
أحوال – محمد صالح الزهراني
في أجواءٍ من التنافس والتميز، يواصل نادي الصقور السعودي إقامة فعاليات المزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور 2025 في مقره الرئيس بملهم شمال مدينة الرياض، الذي بات منصة عالمية تحتفي بالإنتاج المحلي وتستعرض تطور سلالاته، وسط حضور نخبة من المهتمين والمربين من مختلف دول العالم.
ويأتي هذا الحدث في نسخته الجديدة ليُبرز ما حققته المزارع السعودية من تطور لافت في جودة الإنتاج ورفع كفاءة التربية والتدريب، حيث يستمر المزاد حتى 25 أغسطس الجاري، على مدى 21 يومًا، جامعًا نخبة من الصقور المنتقاة بعناية، بهدف دعم التنافسية، وتبادل المعرفة، وتأكيد مكانة المملكة كمرجعية دولية في عالم الصقارة.
“سلمان”.. طائر الفرخ الذي حطّم التوقعات
وسط هذا المشهد الحافل، خطف الصقر “سلمان” الأضواء، وهو أحد أبرز إنتاجات المزارع السعودية، حيث كشف الصقار بدر العرادي، مالك الصقر، عن تفاصيل استثنائية تتعلق بأداء هذا الطائر، الذي يبلغ وزنه 1090 جرامًا، بطول 17 سم وعرض جناحين 16.5 سم، من سلالة “حر من حر” سعودية خالصة.
وقال العرادي: “على الرغم من عدم خوض صقوري لتجارب الهَدّ الخارجي، إلا أنني ابتكرت جهاز تتبع لمراقبة تحركاتها، وتفاجأت بأن الصقر “سلمان” يقطع يوميًا مسافات طويلة؛ ففي أحد الأيام قطع 606 كيلومترات خلال ثمان ساعات، محلقًا من تربة، مرورًا بالقصيم، ثم العودة إلى حائل، على ارتفاع تجاوز 3600 متر“.
وأضاف أن هذا الإنجاز تمّ تحقيقه في عمر لا يتجاوز ثلاثة أشهر فقط، مما يعكس قوة البنية وقدرة التحمل للطائر، رغم حرارة الصيف، وهو ما يُعد أداءً نادرًا واستثنائيًا لصقر فرخ.
المعرض.. رحلة من التقاليد إلى الريادة
منذ انطلاقته، يمثل مزاد مزارع إنتاج الصقور إحدى مبادرات نادي الصقور السعودي، ويُعقد سنويًا بهدف تطوير مهنة الصقور المحلية، وإتاحة الفرصة أمام المزارع العالمية لعرض إنتاجها، وخلق بيئة تنافسية تعزز الابتكار والجودة.
ويمر الزائر في المعرض بسلسلة من المعروضات والفعاليات تبدأ بـ:
- منصات عرض الصقور المشاركة من مزارع محلية ودولية.
- مزادات مباشرة يومية يتم خلالها بيع نخبة من الطيور.
- ورش عمل متخصصة ولقاءات بين الخبراء والمربين.
- خدمات طبية وتسجيل إلكتروني لضمان جودة المخرجات.
ويسعى النادي من خلال هذه الفعاليات إلى ربط التراث بالابتكار، عبر استخدام أحدث التقنيات في تربية الصقور ومتابعتها، وتعزيز حضور المملكة في الأسواق العالمية للصقور، وتوريث ثقافة الصقارة للأجيال القادمة بروح عصرية.