مقالات

التكريم الحقيقي.. لا الحقير

Listen to this article

أ. عبد الله عطية الزهراني 

في الآونة الأخيرة، أصبحت مشاهد التكريم تتكرر بشكل لافت، حتى فقدت هذه المناسبات كثيرا من هيبتها وقيمتها المعنوية فبعد أن كان التكريم يمثل أرفع أشكال التقدير والاعتراف الرسمي بالجهود والإنجازات، أصبح اليوم في بعض الحالات مجرد وسيلة للظهور الاجتماعي أو لكسب العلاقات والمجاملات.

إن التكريم الحقيقي هو ما يصدر من الدولة أو من جهة حكومية رسمية، لأنه حينها يحمل وزنه المعنوي، ويعكس تقدير المجتمع والمؤسسات الوطنية للشخص أو الجهة المكرمة، ويمنح المكرم وساما من الاحترام لا يشترى ولا يمنح اعتباطا.

أما ما نراه من قيام بعض الأشخاص أو المجموعات بتكريم آخرين دون أي صفة رسمية أو اعتراف مؤسسي، فهو في الحقيقة إفراغ لمفهوم التكريم من مضمونه، وتشويه لمكانته، بل ويمكن وصفه  -بلا مبالغة- بأنه تكريم حقير، لا يعبر عن قيمة حقيقية، بقدر ما يعبر عن رغبة في التلميع أو الاستعراض.

التكريم ليس درعا يشترى أو شهادة تطبع، بل هو تقدير يصدر من جهة معتبرة، ويأتي تتويج لمسيرة من العطاء والإنجاز.

ومن هنا، يجب أن نعيد الاعتبار لمفهوم التكريم، وأن نفرق بين التكريم الرسمي الذي يخلد الإنجازات، وبين الاحتفالات الفردية التي لا تمثل إلا أصحابها. ولذلك، من الضروري أن تضبط هذه المظاهر، وألا يترك المجال لأي شخص أو جهة غير مخولة لأن تمنح أوسمة أو شهادات تكريم، حتى نحافظ على قيمة هذه المناسبات ومعناها الراقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى