نبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام والهدهد

نبي الله سليمان عليه السلام الذي أعطاه ربه ملكاً لم ينبغي لأحد من قبله ولا حتى من بعده، وكان ملكاً على بني إسرائيل في فلسطين المقدسة، وكانت من قدراته التي أعطاها الله له هي القدرة على مخاطبة الطيور والجن والوحوش، وكان عليه السلام في إحدى الأيام يتفقد جيشه المكون من الإنس والجن والطير والوحوش وكل شيء فلاحظ غياب الهدهد عن صفوف جيشه، ولكن الملك سليمان عليه السلام توعده بالعذاب أو الذبح إن لم يأتي بخبر يجعل النبي سليمان عليه السلام يقتنع بأن لا يعاقبه على غيابه، ولكن سرعان ما حضر الهدهد وجاء للنبي سليمان عليه السلام بأخبار تجعل النبي يتراجع عن توعده له، وأخذ الهدهد يقص على نبي الله سليمان عليه السلام بأنه صال وجال في مملكة سبأ ووجد تلك المملكة تحكمها امرأة تسمى ببلقيس تعبد هي وأهلها الشمس من دون الله، وأخذ الهدهد يحكي لنبي الله مدى جمال عرشها وقوة رجالها والسلاح الكثير، هنا عفا نبي الله عن الهدهد واجتمع مع جيشه ليستشيرهم في ماذا يفعلون؛ فاتفقوا على أن يرسلوا لتلك الملكة الكافرة برسالة يدعونهم إلى دين الله مما أدى إلى اجتماع ملكة سبأ بقومها واتفقوا على أن يرسلوا الهدايا ليلطفوا العلاقة بينهم وبين نبي الله سليمان وأخذت فترة تبادل الرسائل حتى جاءت ملكة سبأ هي وقومها إلى نبي الله سليمان عليه السلام ودخلوا في دين الله، وذكرت هذه القصة في القرآن الكريم بصورة مفصلة في قوله تعالى ” وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ، لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ، فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَـمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ، إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ، وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ “.