
أ. غميص الظهيري
يا له من عالم مجنون، بحق وحقيقة!
فيه الغني يزداد ثراءً، والفقير يتعب بحثًا عن لقمة العيش.
واحد يتزوج، وآخر يطلق!
أحدهم متواضع، وآخر متغطرس متكبر، وثالث يدّعي المثالية، ورابع لا شغل له سوى مراقبة الناس ونقدهم.
نعم، عالم مجنون بمعنى الكلمة!
الغني مشغول بتوسيع نفوذه وثروته، والفقير يحاول النجاة بيومه.
الكل غير راضٍ بما قسم الله له، فيضيع التوازن، ويضيع التفكير.
نتبع من ؟! إذا صار الجنون هو الاتجاه العام ؟!
مشاهد محزنة يندى لها الجبين:
أبناء يحتقرون آباءهم، وسفهاء يتقدمون على العقلاء وكبار السن، أدب مفقود، وذوق عام غائب، واحترام مات مع موت الحكماء.
صرنا في زمن التقليد والمظاهر، في زمن المباهاة الفارغة، حتى إن البعض لا يتردد في أخذ قرض ضخم لمجرد إقامة مناسبة صاخبة يدعو فيها شعراء ووجهاء المجتمع، فقط ليقال عنه “شيخ” أو “حاتم زمانه”، ثم لا تلبث الأيام أن تكشف الحماقة، ويجد نفسه خلف القضبان!
عالم مجنون فعلاً، نسي الحكمة القديمة:
“مد رجلك على قد لحافك.”
أتساءل بمرارة: هل من علاج لهذا الجنون ؟
أم أنه قدر مكتوب، وسيمضي بنا إلى ما هو أسوأ ؟!
نحن المساكين الذين شخصت أبصارهم في متابعة هذا الركب المجنون، أنتبع الفقراء الذين يلهثون خلف الأثرياء ؟
أم نتبع المتغطرسين الذين لا يرون في الدنيا إلا شهرة وكبرياء؟
عالم مجنون.. لا أحد راضٍ بمكانه أو واقعه.
البعض مصاب بداء العظمة، وآخرون مصابون بداء الخذلان…
اللهم أنت المستعان، وعليك المشتكى.
ابدعت ياكاتبنا الرائع في طرحك المميز ..
فعلاً عالم مجنون والكل يبحث عن امور دنيويه وينسون الاخره دار الخلود السعاده هي مطلب للجميع ولكن في طاعة الله بتهذيب النفس والمحافظه على تقاليدنا الاسلاميه والابتعاد عن الحسد والكره والحديث يطول حول هذا الموضوع ياكاتبنا الرائع وانت بارك الله فيك اختصرت الكثير والكثير في هذا المقال بكل احترافيه اعلاميه ولم تدع لنا مانكتبه بعد هذا المقال الرائع ..
حينما تهاون العالم عن إتباع الدستور الإلاهي
تشتت واصبح يمشي بغير بصيرة
فالله سبحانه وتعالى رسم لنا خارطة طريق شاملة
وحثنا على التواد والتراحم والاخذ من مال الغني للفقير
بالزكاة والصدقه ومنع التبذير وشدد على المتباهي
واحق الحق في كل شي.. ترك العالم هذا النهج الرباني
واصبحوا يتلاهفون بجشع على جمع المال وضاع بينهم
الإنسان السوي الذي يعطي ولم يبخل لذوي القربى
لذا سيستمر هذا العالم باختلاف شرائحه مالم يعودوا
لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
شكراً ابا فهد جمال وروعة طرحك👍
الصمت في حرم الجمال … جمال
كفيت ووفيت …
وكتبت عن مرارة الواقع فأوجعت
لقد ناديت لو أسمعت حيّاً .. ولكن لا حياة لمن تنادي
ومثقفين اكتسبوا الشهرة على حساب قلوب البشر
يتنفنون في إنقاص حق الابن في عين ابيه وفي عناء والدته بأنهم خلف قضبان حديدة بسبب والديه
وخالفوا السنة وأن الرجل عليه حقوق في عقوق زوجته
متناسيين حرمة البيوت غيروا الزوج على زوجته فأصبح لايرى إلا كلامهم ليس مجرد استماع فقط
والزوجة على زوجها حتى طالبت بالحرية
والغني نسب الغنى لنفسه ونسي انه فضل الله وان عليه حقوق
والفقير يتكلف ويتسلف ليوازي ذاك الغني
لأريك ماتريني من مظاهر خداعة
يدعون كل الشي جميل
والواقع مرير
نسوا القناعة فصار الجشع سماتهم الجميلة
نسوا الرضا فصار السخط حقوقهم المفروضة
اتعبونا في قرارات أنفسنا وفي تربية ابنائنا
وفي النهاية لن يجد أحدهم الرضا إلا القريب من الله
سلم قلمك ودام قلت ماكان في نفسي من سنين لامن الآن
الكاتب الأستاذ الفاضل غميص الظهيري،
شكرا جزيلا على هذا المقال العميق الذي لامس واقعا نعيشه ونكاد نختنق منه كل يوم. لقد عبرت بكلماتك الصادقة عن حال هذا العالم المجنون، الذي اختلت فيه الموازين، وضاعت فيه القيم، وعلت فيه الأصوات الفارغة على صوت الحكمة والعقل.
سردك المؤلم لواقع التفاوت الطبقي، وانهيار منظومة الأخلاق، واللهاث وراء المظاهر، جاء بمثابة جرس إنذار نحتاجه كثيرا.
نسأل الله أن يردنا إليه ردا جميلا، وأن يوقظ فينا الضمير الحي والاتزان قبل أن نغرق أكثر.
بارك الله في قلمك، ودام صوتك الواعظ نبراسا في زمن الصخب.
مقال رائع وجميل كجمال الكاتب
فالجنون انسى الناس كلمة الستر لان الستر مطلب حياة وصون كرامة
مقال رائع وجميل للكاتب الرائع غميص الظهيرى وواقع نعيشه وحياة متقلبه لهؤلاء لا أحد راضي كما قلت بوضعه كلا يركض لتحقيق مناه لا أحد مرتاح على هذه البسيطه
فهلا عالم مجنون
إختيار موفق يبو فهد في العنوان ومقال أكثر من رائع في سرد مراحل الجنون يعطيك العافيه
نطقت من قلبك فأصبت الحقيقة ماشاء الله لاقوة الابالله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكاتب القدير والمدرب الفاضل أبو فهد..
ما كتبته ليس مجرد كلمات عابرة، بل هو صرخة قلب تعب من التناقضات، وتأملٌ عميق في واقع فقد توازنه.
صدقت حين قلت إن العالم أصبح مجنونًا، حيث اختلت فيه الموازين، وارتفعت فيه القشور، وسقطت فيه القيم.
نعم، نرى الغني يزداد غنى والفقير يتعب، ونشاهد من يلبس ثوب التواضع، وآخر يتغطرس دون سبب، ومن يراقب الناس كأنها وظيفته، بينما يهمل نفسه وأخلاقه.
ولكن رغم هذا كله، لا بد من وقفة تأمل.
هل هذا الجنون قدر لا مفر منه؟ أم أننا نملك جزءًا من العلاج؟
أظن أن الحل يبدأ من أنفسنا، حين نعيد ترتيب أولوياتنا، ونغرس القناعة والرضا في قلوبنا، ونُربّي أبناءنا على الاحترام قبل التعليم، وعلى الأدب قبل المعرفة.
صحيح أن الزمان تبدّل، لكن الإنسان لا يزال يملك حرية الاختيار.
بإمكاننا أن نكون نورًا في هذا الظلام، وقدوة في هذا التيه، وصوتًا للعقل في عالم يتسابق نحو الجنون.
لسنا مضطرين أن نركض خلف المظاهر، ولا أن نُقلّد المجانين لنُرضيهم.
بل نحن مدعوون أن نعيش بكرامة، أن نكون حكماء رغم الجنون، وأن نغرس الخير حتى في أرضٍ قاحلة.
ختامًا، أشاركك الدعاء:
اللهم أنت المستعان، وعليك المشتكى.
لكنني أضيف: اللهم لا تجعلنا جزءًا من هذا الجنون، واجعلنا من العقلاء الذين يُصلحون ولا ييأسون.