الرئيسيةحواراتسياسة

حوار مع السيد محمود حكميان، عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

أجرى الحوار: محمد محمود الشيباني

Listen to this article

في ظل المرحلة الراهنة الحساسة التي تمر بها إيران، والتي تتسم بتصاعد الاحتجاجات الداخلية وتصعيد الاعتداءات الأمريكية والإسرائيلية على الأراضي الإيرانية، نفتح حوارًا مع السيد محمود حكميان، عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، نستعرض من خلاله، رؤية المعارضة الإيرانية تجاه الوضع الداخلي والخارجي لإيران، ومستقبل البلاد في ظل هذا الواقع المعقد، مع التركيز على تطلعات الشعب الإيراني ومواقف المقاومة من التصعيد العسكري الراهن وفيما يلي نص الحوار:

 

اسمحوا لي في البداية أن أشكركم باسم صحيفة أحوال على تلبية الدعوة. دعوني أقدكم للقراء الأعزاء، بشكل سريع. أنتم، الأستاذ محمود حكميان، عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية(المعارضة).
سؤالي الأول، هو كيف تقيّمون الوضع الداخلي الراهن في إيران من حيث الاستقرار السياسي والاقتصادي؟ وهل هناك مؤشرات على تصدّع داخل النظام؟

أولا أشكركم، والشكر موصول كذالك لقراء صحيفة أحوال.
للإجابة على سؤالك، دعني أقول أن الوضع الداخلي في إيران يواجه أزمة عميقة وغير مسبوقة تهدد بشكل جدي استقرار النظام السياسي والاقتصادي. وكما أشارت، مرارا، السيدة مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية،
أن النظام الإيراني القائم يواجه خطراً كبيراً على بقائه، حيث تصاعدت موجة الإعدامات بشكل غير مسبوق، وتكثفت الاحتجاجات الشعبية في مختلف المدن، مما يدل على وجود تصدعات عميقة داخل النظام. الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، كذالك، تتفاقم، والسخط الشعبي على نظام يدفع البلاد نحو عدم الاستقرار والحروب بلغ ذروته. النظام يحاول إخفاء هذه الأزمات عبر القمع والإعدامات، لكنه عاجز عن إسكات صوت الشعب المنتفض.

 

في ظل الضربات الإسرائيلية المتكررة على أهداف داخل إيران، هل ترى المعارضة أن هذه الهجمات تخدم مشروع التغيير أم تضر به؟ وهل تؤيدونها؟

نحن لا نرحب أبداً بأي أذى يصيب أبناء شعبنا، موقفنا دائماً يتركز على الشعب الإيراني ومستقبل وطننا. نؤكد أن الشعب الإيراني لا يجب أن يكون ضحية لأي صراع أو تصعيد، ونرفض بشدة أي أذى يلحق به. في الوقت نفسه، لا يمكن إنكار أن هذه الهجمات تضعف بنية النظام القمعي وتفتح فرصاً أكبر لتحقيق التغيير.
ومع ذلك، نكرر موقفنا الثابت: لا نؤمن بأن الحرب أو التفاوض والمماطلة هي الحل النهائي. الحل الحقيقي والدائم يكمن في إرادة ومقاومة الشعب الإيراني التي يجب أن تؤدي إلى إسقاط النظام الحالي. هذا هو الخيار الثالث الذي نؤمن به ونعمل من أجله، دون دعم أو تأييد لأي طرف خارجي، لأن مستقبل إيران يجب أن يُبنى على يد أبنائها فقط.

