ريف الأزهر.. حين يسكنك المكان

أ. محمد جبران
لا نحتاج إلى الجدران كي نسند إليها ظهورنا وحسب، بل إلى أماكن تُقيم فينا لنسند عليها أرواحنا.. وهذا ما وجدناه في منتجع ريف الأزهر بقرية قريش الحسن في منطقة الباحة، إنه ليس مجرد مساحةٍ نسترخي فيها وحسب؛ بل حالة شعورية خالصة، تمتدّ في دواخلنا كالحقول في اتساعها، وتتغلغل في أعماقنا بطمأنينتها وسحرها.
منذ اللحظة الأولى، يدرك الزائر لهذا المكان أنه أمام تجربة مختلفة، مختلفة بما يحتويه من جمال طبيعي وتفاصيل متقنة، وبما يتركه في الروح من أثرٍ لا يُمحى. ريف الأزهر يشبه الحكايات الجميلة التي لا تُروى مرة واحدة، بل نعود إليها كلما اشتقنا لظلٍّ وارف، أو لتنهيدةٍ دافئة تصاحب فنجان قهوة في مساءٍ صيفيّ هادئ.
إنّه المكان الذي يُشعرنا بأننا لا نغادره حتى بعد رحيلنا. يسكننا كما تسكن الذكرى الطيبة القلوب البيضاء، وكأننا اقتطعنا منه حياةً أخرى، لكنها هذه المرة مليئة بالمسرات الصافية.
ريف الأزهر يقدم للزائرين حالة شاملة، فيها من الاستجمام ما يمتّعك ومن الكرم ما يُدهشك، ومن الإبداع ما يُلهمك، ومن الخدمات ما يجعلك تعيد التفكير في معنى الضيافة والاهتمام والاحتواء.
ووراء هذا المشهد الباذخ بالجمال، يقف اسم، لا يشبهه إلاّ أصحاب البصمات الخالدة: عبدالعزيز بن بسيس، أحد صناع الأثر الذين يخلدون كوشم على الجسد.. ذلك الرجل لم يكتفِ برسم مكانٍ جميل في الخيال، بل منح فكرته الحياة، وحوّلها إلى منتجع وارف الظلال حقق على أرض الواقع الكثير من الأمنيات البعيدة…