
احوال – مكة – غميص الظهيري :
أثبت برنامج “عناية” الذي تنفذه جمعية رعاية الأيتام بالليث أن الرعاية الشاملة للأيتام تتجاوز الدعم المادي، لتصبح عملية تحويلية تهدف إلى بناء شخصية قادرة على العطاء والإنتاج. يركز البرنامج على إعداد يتيمٍ مؤمن، خلوق، ومتعلم، قادر على التفاعل الإيجابي مع محيطه.
حيث تستند جمعية رعاية الأيتام بالليث في تنفيذها لبرنامج “عناية” إلى أربعة محاور أساسية تضمن بناءً متوازنًا لشخصية اليتيم وهي المحور الايماني والذي يهدف إلى غرس وتثبيت الركائز الايمانية في شخصية اليتيم، مما يقوده إلى محبة الله والالتزام بالفرائض، إلى جانب المحور القيمي والأخلاقي والذي يسعى إلى تربية اليتيم على أصول الأخلاق الحسنة، مثل الصدق والصبر وتحمل المسؤولية، وذلك بتأسيه بمنهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فضلا عن المحور المهاري والذي يزود اليتيم بالمهارات التي تساعده على إدارة ذاته بفعالية، بما في ذلك مهارات التفكير، والاتصال، والاستخدام الآمن للتقنية، والعادات الصحية السليمة، فضلا عن المحور الاجتماعي والذي يهدف لاندماج الإيجابي في المجتمع ويعر أهم مرتكزات البرنامج، حيث يركز على تمكين اليتيم من الاندماج بفاعلية في مجتمعه. يتضمن هذا المحور كفايات رئيسية أداء حقوق الآخرين عبر تعليم اليتيم بر والديه، وأداء حقوق إخوته، وإحسانه لأقاربه، وحب الوطن من خلال التعريف بالخصوصية الشرعية للمملكة، ومكانتها في العالم، وحقوق الوطن على أبنائه، فضلا عن التفاعل الإيجابي عبر إكساب اليتيم القدرة على بناء علاقات سوية مع زملائه، واختيار الصحبة الصالحة، وممارسة بعض مهارات العمل الجماعي وإدارة الخلافات.
وفي تصريح له، أكد رئيس مجلس إدارة الجمعية، الأستاذ علي بن ناجم العرياني، أن “نجاح برنامج ‘عناية’ ليس في الأرقام فقط، بل في الأثر العميق الذي سيتركه في حياة أبنائنا. نحن لا نربي أيتامًا فقط، بل نُعدّ قادة وصناع أثر سيساهمون في بناء مجتمعهم وخدمة وطنهم بكل فخر واعتزاز. هذا هو هدفنا الأسمى، وهو ما سنواصل العمل من أجله”.
يذكر بأن جمعية رعاية الأيتام بالليث تسعى إلى تحقيق الاستدامة في دعم الأيتام وذويهم، وتُجسد رؤية المملكة 2030 في بناء مجتمع متراحم ومتكافل، يقوم على العطاء والبذل.