والزمان مفاهيم أساسية تدور حولها محور هذه الأمسية، وهذه المفاهيم الثلاثة جعلتنا متميزين ومختلفين عن الآخرين موضحاً بأن ثقافة الإنسان في الباحة كانت تدور حول قيم العمل.

وقد تجرأت في إحدى مقالاتي وكتبت عن العلمانية العفوية وأعني بها أن الناس كانوا متسامحين ولا ينشغلون بآراء ومعتقدات الآخرين ولا صلواتهم وصيامهم ولباسهم يمارسون علمانية عفوية وفي المقابل لا يسمحون بالخوض في معيشتهم ولا في الماء والحمى والمزرعة وكانت تفرض عليها قوانين صارمة.

وعدّ الزهراني توحيد مملكتنا الغالية أهم مشروعا عربيا في القرن الواحد وعشرين ومواطنوها لا يرون سوى الولاء للوطن مضيفاً بأن التنمية الشاملة والنهضة والتحولات أفقدتنا في المنطقة عنصر العمل وجاءت رؤية المملكة 2030 لنعيش تحول آخر يستشرف المستقبل والجيل القادم سيصبح أكثر قدرة على المشاركة والاستيعاب فيه.

وأضاف أننا فقدنا أشياء كثيرة في ملابسنا ولغتنا بفعل التطور ثم يأتي أشخاص مثل سالم بن مرضي مالك متحف الديرة بحسٍّ ووعي فكر في إنقاذ المفقود مبيناً أن النقوش لها انعكاسات في ملابس المرأة والأسلحة والأبواب والنوافذ، أرجو هذه الروح الإبداعية ألا تموت بفعل الإهمال.

وطالب الدكتور عبد الواحد الزهراني في مداخلته بإقامة فعاليات وأنشطة ثقافية في المتاحف لاستنطاق مكوناتها وإلا ستبقى صامتة، بينما ير الدكتور صالح بن عيده في مداخلته بأن المتحف ليس مجرد استعراض للماضي وأدواته وإنما تشكيل هوية، وأبدى الشيخ سعيد العنقري في مداخلته مخاوفه من اندثار حرفة النقوش الأثرية على الأبواب والنوافذ وبعض الحرف ووعد بدعم أي توجّه لإعادة هذه الحرف وحمايتها من الاندثار من قبل الجمعية.

من جانبه قدم مدير جمعية الثقافة والفنون بمنطقة الباحة شكره للمشاركين في الأمسية مؤكداً بأن الجمعية تستهدف إقامة الأمسيات في المواقع ذات الطابع التراثي كالقرى التراثية والمتاحف إيماناً بأهميتها كونها جزءاً من التراث الثقافي وأحد مستهدفات برنامج جودة الحياة، مثمنا الدور الكبير والدعم والاهتمام الذي يوليه الشيخ سعيد العنقري للجمعية وأنشطتها المختلفة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى