مقالات

بايدن في بلاد الحرمين

منبر الإسلام وقدوة المسلمين

Listen to this article

  صالح بن خميس الكناني

يحل الرئيس الأمريكي جو بايدن ضيفا على السعودية حكومة وشعبا اليوم الجمعة في زيارة تستغرق يومين.

الزيارة تأتي بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. و بالعودة الى العلاقة السعودية الامريكية سنجد ان عمرها يزيد عن ٨٠ سنة والرئيس بايدن يدرك عمق العلاقة و قدمها و مدى قوتها التي تختلف عن باقي دول العالم، والزيارة ليس من شك انها ستحقق مكاسب للولايات المتحدة الامريكية و اذا تتبعنا ماجاء في مقال رأي نشرته صحيفة “واشنطن بوست للرئيس جو بايدن وهو يقول: أنّه سيسعى إلى “تعزيز شراكة استراتيجيّة” مع السعوديّة “مبنيّة على مصالح ومسؤوليّات متبادلة”، وأضاف “بصفتي رئيسًا، من واجبي الحفاظ على بلدنا قويًا وآمنًا”، متحدثًا في هذا الإطار عن الحاجة إلى مواجهة روسيا والتموضع في “أفضل وضع ممكن” في مواجهة الصين وضمان مزيد من الاستقرار في الشرق الأوسط. وأوضح الرئيس الأميركي أنّه “من أجل تحقيق هذه الأمور، يجب أن تكون لدينا علاقة مباشرة مع الدول التي يُمكن أن تُساهم فيها المملكة العربية السعودية. المتابع لما قاله الرئيس بايدن يستلهم من مضمونه ان هناك مؤشر خطير في نظام وتنظيم في ولايات متعددة لدولة هي الأعظم في العالم وتسيدت ذلك لسنوات. إلا ان الحرب الروسية الأوكرانية مهدد كبير له مما اوقعه في حرج مع الشعب الامريكي، وقد ينتج عند استمرار الحرب ما يؤثر على بقائه رئيس امريكا لفترة قادمه، وأعتقد أنه يرى ان المحافظة على السعودية حليفا استراتيجيا بمكانتها و ثقلها الاقتصادي والسياسي والامني يمهد له ذلك.

بايدن يكرس جهوده الان للخروج من مازق تأثير الحرب التي تدور رحها في اوكرانيا مع الحكومة الروسية.

المشهد يقول ان اميركا اقتصاديا لا خوف عليها في المرحلة الحالية طالما تستطيع توفير ماتريد من مال، و لكنها متخوفة من انضمام بعض الدول الى روسيا بحلف او اتفاقيات تؤثر علىها، وخاصة دول مصدرة للبترول ومشتقاته او مواد خام لا تستغني عنها الصناعات الامريكية.

ولعل تأثير تصريحات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع مجلة “ذا اتلانتيك” بقوله: أعتقد أن أي دولة في العالم لديها مصالح أساسية: اقتصادية، وسياسية، وأمنية، وهذا هو الأساس الرئيس الذي تقوم عليه السياسة الخارجية لأي دولة، ويقول سموه: كيف يمكنني دفع عجلة اقتصاد دولتي؟ وكيف يمكنني تعزيز أمنها؟ وكيف يمكنني تعزيز علاقاتها الاقتصادية والسياسية، للتأكد من أن دولتي آمنة، وللتأكد من أن دولتي تنمو، ولديها المزيد من فرص الاستثمار والتجارة. وقال سموه: نحن لدينا علاقة طويلة وتاريخية مع أمريكا، وبالنسبة لنا في السعودية هدفنا هو الحفاظ عليها وتعزيزها. لدينا مصالح سياسية، ومصالح اقتصادية، ومصالح أمنية، ومصالح دفاعية، ومصالح تجارية، ولدينا العديد من المصالح، ولدينا فرصة كبيرة لتعزيز كل هذه المصالح، وأيضًا لدينا فرصة كبيرة لخفظها في عدة مجالات، ونحن نريد تعزيزها في جميع المجالات. هذه الرؤية الشمولية للنظرة السعودية تجاه اميركا هي مايمكن ان ينطلق منها حوار الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع بايدن. وقد يكون لزيادة انتاج النفط السعودي حصة من اللقاء كون النفط محور رئيسي لاعادة ثقة الشعب الأمريكي في بايدن.

السعودية حريصة على منظومة أوابك قراراتهم فيما يتعلق بزيادة الإنتاج أو بالتخفيض بهدف خدمة المصالح.

اليمن في مواجهة الحوثي فقد صدر عن جو بايدن انه سيناقش الحرب في اليمن وانه سيدعم تمديد الهدنة والسعودية تريد ان تنتهي الحرب في اليمن بين الشرعية والحوثي.. والسعودية بقيادة الملك سلمان سوف تطالب بانها الحرب ودعم الشرعية على بسط نفوذها على اليمن بجميع مدنه ومحافظاته، خاصة ان الشعب اليمني وصل الى مرحلة يحتاج إلى الاستقرار والعيش في سلام.. ولعل جو بايدن يلتزم بانها حرب اليمن بالقضاء على الحوثي واعوانه.

إيران وتمددها من غير شك ان النقاش في القمة السعودية الامريكية سيتناول ايران و الخد من تمددها والتدخلات في شؤون دول الجوار وماتقوم به من تصنيع مواد نووية الى جانب ماتقوم به في الخليج العربي من قرصنة بين وقت وأخر. وقد تتفق الرؤية السعودية و الامريكية حول خطر ايران ليس فقط على دول مجلس التعاون و الدول التي تسيطر عليها وماتخلفه من خراب وتدمير وقتل باذرعتها العسكرية في لبنان وسوريا واليمن والعراق الذي لازال جراحه دامية من الايراني..

ان السعودية دولة ذات سيادة تستطيع ان تختار ما يناسبها ويساعد في تطور العالم العربي و لا يمكن لها ان تقف مع دولة ضد أخرى.

ولابد أن نذكر ان العلاقات السعودية الامريكية ازلية ولن تتغير وان أصابها الفتور بين وقت وأخر بل تعود اقوى منما كانت عليه.

ويجدر بنا الاشارة الى العلاقة السعودية مع الدول شرقها وغربها شمالها وجنوبها غير مثار للبحث مع أي دولة صديقة باعتبار السعودية دولة ذات سيادة لها الحق في تقرير المصير.

لا سيما انها إحدى دول العشرين.. وتتمتع بثقل سياسي واقتصادي وديني كل هذه المقومات مع إدارة شابة يقودها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان و برؤية حُددت ملامحها لتكتمل في ٢٠٣٠ وقد بداء قطف ثمار تلك الرؤية .

السعودية منذ عهد المؤسس لا تتدخل في سياسة أي دولة وهذا منهج تسير عليه الحكومة السعودية ولا تسمح بتدخل كأن من كان في سياستها ولا تقبل التوجيه.

اننا نعيش عصرا متجددا سيورث للأجيال القامه من ابناء السعودية العظمى..
دام عزك ياوطني.. وحفظ الباري الاسرة المالك بقيادة الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى