المعلم ضمير الوطن.. والطالب أمانة المستقبل

د. فريال عواد
في يوم المعلم العالمي، نقف إجلالًا وتقديرًا لصُنّاع الأجيال، أولئك الذين يحملون أنبل رسالة وأعظم مهنة، رسالة التعليم والتنوير، فهم الضمير الحي للمجتمع، والنور الذي يضيء دروب المستقبل.
لقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر: 9]، دلالةً على رفعة شأن العلم وأهله.
وقال النبي ﷺ: إنما بُعثت معلّمًا، وفي حديث آخر: فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، ليُبيّن أن المعلم هو حامل مشعل العلم الذي به تُبنى الأمم وتنهض الحضارات.
أيها المعلمون والمعلمات.. أنتم القامات الشامخة في عالم المعرفة، والقلوب البيضاء التي تغرس القيم في عقول طلابكم وتنثر النور في مسارات حياتهم. أنتم الذين تصنعون الفرق في كل صباح، وتزرعون في الأجيال الأمل، وتصوغون ملامح المستقبل بعقول مضيئة وضمائر حيّة.
يقـول الإمام الشافعي رحمه الله:
“من تعلّم الأدب قبل العلم فقد أفلح، ومن علمه مع الأدب فقد جمع الفضل كله”. فالمعلم ليس ناقلًا للمعرفة فحسب، بل هو مربٍ وموجّه وقائد إنساني يزرع القيم، ويربي النفوس، ويغرس حب الوطن والانتماء في القلوب.
ويقول الحكيم أرسطو:من علّمني حرفًا كنت له عبدًا”.
ولكل معلمٍ ومعلمةٍ نقول:
أنتم من تُضيئون الطريق لأجيالٍ تتطلّع إلى الغد بثقة، فابتسامتكم ترسم خريطة الأمل في عيون طلابكم، وصبركم يروي بذور الإبداع في عقولهم. ليكن الحوار طريقكم، والإبداع هدفكم، والعلاقات الإنسانية مصباحًا تنيرون به القلوب قبل العقول.
كل عام وأنتم بخير،
يا من تصنعون العقول وتبنون الإنسان،
يا من أنتم شموع العلم وقناديل المعرفة، بكم تزدهر الأمم، وبعلمكم تُشيّد الحضارات.