أحوال -الباحة – رحمة الزهراني
يشهد جناح إمارة منطقة الباحة المشارك في مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في نسخته العاشرة إقبالاً واسعاً من الزوار حيث يثري تجاربهم من خلال نقلهم إلى عمق الموروث الثقافي والتراثي للمنطقة.
ويستحضر تصميم الجناح الطراز المعماري لمنطقة الباحة عبر تصاميم مستوحاة من لون الحجر الطبيعي والأشكال الهندسية، التي جسّد فيها المثلث محاكاة بصرية لشموخ جبال السراة، في صورة معمارية لافتة عكست هوية المكان وجذبت أنظار الزوار.
كما عززت الروائح العطرية للكادي والرياحين والشذاب التجربة الحسية، مصحوبة بترحيبة أهالي الباحة الشهيرة: «مرحباً هيل عد السيل»، لتكون عنصر جذب رئيسي يرسّخ الذاكرة الحسية للموقع. وأسهمت الملبوسات والأزياء المحلية، إلى جانب المشغولات الذهبية والفضية، في تعريف الزوار بأزياء المنطقة التقليدية وأدوات الزينة في السراة وتهامة والبادية، بما يعكس ثراء التنوع وجمال التراث المحلي.
ويتيح الجناح للزوار تجربة ارتداء الأزياء التراثية القديمة، وفي مقدمتها الجُبّة بوصفها أحد أبرز الملبوسات التقليدية في المنطقة، إلى جانب الحُلي النسائية التي عكست جماليات الزينة الشعبية ودلالاتها الاجتماعية، حيث تفاعل الزوار مع هذه التجربة بالتقاط الصور التذكارية، في مشهد جسّد التقاء التراث المحلي باهتمام الزوار من مختلف الجنسيات، وأسهم في تقديم الموروث الشعبي بأسلوب حي وتفاعلي.
وشكّل حضور الحرفيات وهنّ يمارسن حِرف صناعة الخوص وغزل الصوف تجربة بصرية حيّة، أتاحت للزوار التعرف عن قرب على الأدوات التقليدية وأساليب الإنتاج اليدوي المتوارثة، وأسهمت في إبراز قيمة الحرف اليدوية كجزء أصيل من هوية المنطقة.
وتكتمل التجربة بمشاركة الأسر المنتجة، عبر تقديمها مجموعة من الأطباق الشعبية داخل بيت الشعر، حيث يقُدّم مشروب البن الشدوي، والشاي بنكهات النعناع والحبق والكادي وأكليل الجبل، إلى جانب الأطعمة المحلية المغموسة في العسل والسمن البلدي، لتتحول تجربة التذوق إلى محطة رئيسة يقصدها ضيوف الجناح.



