الرئيسيةمقالات

زهرانُ تبكيه وتبكي غامدٌ

Listen to this article
د. جبران بن سلمان سحّاري
في رحيل شيخنا المحدث الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الكناني الزهراني، والذي تتلمذت عنده لمدة اثني عشر عاماً، وتحصلت منه على إجازة في الحديث، رحمه الله وأثابه عما قدم جنة عرضها السماوات والأرض، وقد جادت قريحة تلميذه جبران سحاري الشعرية بالأبيات التالية:
الحزنُ خيّم في «بني عمّارِ»
لما قضى علامةُ الآثارِ
هو شيخنا عبدالعزيز محدّثٌ
بل معجمٌ لمحدثي الأمصارِ
زهرانُ تبكيه وتبكي غامدٌ
يبكيه أهلُ العلم في الأقطارِ
يبكيه طلابٌ له في (مندقٍ)
و(الباحةِ) الكبرى بدمعٍ جاري
يبكيه (ختمٌ للصحيح) ومجلسٌ
يزدانُ في الأركانِ بالأسفارِ
يبكيه طلابُ الحديثِ بحرقةٍ
لما رأوا إقفارَ تلك الدارِ !
(العِقْدُ) من إسناده أرسى لنا
كتب الرواية يا لأنس القاري!
أخذ العلوم عن الجبال بهمةٍ
كالهاشميْ الأثريِّ والأنصاري
والعالم المشّاط والحمدانِ والـ
ـبسّام ثم العبدليِّ الداري
وله إلى سِفر (البخاريِّ) الرضا
سندُ العلوِّ على أولي الإكثارِ
وأجازني في (معجم العلماء من
زهرانَ ثم لغامدِ) الأبرارِ
سِفْرُ (الأماجدِ) حافلٌ ببيانِهِ
عللَ الحديث ونزهةَ السُّمّارِ
فترى كلاماً للأئمةِ مرفقاً
من بعد سرد المتنِ باستبصارِ
مثلِ (النسائيْ) معْ (أبي عيسى) الذي
من (ترمذٍ) وزوائد الأخبارِ
ما كان في (مصباح بوصيريِّهم)
تلقاه مسطوراً لذي الأبصارِ
وتصرفُ الأزديِّ نحوُ سكوتِه
وكلامِه تجلوه في الإصدارِ
لما حللتُ بداره وافى بهِ
وبخطه: أهديك يا سحّاري!
أهداه لي لما أتته طبعةٌ
معزوّةٌ في نشرها لـ(نزارِ)
وأتى بتصويباته مرقومةً
في جزئها المختصّ بالإعذارِ
ومضى يحرّر بل يضيف تتمةً
فأتاك في خمسٍ من الأسفارِ
معَ عشرةٍ في طبعة (الطرفين) لم
تنقص محبرةً لدى النُّظّارِ
وكذاك صنّف للورى (حريةً
في الفكر؛ لا حريةَ الكفارِ)
(إبداعُ خالقنا) دليلٌ قاطعٌ
نصٌّ على التوحيدِ للقهّارِ
قد صاغه ببيانه وفؤاده
أغنى به عن شك كل مماري!
و(خواطرٌ) للشيخ (إسلاميةٌ)
يأتي عن (النادي) بجهد مباري!
وأتى على (سير الشباب) بلمحةٍ
(صورِ الرعيلِ الأولِ) المغوارِ
كم (سيرةٍ ومسيرةٍ) وضّاءةٍ
للشيخ تحكي زبدة الأعمارِ
فالله يرحمه ويجزلُ أجرَهُ
ويغيثنا بالصبر للأقدارِ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى