الرئيسية

التنبؤ بسن الوفاة

Listen to this article

أحوال – وكالات

نجح فريق من الباحثين في تطوير أداة مبتكرة تُعرف باسم «الساعة البيولوجية»، تهدف إلى قياس العمر البيولوجي للأفراد، فضلاً عن توقع خطر الإعاقة أو الوفاة، وفقاً لتقرير نشرته شبكة «فوكس نيوز». وتعتبر هذه الأداة خطوة متقدمة في مجال الطب الوقائي، حيث ترتكز على 8 مقاييس مختلفة تشمل الفحص البدني وتحاليل الدم لتوفير تقدير شامل للحالة الصحية للشخص.

الأداة التي طورتها كلية الطب بجامعة واشنطن تحمل اسم «أداة أوكتو الصحية (Health Octo)»، وهي بمثابة نظام متكامل لتقييم العمر البيولوجي، وفقاً للدكتورة شبنم سليمي، طبيبة وعالمة ومحاضرة في قسم التخدير وطب الألم بجامعة واشنطن. وتوضح سليمي أن هذه الأداة تقدم نهجاً أكثر شمولاً مقارنة بالتقييمات التقليدية التي تركز على الأمراض الفردية، إذ إنها تُقيّم الصحة العامة بناءً على التغيرات الجزيئية والخلوي.

وبالاعتماد على بيانات مأخوذة من دراسات واسعة حول طول العمر، أثبتت أداة «أوكتو» دقتها في توقع الإعاقة، ومتلازمة الشيخوخة (وهي مجموعة من الحالات الصحية التي تُصيب كبار السن)، فضلاً عن قدرتها على تقييم الأداء البدني والوفيات بدقة تصل إلى 90% أو أكثر، وفقاً لما جاء في الدراسة.

وأشارت سليمي إلى أن الأداة تعتمد على مفهوم «إنتروبيا الصحة»، الذي يشير إلى مدى تراكم الأضرار الجزيئية والخلوية في الجسم على مدار الزمن، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على وظائف الأعضاء والأجهزة الحيوية.

وتبدأ الأداة بتحديد ما يُعرف بـ «رقم مرض عضوي»، الذي يتراوح بين 1 و14، استناداً إلى وجود أمراض في القلب أو الرئتين أو الدماغ أو أجهزة عضوية أخرى. وتوضح سليمي: «لقد كشفت النتائج أن الأعضاء المختلفة في الجسم تتقدم في العمر بمعدلات متباينة، مما دفعنا إلى ابتكار مقياس عمر خاص بكل جهاز على حدة، إلى جانب ساعة بيولوجية لقياس العمر البيولوجي الشامل للجسم».

كما تُقيّم الأداة سرعة الساعة البيولوجية وسرعة التقدم في العمر البيولوجي، مما يتيح للأطباء تحديد كيفية تأثير العمر البيولوجي على أداء الشخص، بما في ذلك سرعة المشي والقدرات الإدراكية.

وأظهرت النتائج أيضاً أن بعض الحالات التي تبدو بسيطة، مثل ارتفاع ضغط الدم غير المعالج في وقت مبكر، قد يكون لها تأثير كبير على الشيخوخة البيولوجية في السنوات التالية. ويشير هذا إلى إمكانية إبطاء عملية الشيخوخة البيولوجية من خلال التدخل الطبي المبكر وعلاج الحالات المزمنة.

وفي إطار التطوير المستقبلي، يعمل الباحثون على ابتكار تطبيق رقمي يتيح للأفراد تتبع أعمارهم البيولوجية وسرعة تقدمهم في السن. وباستخدام هذا التطبيق، سيتمكن الأشخاص من مراقبة تأثير التغيرات في نمط الحياة، مثل اتباع نظام غذائي صحي أو ممارسة الرياضة بانتظام، على الشيخوخة البيولوجية لكل عضو في الجسم.

وتضيف سليمي: «سيوفر التطبيق رؤية شاملة حول كيفية استجابة الجسم، وأعضائه المختلفة، للتغييرات في العادات اليومية، مما يفتح آفاقاً جديدة للطب الوقائي والعلاجات الموجهة لإبطاء الشيخوخة».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى