رحلة الشتاء والصيف بين السراة والتهائم

ما إن تنخفض درجات الحرارة ويدخل فصل الشتاء على مرتفعات المملكة الجنوبية الغربية حتى تبدأ رحلة الإنتقال من أعالي الجبال إلى أصدار التهائم وسهولها وسواحلها الدافئة التي تمتد إلى قرابة ٤٥٠ كيلو متر من سواحل مركز المضيلف شمال محافظة القنفذة وحتى مركز الموسم في الشريط البحري بمنطقة جازان مروراً بسواحل عسير.
مناطق سياحية بكر لا يستطيع زمهرير الشتاء أن يلامس أراضيها نظراً لموقعها الجغرافي المميز حيث تتكئ شرقاً على جبال السروات وتستقبل غرباً شواطئ البحر الأحمر الرطبة والدافئة.
يحرص الأهالي على التواجد في أوقات الإجازات الرسمية ونهاية كل أسبوع في عدد كبير من المحافظات والمراكز الساحلية في المخواة والمجاردة وبارق ومحايل عسير ورجال ألمع والقنفذة والبرك والدرب وبيش وصبيا ومدينة جيزان حيث هيأت الأمانات وبلديات المحافظات ومراكزها الحدائق والواجهات البحرية والمناطق الترفيهية والمهرجان الموسمية المتفرقة مع ما تجود به تلك المواقع من مواقع سكنية وفنادق وشاليهات تلبي احتياجات الأسر.
كما تتميز بوجود إرث ثقافي وحضاري ومعالم وطنية ذات قيمة تاريخية كبيرة وتنوع غذائي يجذب محبي الأكلات الشعبية التي تتميز بها كل وجهة يقصدها الزائر ، كما ساهم إستمرار هطول الأمطار في زيادة رقعة المسطحات الخضراء وجريان الأودية.
وتعد الطرق الرئيسية الرابطة بين السراة وتهامة شرياناً حيوياً يشهد حركة مكثفة على مدار الساعة كما في طريق عقبات شعار وضلع والتوحيد والصما وبرمه في منطقة عسير وطريق عقبتي الملك فهد وحزنه في منطقة الباحة والعديد من العقبات الأخرى مناطق جبلية مختلفة.
وينعكس ذلك كلياً على القادمين من تلك المناطق الدافئة خلال فترات الصيف هرباً من درجات الحرارة العالية إلى المصائف وهو ما جعلها فعلاً رحلة الشتاء والصيف في الجزء الجنوبي الغربي من الوطن الحبيب .