مقالات

مدينتي الوادعة

Listen to this article

   خالد تاج سلامة

جدة.. كأنك الطل على أزهار الورد النضر، تنساب إلى الأغصان كهمسات تغريدك في الحديث وأموا ج شطئانك الهادرة لا تستكين
 

جدة مدينتي الوادعة تضفي على عالمي وشعري وكلماتي أشياء ومعاني وأحلاماًوأمالاً عراضا.. أحترفت إبداع الكلام لأقول فيكي يا جدة أجمل الحروف وأزاهيرترتشفين رحيقها فينسكب لونها الوردي على خديك.. نهلت معاني شعري ونثري من جمالك فتسهدت عيناي وأضحت

حدقاتها حمراء في إحمرار رمالك.. سافرت في بحر عيونك متنفساً من رزاز نبضك وتساقط نداك إلى أغوار نفسي فأضحيت أنت مدينتي وعالمي، كرهت الضجيج والصخب حتى الصقيع كرهته وأحببت الأضواء والجمهور لأنك تعشقين ذلك..

مللت الأسفار فقد نسيت تذكرتي وجواز سفري في جيب معطفي عندما عشقتك يا مدينتي أختلطت الأوراق إلا حبي لكي يا جدة عزفت على قيثارة هواك أجمل كلماتي وكنت واصفاً دلك ودلالك أروع كلماتي، همست بجمالك فسطرت كلمات خلود حبي لك.. وتزيدني الأيام تعلقاً بك فأضفي عليك رياحين الأمل أحملها إلى مراتع الأمان وشواطئ الأفراح إليك يا جدة يا مدينتي الوادعة

سادتي وأعزائي من منكم أكتحلت عيناه برؤية البحر عند الغروب؟ وأعني في جدة وحدها ذلك المشهد المهيب يتمدد البحر وتبدو صفحته كالعسجد في لحظات الغروب عندما ترحل الشمس تاركة شعاع قرمزياًعلى حبيبات الرمل على الشاطئ والطيور العائدة في عجل إلى أوكارها

جدة هي البحر.. والبحر جدة.. عيناها ناعستان هادئتان رغم الحركة التي تموج بها أحشائها وضواحيها.. أنني عندما أكون خارج جدة أحملها معي في جوانحي أناجيها في كل لحظة وأنا أعيش الغربة أسأل عنها الغادي والقادم أتلهف للرد.. وكأنني تركتها طفلة أخاف عليها من همس النسيم وكلما شط بي المزار يزداد حنيني لمرتع صباي في حارة المظلوم بين مبانيها وأزقتها.. حاولت كثيراً أن أغلق نفسي سويداء فؤادها و أحفر إسمي في ذاكرتها.. حاولت كثيراً وكثيراً

أنني عاشق متيم بكل شيء ليلها ونهارها وهدوءها وأزقتها وشوارعها وليس هذا العشق وليد اليوم أنه عشق أزلي إمتداداً لهذا الحب الذي حمله لجدة من سبقوني بقرن من الزمان-

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى