مقالات

التوتر والقلق والأزمات: ماهيتها وبداياتها وأعراضها ومسبباتها 3-4

Listen to this article

الباحث الأمني – لواء م/ طلال محمد ملائكة 

استكمالًا للمقالين السابقين القلق والتوتر والاعتلال النفسي أقدم للمتابع مقال اليوم جزء 3 إلحاقات لمقال رقم 1 و 2 عن القلق والتوتر وأعراضه وأسبابه حيث نستكمل في هذا المقال آليات للعلاج قد ترتبط ببعضها وهي كثر لذلك أذكر منها:

  1. الاسترخاء والبعد الروحي والتأمل والخلوة مع النفس:
    وهي من أهم الممارسات التي تساعد على تهدئة الذهن واستعادة التوازن الداخلي، وسأتناولها بشكل مفصل في المقال القادم (الجزء الرابع) إن شاء الله.
  2. التقييم الإيجابي للنفس:
    كرر دائمًا أنك بخير، وأنك في نعمة من الله، واحمده في السراء والضراء، وكن على يقين أن الله رحيم ولطيف بعباده، وأن الحياة مهما ضاقت فهي مملوءة بالفرص والأمل.
  3. الابتعاد عن الشخصيات السلبية والهجومية:
    ابتعد تمامًا عن الأشخاص المتوترين أو الناقمين على الحياة، فحديثهم المليء بالطاقة السلبية قد يجرك إلى الهاوية معهم. وإذا اضطررت للتعامل معهم، فليكن تواصلك مقتضبًا دون تفاصيل. لا تحزن على من يتساقط من شجرة حياتك، فذلك جزء من نضوجك النفسي.
  4. احط نفسك بالأشخاص الإيجابيين:
    هؤلاء الذين يمدونك بالطاقة الإيجابية دون مقابل، ويشعرون بك دون أن تطلب منهم شيئًا. تمسك بهم وحافظ على وجودهم في حياتك، فهم نعمة نادرة.
  5. غيّر منظورك الزمني والمكاني:
    اخرج من الصندوق المغلق الذي تحصر نفسك فيه، وانظر إلى رحابة الكون المليء برحمة الله ومغفرته، وتأمل في عظيم صنعه لتدرك أن همومك صغيرة أمام عظمة الوجود.
  6. استخدم تقنية الإيحاء الذاتي للعلاج:
    ذكّر نفسك بالفرج القريب، وآمن أنك قادر على تجاوز أزمتك وأنك ستكون بخير بإذن الله. فالتفاؤل طاقة شفاء حقيقية. (وسيتم التوسع في هذا الموضوع في المقال القادم بإذن الله).
  7. تأمل نعم الله عليك:
    انظر إلى ما وهبك الله من صحة ورزق وعافية، وتذكر من يفتقد هذه النعم ويتمنى ما أنت فيه. الامتنان يولد الطمأنينة ويطرد القلق.
  8. ابتعد عن مراقبة الناس:
    لا تراقب الآخرين ولا تترصد أخطاءهم أو تكشف سترهم. الانشغال بالآخرين يستهلك طاقتك ويغذي القلق في داخلك.
  9. اعمل على تطوير ذاتك:
    اعترف بعيوبك واعمل على إصلاحها مهما تقدم بك العمر. ابدأ بالدائرة الأقرب إليك: أسرتك، عائلتك، وأصدقاؤك. قد تواجه بعض الصدود في البداية، لكن مع التكرار والصبر ستتحسن الأمور.
  10. تحلَّ بالتواضع وابتعد عن الغرور:
    لا تتباهَ بما كنت عليه في الماضي، ولا تستعرض إنجازاتك أمام الآخرين، فقيمتك الحقيقية تكمن في نفسك الداخلية، لا في ما تقوله عن نفسك.
  11. ابتعد عن الصرامة والتسلط:
    لا تكن ديكتاتورًا في تعاملك مع أسرتك ومن حولك. فالحياة الأسرية ليست ثكنة عسكرية، ومن يفرض الأوامر بالقوة سيجد نفسه يومًا وحيدًا كالبوم في ظلمة الليل. تذكّر كيف كان سيد الخلق ﷺ يتعامل برحمة مع أهل بيته وخدمه.
  12. التسامح الصادق:
    بادر بالتصالح مع من أسأت إليهم، واطلب الصفح في الدنيا قبل الآخرة. فالله يغفر الذنوب جميعًا إلا حقوق العباد. فطهر قلبك بالصفح والتوبة.

مايمكن أن اختم به موضوعي هذا: 

تذكروا دائمًا أن الأفكار الإيجابية تقود إلى نتائج إيجابية، ورددوا بثقة: “ليس القلق من سينتصر، بل أنا.”

واعلم أن الأمل والتفاؤل هما آخر ما يموت في الإنسان.
حفظكم الله، وأبعد عنكم شرور النفس وقلقها، وجعل أيامكم سكينة وطمأنينة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى