مقالات

فتى سوريا

Listen to this article

شعر أ. شهوان بن عبد الرحمن الزهراني

قُمْ وانْظُر الكَوْنَ في عِيْنِك يَبْتَسِمُ وتَفْرَحُ الشّمْسُ والأقْمَارُ والنّجُمُ
ويَضْحَكُ الغِيمُ مِنْ فَرَحٍ ويَأتَلِقُ
وفي الرُّبَى تَرْقُصُ الأزْهَارُ والدِيّمُ
وتَشْرِقُ فوقِ وجِهِ الارضِ بهْجتُها
والطيرُ في أيكه قد هــزّه النّغَـــمُ
قُمْ يا فَتَى سُورِيَا فاْلنَّاسُ فِي فَرَحٍ
وأعْلِنَ النَّصرَ فالأعْدَاءُ قَدْ هُزِمُوا
قُمْ هَذِهِ مِنْحةُ الرَّحمَنِ سَابِغةٌ
فأحْمَــــدِ اللهِ إذْ حَلّتْ بِكِ النِّعَـمُ
راحَ الّذي كانَ كابُوسَاً يُؤَرِقُكم
تمـزَّقَتْ بعْدَه الأكــــدْارُ والظُّـلمُ
وأصْبَحَ النَّاسُ أحْياءً وقد فُتِنُوا
واسْتَبْشَرتْ بِرَحِيلِ الفَاســــــدِ الأُممُ
وعَادَ نُورُ الهُدى في الدَّربِ يبتهجُ
والبسّمَةُ في وجُـــــــوهِ النَّاسِ تَرْتَسِمُ
وفي المَآذِنِ صَوتٌ للِقُلُوبِ دوا
وفـي المسَـامعِ يطـــــــربُها وينْسَجِمُ
بَشَائرُ الخيرِ تَبْدُو في مَرابِعكُم
والشـــــــــرُّ ولّى وما أضْحَتْ لَه قَـدَمُ
والأمْنُ في كلِّ شِبرٍ باتَ مُنْتِـشِراً
وأصْــــبَحَ النَّاسُ أحْــــــــــرَارا لهُـمْ كَلِـمُ
مَظاهِرُ الدِّين في قَوْلٍ وفي عَمَلٍ
تَسْــــمُو النَّفُــــوسُ بِها والْدِّين يُحْترَمُ
تُرَفْــرِفُ رَايــةُ الأخْـــلاقِ عَــالِيةً
والْكُلُ بِالــدِّينِ والأَخْـــــــــــــلاَقِ يَلْــتَزِمُ
سُبْحَان ربَّ الْورَى كَمْ ذَلّ طَاغِيةً
مِنْ بَعْـــــدمَا يُمْهِـــــلُ فاللهُ يَنْــــــــتَقِمُ
أذَاقَهُ مِنْ صُـنٌوفِ الْذُّلِّ بَاقـِعَةٍ
حَـــــلّتْ بِه وَشَــــــفَتْ مَنْ هَدّهُ الألَمُ
قَـدْ ظــَنَّ أن الإلَـهُ ليْسَ يأخُــذهُ
بِمَا جَنى فَتَمَادى القَــــتلُ والْهَــــــدَمُ
يُفْنَي الطُّغاةُ ويَبْقَى الحَقُّ في ألق
وينصر الله من بالأمــس قد ظُلِمُوا
قُمْ وانظر الأرض في عينيك مشرقة
فالظُلْم ولّى وزال القهـر والظُّـــــلَمُ
ما عاش في الأرض جــبارٌ وطـاغـية
إلاّ وكانت له العقبــــى بما اجترموا
لا الجْاهُ يَبْقى ولا الألْقَابُ قَدْ بَقِيتْ
ولا المَنَاصِبُ تَجْدِي للْذِي ظَــــلَمَوا
كالفَأرِ ولّى بلا دِينٍ ولا شرفٍ
في ظُلْمَةِ اللّيِلِ إذْ لا يَنْفَعُ النَّـــدَمُ
أين البراميل يا بشَّارُ أين غَدَتْ
أيَّنَ الكرَاسِـــي الْتِي كُنْتُم لَها خَدَمُ
ولّتْ سَريعاً وعنكم أدْبرتْ حَنَقَاً
وأصْبَحَ المَنْصَبُ سِـــــيّان والعَدَمُ
كانتْ لــه عِبــرَةٌ لَوْ كُان يعْتـــــبِرُ
لَكِــــنَّه لـــم يــــزلْ بالْكِبْرِ يعْتَــــصِمُ
يبوء بالإثم في عجل وفي الأجل
لم يُبـــقْ دِينٌ ولا عِـــــــزٌّ ولا قيــــــمُ
كم مَن قَتيلٍ وكم في السِّجن من عَددٍ
وكم تَشَـــــرَّدَ في البــــــدان يا فَدِمُ
عَادتْ دِمَشقُ الى حضنٍ تَحِنُّ له
من بعدما حــلّها الفُرْس وانتظموا
وروسِيا لم تَعُدْ للفأر حامية
فالله أقــــــــوى فبعد الظلم ينتـقم
والأهلُ عادوا إلى الفيحاءِ في فرحٍ
وفي دروبِ الأْســى قد غادر الألم
عسى الزمان الذي يأتي يكون لكم
الخَــــيرُ فيـه وفيـه تَكْثـــــــــرُ النِعَمُ
يكُونُ فِيه صَلاحُ النَّاسِ مُنْتَظِماً
فِيهِ الأمَــــــانُ وفِيه تَرْتَقِي الهـِمَمُ
وتَرْجَعُ في ربُوعِ الشَّامِ نّهْضَتُها
وبِالْعـُــــروبـِة والإسِّـــــــلامِ تَلْــــــتَزِمُ
وتُقْطَع كفَّ أهْلِ الفُرْسِ قَاطِبَةٍ
ولا تَكُــنْ رُوسِـــــيا فِيهَا لَها قَــــــــدَمُ
قُمْ واجْعَلْ الكَوْنَ في كَفْيكَ يَرتَسِمُ
وتَنْبــــتُ الأرضُ أزهــــــــــاراً وتَبْتَسِمُ

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. ابو هيثم
    فتح الله عليك يا ابو أنور وانار بصيرتك ، يا شاعرنا وزادك موهبة علىموهبتك قصيدة جميلة ومعبرة عن واقع الحال .

    1. شكراً لك أخي العزيز والصديق الوفي أبا هيثم على حسن ظنكم بأخيكم وحفظكم الله ورعاكم. وأدام الله على الإسلام والمسلمين الاستقرار والرخاء إنه سميع مجيب

  2. بارك الله فيك خالي الحبيب وصح لسانك على هذا العقد الذي نظمته في أهل سوريا ونعت به طاغيتهم حفظ الله الإسلام والمسلمين .

    1. حياك الله أيها النبيل وشكرا على حسن ظنك فكلماتك تدل على مشاعرك النبيلة وأحاسيسكم الصادقة، وإخواننا في سوريا عانوا كثيرا من ظلم الطاغية ولكن الله يمهل ولا يهمل. حفظكم الله ومن تحبون ودمتم بخير

  3. صح لسانك و سلم بنانك ابو انور

    بارك الله فيك

    الفرحه فرحة جميع المسلمين

    1. شكراً لك أخي الفاضل أبا عادل وصح بدنك وصحت لك الحياة ولا شك أن كل مسلم يحب لإخوانه المسلمين في اصقاع الأرض كلها مثل هذا النصر الذي يرفع الظلم عن المظلومين فتلك البراميل كانت دليلاً على سوء منهج الطاغية بشار.

زر الذهاب إلى الأعلى