الرئيسيةالمجتمع

“أحوال”.. تطوف بمهرجان خيرات الباحة.. التراث والزراعيات والعسل.. شواهد حضارية

كتب: بخيت طالع الزهراني:

Listen to this article

 

  بدا “مهرجان خيرات الباحة” أجمل مما كنا نتوقع، إن من حيث معروضاته أو فعالياته أو بالعدد من زواره زرافات ووحدانا .. جمع الموروث والتراثيات وخيمة كبيرة لمهرجان العسل، وساحة كبيرة مزروعة بالمقاعد، وأمامها خشبة مسرح، إلى جانب ملاعب للأطفال، وأركان للمنتوج الزراعي والملابس وغيرها …. كل ذلك في مكان واحد في قلب مدينة الباحة

بداية الجولة:

بدأنا جولتنا من حيث الملابس التراثية التي تشتهر بها منطقة الباحة، ومن ذلك ثياب المرأة المطرزة، وجبة النساء الصوفية، ولفتني أن من حاكها قد جعلها تخرج قليلا عن اللون والتطريز التقليدي المعرف، كمحاولة للتجديد.

معصرة السمسم:

وانتقلنا إلى حيث معصرة السمسم، وقال لنا القائم عليها: إنه قد جلب المادة الخام “السمسم” من جازان، ثم عبر تلك المعصرة أحال حبوبها إلى زيت، وقال إن لزيت السمسم استخدامات كثيرة.

المشغولات والسمن:

ثم وقفنا على ركن للمشغولات الخشبية، ومنها ملاعق خشب ومجارف وصحفات، ومشاعيب ومحاريث تم عملها باقتان متناه.

ومن ثم مررنا بركن يبيع السمن البري – البلدي – الذي كانت نكهته طافرة في “عكة” كبيرة مصنوعة من الجلد

ثم طفنا بمن كان يعرض أدوات العرضة الشعبية المحلية، حيث رأينا عدة زيرة – جمع زير – مصنوعة من جلد الجمل مع “مناقيع الزير”.

وانقلنا الى باعة الحبوب الزراعية وأشهرها الحنطة، ورأينا المكاييل التي كانت تستعمل قديما قبل ظهور الكيلو جرام  – المُدّ والنُصَيف …. الخ

ولفتتنا تجسيمات للبنادق القديمة، ومنها القبسون.

 

خيمة العسل:

وانتقلنا إلى خيمة مهرجان العسل، حيث عشرات الأركان، التي تعرض للعسل، وأغلبه من انتاج المنطقة. ورأينا أنواع متعددة، تبدأ أسعارها من 200 ريال للكيلو جرام، ثم تتفاوت صعودًا حتى تصل إلى ألف ريال.

ومما رأينا … عسل السدر والطلحة والضرم والسمرة والمجرى ….

ووقفنا على ركن جمعية النحالين التعاونية بالباحة، وشرح لنا القائم على الركن جانبا من دور الجمعية، ومعروضاتها من خلايا وملابس خاصة للنحّال، وخلية صغيرة تحتوي على النحل في إطار زجاجي.


منتجات عضوية:

وانتقلنا إلى ركن للمنتج الزراعي .. وقال لنا الأخ (حسن بن قواش المالكي): إنه صاحب أول مزرعة عضوية بالمنطقة، ممن لا يستخدم الكيماويات بالزراعة، وكان يعرض عدة فواكه جميلة، كالرمان والجوافة والافوكادو .. مشيرًا إلى أن المهرجان كان إضافة مميزة لصيف الباحة، وقد ساهم في جذب وامتاع الزوار.

ركن جمعية الدعوة:

ثم كان لنا جولة على بالركن التعريفي لجمعية الدعوة بالباحة المشارك في مهرجان خيرات الباحة، وحظينا باستقبال لطيف، من الشاب الأخ خالد بن جمعان الزهراني، الذي شرح لنا الأهداف الطيبة للركن، وما يقوم به من توزيع للكتب والكتيبات الدعوية بعدة لغات للجاليات، وكذلك توزيع المصحف الشريف، وعدد من الترجمات له بعدة لغات.

ختام الجولة:

وخرجنا من مهرجان خيرات الباحة، بما في ذلك مهرجان العسل القائم بجواره، وقد امتلائنا تراثًا وتماهيًا مع الماضي الجميل بكل نكهته العذبة، ثم عنّ لنا أن نقضي بعض الوقت في واحدة من مقاهي الباحة، في ليلة هبت نسمات طقسها، محملة بعبير من وادٍ ملاصق، محشو بأشجارٍ كثيفة، كأنما غابة، ليتأكد لنا مجددًا أن الباحة جميلة بإنسانها وأرضها وطقسها ونكهة ماضيها، والأفق الرائع لحاضرها ومستقبلها. 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى