
أحوال – سحمة العمري
بعد أن أخذت نفسي بطمأنينة إيمانية في العشر الأواخر من رمضان متجهه إلى بيت الله الحرام لأداء مناسك العمرة في أعظم أيام الله وأتممت ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى، نطلب الله القبول ، ثم أتجهت بعد ذلك إلى مدينة جدة في زيارة محبة لعروس البحر الأحمر، وبعد فترة من المكوث في الفندق ،قلت لنفسي لماذا لا أخرج بنفسي في آخر يومين من الشهر الكريم (شهر رمضان المبارك) وأتجول هنا وهناك، وفعلاً جهزت نفسي وخرجت من شقتي.
أفراح العيد
عندما خرجت رأيت فرحة الناس بالتسوق في جميع الأسواق وفي الكفيهات وفي الشواطئ، ولكني للأسف الشديد كنت أناظرهم وعيني تذرف الدموع، وقلبي ينبض سريعاً، والحزن يتغلغل بداخلي، والحسرة تغطي ملامحي.
الحزن في ساعة الفرح جرح
نعم إن عبارة الحزن بساعات الفرح ألم حقيقي لا يعرفه إلا من عاشه وعاصره، لأنك بكل حسرة تتذكر أيام مضت وأفراح زالت،وعادات لا زالت، نعم تتذكر وتعود بك ذاكرتك إلى ساعات السعادة، وأيام الإبتسامة، ولكنك هنا تحاول أن تتعايش مع الواقع المُر وتمر، ولكن للأسف بأنك تجرح القلب المجروح ،وتقتل باقي الطموح.
فرحة عيد وحزنٌ يزيد
من ينسى المواقف المؤلمة ؟
من ينسى الليال المعتمة المظلمة؟
لا أعتقد بأن الحزين ينسى ما أحزنه، ولا المقهور ينسى من قهره، ولا المظلوم ينسى من ظلمه، والا المفارق ينسى من تركه، فإذا لم أنسى ماسبق فكيف أبتسم مابقي.
نعم رأيت الكل مبتسم، الكل مبتهج وهذا حق مشروع لكل شخص أن يفرح بالعيد السعيد ويبتهج ويحيي السنة بذلك، وأنا أحاول التعايش مع الأفراح وأنسى المآسي والأتراح، ولكن السؤال الأهم، كيف أنسى من فارقني وراح .
الحزن عادة والصبر عبادة
لاشك بأن الحزن يجوب القلوب، والكل منا يحزن ولكن الحزن يختلف من شخص لآخر فمن الحزن مايذبح الروح ويقتل الطموح، والصبر عبادة لمن يستطيع الصبر والأحتساب والإيمان بالأسباب ، وإتباع السنة والموعظة بالكتاب، ولكن إذا لم أستطع الصبر ولم يسلى القلب من الفراق.
الإلحاح في الدعوات من أهم العبادات
رغم مايدور من الحزن واليأس بداخلي، ومهما أهتز وارتعش قلبي من الآهات والتناهيد، ومهما ذرفت العين من الدموع، الإ أن سلاحي الوحيد لمقاومة ذلك هي الدعاء، اللهم فرج همي وحزني، اللهم ارزقني السلوان، وانعم عليا بالطمأنينة والإيمان، وارزق قلبي لذة الأمان، فأنك ترى مالا يراه البشر وتعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور.