مقالات

المعلم.. رسالة الأنبياء وصانع العقول

Listen to this article

أ. علي الزهراني

في الخامس من أكتوبر من كل عام، يحتفي العالم بـ اليوم العالمي للمعلم، ذلك اليوم الذي يُجسّد قيمة مهنةٍ سامية ورسالةٍ خالدة حملها الأنبياء والمصلحون، ألا وهي رسالة العلم والتعليم.

لقد كان أول أمرٍ نزل من السماء دعوةً إلى القراءة والعلم، حين قال الله تعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾
(سورة العلق: 1–5).

ومن هنا كانت بداية رحلة الإنسان نحو النور والمعرفة، رحلةٌ قادها المعلمون بجهدٍ وصبرٍ وإخلاصٍ، حتى غدت الأمم تُقاس بنهضتها التعليمية، ويُقاس رقيها بمكانة المعلم فيها.

المعلم ليس مجرد ناقلٍ للمعرفة، بل هو مهندس الفكر وباني القيم وصانع الأجيال. فهو الذي يُنير العقول، ويزرع في طلابه حبّ الوطن، والإيمان بالعلم طريقًا للمجد والارتقاء.
وقد قال النبي ﷺ: إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير. (رواه الترمذي).

ولأن رسالة التعليم هي امتداد لرسالة الأنبياء، كان للمعلم نصيب من هذا الشرف العظيم. يقول أمير الشعراء أحمد شوقي: قم للمعلم وفّه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا 

نعم، فالمعلم شمعةٌ تذوب لينير بها طريق الآخرين، يبذل وقته وجهده وصحته ليزرع في طلابه القيم والعلم، دون أن ينتظر مقابلًا سوى أن يرى ثمرة جهده في عيون طلابه وهم ينجحون ويساهمون في بناء الوطن.

ولعل أصدق ما قيل في حق المعلم ما قاله الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله: – لو لم أكن ملكًا، لكنت معلمًا. 

في هذا اليوم، نقف جميعًا احترامًا وتقديرًا لكل معلم ومعلمة حملوا الأمانة، وصنعوا الفرق، وأسهموا في بناء الإنسان قبل البنيان.
فالمعلم ضمير الأمة وصوتها الحي، وبه تُبنى الحضارات وتُصان الأجيال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى