مقالات

قرن من العطاء والإنسانية في خدمة الوطن

Listen to this article

أ. مرعي بن مريع القرني 

تستعد وزارة الداخلية للاحتفاء يوم الثلاثاء المقبل بمرور مئة عام على تأسيس جهاز الدفاع المدني في المملكة العربية السعودية، في مناسبة وطنية تؤرخ لمسيرة حافلة بالبطولات والعطاء الإنساني، جسّد خلالها رجال الدفاع المدني قيم التضحية والمسؤولية الوطنية في حماية الأرواح والممتلكات على مدى قرن من الزمان.

تعود نشأة الدفاع المدني في المملكة إلى عام 1346هـ (1927م) حين صدرت توجيهات الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – بإنشاء أول نواة للدفاع المدني في مكة المكرمة، لتتولى مهام مكافحة الحرائق وإنقاذ الأرواح وتأمين الحجاج في موسم الحج والمناطق السكنية.

وفي عام 1385هـ (1965م) صدر أمر ملكي بإنشاء المديرية العامة للدفاع المدني لتكون جهازًا مستقلًا يتبع وزارة الداخلية مباشرة، بعد أن كان سابقًا تحت إشراف مديرية الأمن العام، لتبدأ مرحلة جديدة من التنظيم الإداري والتوسع الميداني.

ومع ازدياد الحاجة إلى خدمات السلامة في المدن، توسعت تلك الجهود بإنشاء فرق جديدة في الرياض، وجدة، والمدينة المنورة، حتى تأسس أول جهاز للدفاع المدني في المملكة كما أسلفنا عام 1346هـ في مدينة مكة المكرمة، وصدر النظام الأساسي للدفاع المدني الحالي بـ المرسوم الملكي رقم م/10 بتاريخ 10 /5/ 1406الموافق 20/1/1986م، وربطه رسميًا بوزارة الداخلية ليكون جزءًا أصيلًا من منظومة الأمن الوطني.

وإذا ما عدنا إلى قيادات هذا القطاع الأمني على مدى العقود الماضية، نجد أنه تعاقب على قيادته عددا من القادة الذين أسهموا في تطويره إداريا وتقنيا وميدانيا، ومن أبرزهم:

علي إبراهيم طلبه – مدني
فائز محمد العوفي – فريق أول
عبد الغني حسن علي جاوا – لواء
كمال سراج الدين مرغلاني – لواء
هاشم سليمان عبد الله عنقاوي – لواء
هاشم محمد عبد الرحمن – فريق
محمد بن علي السحيلي – فريق
سعد بن عبدالله التويجري – فريق
سليمان بن عبدالله العمرو – فريق
حمود بن سليمان الفرج – لواء

وقد ترك هؤلاء القادة بصمات راسخة في تحديث البنية التحتية للسلامة العامة وتطوير مراكز الدفاع المدني في جميع مناطق المملكة.

تطور عمل الدفاع المدني من مجرد مكافحة الحرائق والإنقاذ إلى منظومة متكاملة تشمل:

  • إدارة الأزمات والكوارث الطبيعية والصناعية.
  • التدخل السريع في حوادث السيول والحرائق والحوادث الكبرى.
  • التوعية الوقائية وتعزيز ثقافة السلامة في المجتمع.
  • المشاركة في المهمات الإنسانية والإغاثية الدولية بالتعاون مع منظمات الإغاثة العالمية.

كما أطلق الدفاع المدني العديد من البرامج التطوعية والمبادرات المجتمعية التي تستهدف رفع الوعي العام بمخاطر الكوارث والحرائق في المدارس والمنازل ومواقع العمل، وأسهم في بناء كوادر وطنية مؤهلة في مجالات الإنقاذ والسلامة.

اليوم، وبعد مرور قرن كامل من العمل المتواصل، يقف الدفاع المدني السعودي كأحد أعمدة الأمن الوطني والإنساني في الدولة الحديثة، مواكبًا التحول الوطني في رؤية السعودية 2030 التي جعلت من السلامة العامة والاستجابة السريعة وإدارة المخاطر ركائز أساسية في التنمية المستدامة.

وقد أدخلت المديرية العامة للدفاع المدني أحدث تقنيات الإنقاذ والطائرات المسيرة وأنظمة الإنذار المبكر، إلى جانب مراكز القيادة والسيطرة التي تعمل على مدار الساعة لمراقبة المخاطر ومباشرة الحوادث بدقة وسرعة.

وليس من شك احتفاء وزارة الداخلية بمرور مئة عام على تأسيس الدفاع المدني أنما هو تكريم لتاريخٍ مشرف من العطاء والبطولة، وتجديد للعهد بمواصلة المسيرة نحو مستقبل أكثر أمنًا واستدامة.
فقد كتب رجال الدفاع المدني بأعمالهم ملاحم إنسانية خالدة، وتركوا إرثًا وطنيًا من الفخر والاعتزاز، عنوانه الدائم:
“حماية الأرواح… رسالة لا تنطفئ منذ مئة عام.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى