
أحوال – وكالات الانباء
في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، ذكر الخبير المتخصص في العلاقات الدولية المحلل السياسي أيمن سمير عددا من الأسباب وراء عدم ثبوت الهدنة في السودان، هي:
• اعتقاد كل طرف باستطاعته تحقيق أهدافه السياسية والحصول على ما يريده عن طريق أدوات القوة العسكرية فقط، من أجل ذلك اندلعت المواجهات ولا يزال الطرفان يعتقدان أن أهدافهما يمكن تحقيقها بالعنف.
• تقارب القوة بين الطرفين يجعل كل طرف يعتقد في انتصاره في النهاية، فلسنا بين طرف مهيمن وآخر ضعيف، بل أمام جيش له تاريخ، ومن الناحية الأخرى قوات الدعم السريع التي لها خبرات قتالية منذ عام 2003 وحتى الآن، وإذ كان للجيش السوداني أفضلية القوات الجوية فإن قوات الدعم السريع تتفوق في الاشتباكات على الأرض.
• لا يقبل الجيش أو الدعم السريع الهدنة لأن كلاهما يرفع شعار “الحسابات الصفرية”، أي يريد كلاهما كل شيء ويرفض أن يحقق الطرف الآخر أي مكسب، أي لا مجال لاتفاق سياسي يرضي الطرفين.
• لا يوجد ما يؤثر في ثبات الهدنة بين الطرفين، إذ لا توجد حوافز سياسية أو ضغوط كبيرة تدفعهما للالتزام بوقف إطلاق النار خصوصا في هذا التوقيت.
• لا توجد وسائل على الأرض للفصل بين القوات، أو لإثبات الدليل على الطرف الذي يخرق الهدنة.
• في تقديري سيكون هناك التزام بالهدنة إذا تعرض أي طرف لهزيمة ملحوظة، أو إذا تعرض لضغوط خارجية، أو حال استشعر أي طرف أنه قد يتعرض لضغوط داخلية من عناصره.
في حديث لصحيفة “فاينانشال تايمز” أكد حميدتي أن قوات الدعم السريع جاهزة للقتال وستستمر فيه حتى اعتقال قائد الجيش وتسليمه للعدالة، مضيفاً أن “أرض المعركة ستحدد كل شيء”.
ميدانياً، أفاد سكان في الخرطوم بأن إطلاق النار تجدد بكثافة الخميس بينما يحاول الكثير من سكان المدينة الفرار من القتال الذي أسفر عن مقتل 198 مدنياً وإصابة أكثر من 1200، وفق آخر حصيلة لنقابة أطباء السودان، فيما أفادت حصيلة سابقة صادرة عن بيان مشترك لسفارات 15 دولة غربية في الخرطوم، بمقتل أكثر من 270 مدنياً.
وشهدت الخرطوم وجارتيها أم درمان وبحري معارك ضارية هذا الأسبوع مما أدى إلى تقطع السبل بالسكان وآلاف من الأجانب ونقص الإمدادات الغذائية. وسُمع إطلاق نار في بحري الخميس وتحدث سكان عن اشتباكات عنيفة غرب أم درمان التي قالوا إن الجيش تحرك فيها لمنع وصول تعزيزات لقوات الدعم السريع.
وقال سكان ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي إن الآلاف يغادرون العاصمة وإن معظمهم يستطيعون العبور لكن يجري توقيف بعضهم في نقاط التفتيش. وقال سكان إن أسعار ما تبقى من المواد الغذائية الطازجة ارتفعت بشكل حاد، فيما أفادت مستشفيات بأن العديد من الجثث ملقاة بلا دفن. وقال أحد النازحين الذين فروا من العاصمة لوكالة الصحافة الفرنسية، “إن رائحة الموت والجثامين تخيم على بعض أحياء وسط العاصمة”.