
أحوال ‐ الرياض ‐ طارق العريدي
في المؤتمر الصحفي لم يخف بلان سعادته بالمردود الذي قدمه لاعبوه، قائلاً: “أنا أتحدث عن الاتحاد وفخور بأداء اللاعبين، فقد بذلوا مجهودًا كبيرًا في التحضيرات” لكن هذه الثقة لم تمنعه من دق ناقوس الخطر، مشيرًا إلى أن الفريق يعاني من ثغرات دفاعية واضحة مع غياب عناصر مهمة مثل كادش وميتاي وعبدالإله العمري، واضطراره للاعتماد على مدافع شاب لا يتجاوز عمره 19 عامًا على دكة البدلاء.
بلان أشاد بالحلول البديلة داخل المجموعة، مثل عبدالرحمن العبود الذي لعب في مركز الظهير الأيسر وقدم أداءً لافتًا، إلا أن حديثه كشف إدراكه لحجم التحديات الدفاعية التي قد تعيق طموحات الفريق إذا لم تُعالج سريعًا.
على الصعيد الهجومي تبدو الصورة أكثر إشراقًا رغم إصابة النجم الفرنسي كريم بنزيما في العضلة الخلفية، بلان أكد أن الإصابة بسيطة، وهو ما يمنح الجماهير بعض الطمأنينة، خصوصًا في ظل الحاجة الماسة لخبرة بنزيما في المواجهات الكبرى، في المقابل كان الأداء المميز للوافد الجديد ستيفن بيرجوين بمثابة بارقة أمل إضافية، حيث أثبت اللاعب الهولندي أنه قادر على سد بعض الفراغات الهجومية وإضافة أبعاد جديدة لخط المقدمة.
من جهة أخرى تبقى أزمة حراسة المرمى مصدر قلق آخر بعد طرد الحارس الصربي برانيسلاف رايكوفيتش في الجولة الماضية. بلان أشار إلى محدودية الخيارات في هذا المركز، لكنه عبّر عن ثقته في قدرة الحارس الشاب العبسي على التطور واكتساب الخبرة مع مرور المباريات.
هذا المشهد المتباين بين قوة هجومية لافتة وهواجس دفاعية قائمة يجعل الاتحاد يقف عند مفترق طرق مهم، فبينما يسير الفريق بخطى واثقة في الدوري، فإن استحقاقه القاري المنتظر أمام الوحدة الإماراتي يوم 15 سبتمبر في دوري أبطال آسيا النخبة، سيكون اختبارًا حقيقيًا لقدرة “العميد” على التوازن بين الهجوم الكاسح والانضباط الدفاعي.
الاتحاد اليوم يبعث برسائل قوة في الملاعب المحلية، لكن التحديات تلوح في الأفق، وأبرزها صلابة الخط الخلفي وتماسك منظومته الدفاعية. وبينما يراهن بلان على الروح الجماعية والحلول الفردية، تبقى جماهير “العميد” تترقب المشهد القادم بقدر من التفاؤل المشوب بالحذر، في انتظار ما إذا كان فريقها قادرًا على الجمع بين الانتصار المحلي والتألق القاري.