 

ما هي أبرز تطلعات المعارضة الإيرانية في هذه المرحلة؟ وهل هناك خطة واضحة لما بعد النظام الحالي؟

الهدف الأساسي للمعارضة هو إسقاط النظام في طهران وتأسيس جمهورية ديمقراطية حقيقية تقوم على فصل الدين عن الدولة، والمساواة بين جميع المواطنين، وإلغاء عقوبة الإعدام، وضمان حقوق الإنسان والحريات الأساسية. لدى المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية برنامج واضح لمرحلة ما بعد النظام، يتضمن تشكيل حكومة انتقالية لمدة ستة أشهر بعد سقوط النظام، وخلال هذه الفترة تُجرى انتخابات حرة لاختيار مجلس تأسيسي لصياغة دستور جديد وإدارة شؤون البلاد. هذا البرنامج مبني على عشرة مبادئ أساسية لضمان نظام تعددي ومتقدم.

 

ما طبيعة الدعم الذي تطمح إليه المعارضة من المجتمع الدولي، خاصة من الدول الغربية والعربية؟ وهل هناك تواصل فعلي قائم؟

المعارضة تطمح إلى دعم سياسي ودبلوماسي واضح من المجتمع الدولي، خاصة من الدول الغربية والعربية، للاعتراف بشرعية المقاومة الإيرانية ودعم نضال الشعب الإيراني من أجل الحرية والديمقراطية. يجب فرض عقوبات صارمة على النظام وتصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية. هناك تواصل وتفاعل مع البرلمانات والحكومات الأوروبية، وقد تم التأكيد مراراً على ضرورة إنهاء سياسة الاسترضاء ودعم المقاومة بشكل عملي.

 

مع استمرار الحرب الإقليمية وتصاعد التوتر، إلى أين تتوقعون أن تؤول الأمور داخليًا وخارجيًا بالنسبة لإيران؟ هل تتوقعون انهيارًا تدريجيًا أم انفجارًا مفاجئًا؟

المؤشرات تدل على تصاعد الأزمة الداخلية واستمرار الاحتجاجات والمقاومة الشعبية، مما يزيد من احتمال وقوع انفجار اجتماعي واسع يؤدي إلى سقوط النظام. إن هذا النظام يواجه أزمة سقوط حقيقية، والحل الوحيد هو إسقاطه على يد الشعب والمقاومة المنظمة. من الناحية الخارجية، استمرار التوترات والحروب الإقليمية يزيد الوضع تعقيداً، لكن التغيير الحقيقي سيأتي من الداخل عبر انتفاضة شعبية حاسمة.

 

كيف تنظرون إلى الدعم الذي تتلقاه طهران من حلفائها كروسيا وباكستان؟ هل ترون أنه يعزز قوتها أم أنه يغطي على ضعف استراتيجي داخلي؟

يعتمد النظام الحاكم على دعم حلفائه لتعزيز موقعه الإقليمي، لكنه في الواقع يعاني من ضعف استراتيجي داخلي عميق. هذا الدعم الخارجي لا يستطيع إخفاء الأزمات الداخلية ولا وقف موجة الاحتجاجات والمقاومة الشعبية، والنظام غير قادر على كبح غضب الشعب.

 

في حال سقوط النظام الحالي، هل لديكم تصور واقعي لكيفية الانتقال السلمي للسلطة وتفادي الفوضى؟ ومن هي القوى التي يمكن أن تلعب دورًا محوريًا في هذه المرحلة الانتقالية؟

نعم، لدى المعارضة خطة واضحة وواقعية لفترة الانتقال. بعد إسقاط النظام، سيتم تشكيل حكومة انتقالية لمدة ستة أشهر تتولى تنظيم انتخابات حرة لاختيار مجلس تأسيسي لصياغة دستور جديد. هذه الحكومة ستكون مسؤولة عن إدارة البلاد خلال هذه الفترة، مع ضمان مشاركة جميع القوى السياسية والاجتماعية في العملية الديمقراطية. المقاومة الإيرانية، بشبكتها المنظمة وقاعدتها الشعبية، ستلعب الدور المحوري في ضمان الانتقال السلمي وتأسيس نظام ديمقراطي جديد يقوم على فصل الدين عن الدولة واحترام حقوق الإنسان.

محمد محمود الشيباني

عضو هيئة التحرير _ مدير مكتب المغرب العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى