الرئيسيةالمحليات

العطاء المغلف بالمصلحة -الوجه الخفي للأنانية المقنعة

Listen to this article

أحوال – تقرير / سحمة العمري

في عالم العلاقات الإنسانية، قد نصادف أشخاصاً يبدون في غاية اللطف والكرم، لكننا مع الوقت نكتشف أن وراء هذا القناع نوايا خفية تخدم مصالحهم الشخصية. هذه الظاهرة تُعرف بـ”الأنانية المقنّعة”، وهي من أكثر السلوكيات تعقيداً وخطورة لأنها تختبئ خلف مظاهر الإيثار.

*تعريف الأنانية المقنّعة ومظاهرها*
الأنانية المقنّعة هي سلوك يتخفّى خلف قناع اللطف أو العطاء الظاهري، بينما يسعى الشخص في باطنه إلى تحقيق أهدافه الخاصة على حساب الآخرين، ومن أبرز مظاهرها مايلي :
تقديم المساعدة بهدف جلب الإنتباه أو تعزيز الصورة الذاتية.

الإصرار على تقديم النصائح دون طلب، بدافع الشعور بالتفوق.

التظاهر بالتواضع المصطنع، مع الحرص على تسليط الضوء على الذات.

إستخدام العاطفة أو اللوم كأدوات للسيطرة أو الإقناع.

*أسباب الأنانية المقنّعة*
تتعدد الدوافع وراء هذا السلوك، ومن أهمها مايلي :

الخوف من المواجهة: حيث يختار الشخص طرقاً غير مباشرة للحصول على ما يريد، بدلاً من التعبير الصريح.

الرغبة في السيطرة: إذ تُستخدم الأقنعة اللطيفة للهيمنة على الآخرين دون مقاومة تُذكر.

النشأة والتربية: فبعض البيئات تربّي الطفل على كبت رغباته الحقيقية، ما يدفعه لاحقاً إلى تحقيقها بطرق غير مباشرة.

*تأثير الأنانية المقنّعة على العلاقات الإجتماعية *
هذا النوع من السلوك يخلّف آثاراً نفسية عميقة على المحيطين، حيث يشعرون بأنهم يُستغلّون عاطفياً دون القدرة على المواجهة. ومع مرور الوقت، تُصاب العلاقة بالخلل وفقدان الثقة، مما يؤدي إلى الإنسحاب أو الإنفصال .

*كيفية التعامل مع الشخص الأناني المقنّع*
الوعي بالسلوك: إدراك طبيعة هذا النمط السلوكي هو الخطوة الأولى لتفادي الوقوع في فخ التلاعب ، ووضع حدود واضحة : بحيث يجب التعبير عن الحاجات والتوقعات بوضوح، والوقوف عند أي تجاوز ، والتواصل الصريح : فمن المهم مواجهة الشخص بلغة هادئة ومباشرة، مع توضيح تأثير سلوكه دون إنفعال ، وكذلك الإبتعاد عند الضرورة : فمثلاً في حال إستمرار السلوك رغم المحاولات، يصبح الإنسحاب خياراً صحياً لحماية الذات.

*خاتمة*
الأنانية المقنّعة قد تكون أكثر إرباكاً من الأنانية الصريحة، لأنها تتخفى خلف واجهة من الطيبة والمثالية، لكن الوعي، والحدود، والتواصل الواعي، كلها أدوات تمكّننا من الحفاظ على توازننا النفسي وعلاقاتنا الإنسانية السليمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى