
أحوال – السنغال – محمد محمود الشيباني
أطلقت الحكومة السنغالية تحقيقاً غير مسبوق لكشف ملابسات واحدة من أكثر الجرائم الاستعمارية إثارة للجدل، والتي راح ضحيتها عشرات –وربما مئات– من الجنود السنغاليين الذين خدموا في الجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الثانية. وتُجرى حالياً عمليات تنقيب أثرية دقيقة في مقبرة تياروي العسكرية والمعسكر القديم في شرق العاصمة دكار، في محاولة لتحديد العدد الحقيقي للضحايا الذين قُتلوا في ديسمبر عام 1944، بعد أن طالبوا بصرف رواتبهم المتأخرة عقب عودتهم من الجبهة.
هذه العمليات التي يشرف عليها فريق من العلماء والمهندسين العسكريين والمؤرخين، تهدف إلى استخراج الأدلة من موقع الجريمة، وتحليل بقايا العظام، وتوثيق ما جرى في تقرير يُرفع إلى رئيس الجمهورية قريباً. وبينما تشير الرواية الرسمية إلى مقتل 35 جندياً، يرجّح شهود عيان ومؤرخون أن العدد قد يصل إلى 300، دفن العديد منهم في مقابر جماعية سرية. التحقيق يسعى لإنصاف هؤلاء “التيرايور” الذين لم يُكافَؤوا على تضحياتهم، بل قُتلوا لمجرد مطالبتهم بحقوقهم المالية.