
الباحث الأمني لواء م /طلال محمد ملائكة
في مقالنا السابق أوضحنا بشكل مختصر مبدئي كيف نجحت عمليات اغتيالات الشخصيات البارزة في حرب إيران وإسرائيل ولبنان وأوكرانيا وروسيا.. الخ.
• اليوم نوضح مزيدًا من الكيفية لتلك الدقة.. فبعد أن يتم جمع البيانات الأولية والسمات والسلوكيات الفردية للشخصيات أو لموقع الأماكن وأنشطتها وتلك المواقع المراد استهدافها، تبدأ عمليات جمع المعلومات المفصلة المطلوبة.
في البداية يستعان بالمعلومات الإلكترونية المتوفرة في شبكة الإنترنت وصور الأقمار الصناعية الاصطناعية والمعلومات المتوفرة في تلك الشبكات بما فيها السوشيال.. واضعين في الاعتبار الاختراقات التي تتم من الهاكرز أو من أنظمة التجسس عليها، ومثال على ذلك نظام “بيجاسوس” وغيرها، وتجدد تلك المعلومات من فترة إلى أخرى من قبل الجهة المراقبة.. ملاحظة: نظام بيجاسوس أحدث ضجة عالمية بتجسسه على كبار الشخصيات العالمية وقد استعانت به كثير من الدول مما جعلها هي في دائرة تجسسه، واستفادت منها دولة إسرائيل المصنعة له بمعلومات لا تقدر بثمن… الخ.
• تكمل تلك العمليات أعلاه بالمجهود البشري الميداني “فرق التحريات والمراقبة الميدانية”، حيث تكلف بجمع أكبر قدر من المعلومات الميدانية وغالبًا ما يقوم بذلك أفراد متخصصون أو عملاء متعاونون أو جواسيس يتم استقطابهم “أرجع لأنواع العملاء والجواسيس وطرق استقطابهم”.. وقد شاهد العالم فشل الاستخبارات الإيرانية فشلاً ذريعًا خلال الـ 12 من الحرب بين إيران وإسرائيل.. وكيف ألقت إيران القبض على البعض منهم في منتصف أيام تلك الحرب وستكشف الأيام القادمة المزيد، كما شاهدنا في الأخبار العالمية يوم أمس القريب رئيس الموساد الإسرائيلي يشيد ببعض الأفراد الذين شاركوا في تلك المهمة.. كما شاهد العالم دقة الاستهدافات التي قامت بها قوة الدفاع الجوي الإسرائيلي والمسيرات للأهداف البشرية والمواقع الدفاعية للإيرانيين.. وهو سيناريو مكرر لما سبق وأن حدث في إيران خلال السنين الماضية ولبنان وفي روسيا أيضًا حينما استهدف الأوكرانيون الأسطول الجوي الروسي في العمق الروسي في عملية “سر العنكبوت” قبل 6 شهور.
- أعلاه صورة مختصرة عن الحرب السرية الإلكترونية الفضائية وكيف تتم.. مع ملاحظة أن العنصر البشري عامل مهم جدًا في إعطاء دقة الموقع “جي بي إس” وتحديثها أولًا بأول لتحركات العنصر البشري أو حدثت تغييرات في الموقع المستهدف”.
في المقال القادم نستعرض بشكل مختصر كيفية استقطاب العملاء والجواسيس.
المطلوب: إبقاء الوعي الأمني الذاتي للمواطن فالمواطن هو خط الدفاع الأول عن الوطن. حفظ الله بلاد الحرمين الشريفين قيادةً وشعبًا.