لقاءات رمضانية

أحوال – لقاءات – غميص الظهيري :
أثناء تجوال صحيفة احوال الإلكترونية التقينا عبر الهاتف بسعادة الشيخ الدكتور سعدالله بن صالح بن مطر الظهيري أمام وخطيب جامع الحسيكي بناوان :
وسألناه عن صيام رمضان في الزمن الماضي والحاضر.
فتحدث قائلاً : من أعجب الأشياء ما كان يعانيه الكثيرون في معرفة دخول شهر رمضان المبارك أو دخول هلال العيد لشح وسائل الإعلام وتأخر الأخبار في ذلك الوقت فأذكر في سنة من السنوات وصلنا خبر دخول هلال رمضان بعد صلاة العشاء وهذا شيء عجيب غريب لمن لم يدرك ذلك العهد….
في الزمن الماضي كان صيامنا طوال النهار صعباً جداً وخاصة عندما يصادف شهر رمضان فصل الصيف ونحن نسكن في تلك الغرف الشعبية الخالية تماماً من الطاقة الكهربائية ولذلك تجد النهار في الصيف شاقاً جداً ويرافقه العطش منذ ساعات الصباح الأولى ولكن العزيمة على الصيام كانت توضع في أول حسبان الصائمين لأنهم يؤمنون بأن أجر الصيام عظيم ورغم صغر أعمار البعض في ذلك الوقت إلا أن الصيام كان بالنسبة لهم شيء مقدس وفيه نوع من التحدي
ويعد أي شخص يقوم بالإفطار في شهر رمضان أنه عمل شيئاً غير مقبول ما أجملها من عبادة كانت قائمة على الفطرة الربانية ولم تكن لغايات معينة ولم نعاتب أهلنا في وقتها على نوع الفطور لأننا كنا مقتنعين تماماً بأن أقدارنا في الحياة قد كتبت لنا في السماء قبل أن نخلق في الأرض…
لم نكن نعرف في وقتها ما هي صلاة التراويح لأننا في قرية نائية منازل أهلها متفرقة ومتباعدة كل يسكن على قمة جبل من الجبال بأهله وأنعامه لا يوجد فيها مسجد وكان الأغلب يصلي في منزله مع والده وإخوانه في الظلام الدامس ولم يخفنا في ذلك الوقت هذا الظلام الذي كان يرافقنا طوال ساعات الليل لأننا تعودنا عليه كما يتعود الإنسان المحروم من نعمة البصر..
كان شروق الشمس بالنسبة لنا يعني ولادة يوم جديد حقيقي وولادة حياة داخل أرواحنا..
كنا نغبط أبناء المدن على حياتهم التي نسمع عنها وكنا نظن أن كل من يسكن في المدينة يعيش حياة مترفة لأن بيوتهم كانت تعتبر قصوراً بالنسبة لنا..
كان أهل الزمن الماضي الجميل يستعدون لشهر رمضان المبارك إستعداداُ كبيراً قبل الدخول بعشرات الأيام لأن شراء المتطلبات اللازمة لهذا الشهر تستلزم هذا الاستعداد المبكر.
لبعد محلات التموينات الغذائية وصعوبة طرق المواصلات مع ما يعتري الطرقات الرابطة بين الهجر والمراكز من أضرار ومصاعب من رمال زاحفة أو سيول جارفة…
أما في هذا الزمن الحاضر فأصبح صيام شهر رمضان مختلفاُ كلياً عن السنوات السابقة وربما يجتمع ببعض الصفات وهي الامتناع عن الأكل والشرب فقط ولكن أنواع الفطور وموائد السحور وأنواع المشروبات والحلويات والمائدة الطويلة قد اختلفت كلياً عن ذلك العهد الغابر فتجد اليوم بفضل الله ورحمته الأطباق المتنوعة من كل ما لذ وطاب وذات الفوائد الصحية بينما في الزمن الماضي لم يكن هناك وعي صحي فيما يعد في سفرة الإفطار.
فتجد العديد مما يقدم مضر بالصحةمن حيث أوقات الصيام فإن الأغلبية من الناس اليوم ينام أغلب ساعات النهار ليسهر في الليل.. ولربما أذهبت ساعات النوم الطويلة خصوصية هذا الشهر المبارك ولذته المميزة وضيعت على البعض أوقات الصلوات الخمس.
في هذا الزمن الحاضر الجميل يعيش الناس في نعمة وجود الطاقة الكهربائية التي أراحت المجتمع من عناء ومكابدة لهيب الحر ومشقة جلب الماء من الآبار فقد تغير الحال ولله الحمد والمنة الماء يصعد إلى أعلى المنازل من غير جهد.
ولا شك أن لهذه الراحة في زمننا غرمها فلكل مغنم مغرم الإعتماد الكلي على الكهرباء والسيارات وترك بذل المجهود البدني له تبعاته الصحية وأضراره البدنية والنفسية فالمشي والحركة من تركها تركته العافية وغادرت جسده من دون استئذان ولا وداع فالواجب على الجميع الإكثار من الحركة والمشي لتنعم أجسادنا وأنفسنا بالنشاط والحيوية والإنتاج..
أحبك يابو تمام……….نفع الله بك وبعلمك….
أبو الولاء الحضرمي (علي بايحيى)