
أحوال – مكة – عبدالله القرشي
يدخل المنتخب السعودي الأول لكرة القدم مساء اليوم اختبارًا مصيريًا أمام نظيره العراقي في ختام منافسات المجموعة ضمن الملحق الآسيوي المؤهل إلى كأس العالم 2026، في مواجهة تُقام على أرضية ملعب الإنماء بمدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة، وسط ترقب جماهيري كبير ورغبة خضراء في حسم بطاقة العبور المباشر إلى المونديال دون الدخول في حسابات إضافية.
فرصتان للتأهل
يتسلح “الأخضر” بفرصتين مريحتين قبل صافرة البداية، إذ يكفيه التعادل أو الفوز لضمان التأهل المباشر. ويعود ذلك إلى تفوق المنتخب السعودي في عدد الأهداف المسجلة مقارنة بالعراق، بعدما حقق كلاهما الانتصار على إندونيسيا بفارق هدف واحد، غير أن السعودية أحرزت ثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد للعراق، ما يمنحها أفضلية واضحة في جدول الترتيب.
هذه المعادلة تمنح المدرب إيرفي رينارد مساحة من الهدوء في التحضير، لكنها في الوقت ذاته تفرض عليه مسؤولية الحفاظ على التوازن بين الطموح والواقعية. فالتعادل كافٍ حسابيًا، لكنه ليس مضمونًا في كرة القدم، مما يدفع الجهاز الفني نحو البحث عن الفوز لتأكيد أحقية الصدارة وإرسال رسالة قوة قبل خوض المرحلة النهائية من التصفيات.
الأداء في المباراة السابقة
قدّم المنتخب السعودي أداءً متباينًا أمام إندونيسيا، حيث بدأ اللقاء ببطء واضح في الإيقاع قبل أن يستعيد توازنه الهجومي ويسجل ثلاثة أهداف، أبرزها من تحركات الجناحين وسرعة الارتداد من العمق. ورغم استقبال هدف متأخر قلص الفارق، إلا أن الأخضر أظهر قدرة جيدة على التحكم في مجريات اللعب، خصوصًا في الشوط الثاني الذي كشف عن تناغم واضح بين عناصر الوسط والهجوم.
أما المنتخب العراقي، فقد فاز بصعوبة على إندونيسيا بهدف دون رد، في مباراة غلب عليها الطابع البدني والتكتيك الدفاعي. وظهر “أسود الرافدين” منضبطين في التمركز، لكنهم عانوا من محدودية الحلول الهجومية والافتقار إلى الكثافة في الثلث الأخير، ما يجعلهم بحاجة إلى مجازفة أكبر أمام السعودية إن أرادوا الفوز
من الناحية الفنية، يُنتظر أن يعتمد رينارد على أسلوب الاستحواذ المتوازن والضغط العالي عند فقد الكرة، مع التركيز على سرعة التحول عبر الأطراف بوجود عناصر قادرة على صناعة الفارق بالتمرير والاختراق. ويُتوقع أن يحتفظ بنفس التشكيلة التي بدأت المباراة السابقة، مع إمكانية إشراك لاعب محور إضافي لضبط الإيقاع في حال تقدم المنتخب
العوامل النفسية والجماهيرية
الجانب النفسي سيكون له تأثير بالغ في هذه المواجهة. المنتخب السعودي سيلعب أمام جماهيره الغفيرة في جدة، وهو ما يمثل حافزًا قويًا للاعبين لتقديم أفضل ما لديهم. كما أن خبرة التعامل مع المباريات الحاسمة تعد ميزة إضافية للأخضر، الذي اعتاد في السنوات الأخيرة الظهور بثبات في المنعطفات المهمة من التصفيات القارية.
في المقابل، يدخل المنتخب العراقي اللقاء وهو يشعر بقدر من الضغط، إذ لا بديل له عن الفوز. هذا العامل قد يجعله أكثر اندفاعًا منذ البداية، لكنه قد يفتح المساحات أمام الهجمات السعودية المرتدة السريعة، خصوصًا إذا تمكنت عناصر الوسط من فرض سيطرتها مبكرًا.