
أحوال – عبد الله بن صالح الكناني
كانت منظمة الصحة العالمية، قد دقت ناقوس الخطر محذرة قبل أيام من أن وتيرة انتقال عدوى كورونا في أوروبا “مقلقة جدا” في الوقت الحالي، مما قد يؤدي إلى تسجيل نصف مليون حالة وفاة إضافية في القارة بحلول فبراير المقبل.
ويأتي كل ذلك وسط تحذيرات من أن فصل الشتاء الذي بات على الأبواب، والذي سيفاقم الموجة الوبائية الحالية في أوروبا، والتي يأتي الإعلان عن اكتشاف المتحور الجديد ليزيدها خطورة وشراسة، لا سيما وأن احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة، في حال عدم وضع ضوابط لها، ستسهم في انتشار واسع للمرض، وفق ما يحذر الخبراء بمجال الصحة.
وقد أخذ هذا التنبيه من منظمة الصحة العالمية على محمل الجد في دول كثيرة:
أذ كانت السعودية بعد ذلك من الدول المبادرة الى اتخاذ اجراء فوري بمنع السفر في توضيح منها في المنشور التالي:
وأعلنت مملكة البحرين ايضا،وضع 6 دول إفريقية في قائمة “الدول الحمراء” ومنع القادمين منها من دخول البلاد، لمواجهة المتحور الجديد.
وقد وجدنا وكالة أنباء الإمارات العربية في خبر منها يوضح تعليق دخول المسافرين القادمين اليها من جنوب أفريقيا وناميبيا وليسوتو وإسواتيني وزيمبابوي وبوتسوانا وموزمبيق على جميع الرحلات الجوية للناقلات الوطنية والأجنبية وكذلك ركاب الترانزيت القادمين منها.
وكذلك الحال من مملكة الادرن وغيرها من دول العربية المغرب وربما نجد هذا الاجراء اتخذ من جميع الدول العربية من غير استثناء للمحافظة على صحة مواطنيها من ان ينتقل اليهم متحور كورونا المستجد أوميكرون.
والتخـوف من تفـشي المتحـور الجديد من فيروس كورونا المستجد “أوميكرون” الخوف حول العالم، وتحديدا في أوروبا، حيث بدأت العديد من الدول باتخاذ إجراءات احترازية لمنع وصول المتحور الجديد لأراضيها، وخصوصا أنها تعاني أصلا من موجة وبائية حادة طيلة الأسابيع الماضية.
وكان الاتحاد الأوروبي قد فرض، في وقت سابق من يوم الجمعة الماضي، حظرا مؤقتا على القادمين من جنوب إفريقيا.
وشددت العديـد من الـدول حـول العـالـم من الولايات المتحـدة إلى الـدول الآسيـوية، من قيود السفر، الجمعة، بعد رصد المتحور، من فيروس كورونا في جنوب إفريقيا.
وصنفت لجنة استشارية تابعة لمنظمة الصحة العالمية المتحور الجديد، باعتباره فيروسا شديد العدوى مثيرا للقلق.
ويعد هذا الإعلان الصادر عن منظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة، أول تصنيف منذ شهور تقوم به المنظمة لأحد متحورات كورونا على هذا النحو.
وفي ردود الأفعال الأوروبية، قال وزير الصحة الألماني، ينس شبان: “آخر ما نحتاجه هو ظهور متحور جديد من شأنه أن يسبب المزيد من المشاكل”.
ومن جهتها قالت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي، أورسولا فون دير لاين، إن الرحلات الجوية “سيتعين تعليقها حتى يكون لدينا فهم واضح حول الخطر الذي يمثله هذا المتحور، وينبغي على المسافرين العائدين من هذه المنطقة احترام قواعد الحجر الصحي الصارمة”.
وشـددت على ضـرورة توخي الحــذر البالغ، محــذرة مـن ظهـور واـنـتـشار متحــورات فيـروس كـورونا مثيرة للقلق بشكل أكبر، والتي قد تنتشر في أنحاء العالم خلال أشهر قليلة.
وأصبحت بلجيكا أول دولة في الاتحاد الأوروبي تعلن عن حالة إصابة بهذا المتحور، حيث قال وزير الصحة البلجيكي فرانك فاندنبروك تعليقا على ذلك: “إنه متحور مريب، لا نعرف بعد مدى خطورته”.
وللتعليق على مدى تأثير ظهـور هـذا المتـحـور على المـوجة الوبائية الأوروبية، والانقسامات العاصفة ببلدان أوروبا حول إعادة فرض سياسات الاغلاق والقيود المشددة، وسط معارضات شعبية واسعة للعودة لتلك السياسات، قال صفاء خلف، الصحفي والباحث المختص بتحليل الأزمات، والمقيم في النرويج، في حوار مع موقع “سكاي نيوز عربية”: “ثمة بطبيعة الحال تباين حاد في سياسات الدول الأوروبية للحد من انتشار الجائحة، بظل غياب التنسيق فيما بينها، وهو مؤشر على مدى هشاشة التوافق داخل الاتحاد الذي انعكس على إجراءات مكافحة كوفيد-19 خلال العامين الماضيين”.
هذا التباين فرض انقساما داخل الكتلة الأوروبية المعتمدة على سياسة اقتصاد واحد، بمواجهة اقتصاديات مركزية كالصين والولايات المتحدة، كما شرح خلف قائلا: “الخوف الرئيسي يتمثل من أن أي إغلاق جديد يعني تدهورا للاقتصاد الأوروبي المعتمد على تحصيل الضرائب لتمويل الموازنات الحكومية وتجارة الخدمات، والسلع وسلاسل الإمداد الغذائي البينية”.
ولفت الباحث المختص في تحليل الأزمات إلى أن “تعطيل الحياة العامة لفترات غير معلومة، بسبب تمدد الجائحة وظهور متحورات جديدة، يبقي الاتحاد الأوروبي، بحالة من التذبذب وعدم اليقين، ويحطم القدرة على المنافسة كما يرهق الخزائن العامة بدفع الأموال، كتعويضات بطالة نتيجة تراجع قدرة الشركات على التوظيف والخسائر الفادحة التي منيت بها”.