مقالات

أستاذي الذي فقدت

Listen to this article

عبد الحي بن ابراهيم الغبيشي

أنتقل إلى رحمة الله الأستاذ المربي أحمد بن سعيد بن عبدالمجيد غفر الله له في يوم السبت الموافق ١٤٤٣/٠٦/٠٥هـ ، وكما قال كعب بن زهير :
كل إبن انثى وإن طالت سلامته … يوما على آلة الحدباء محمول،

غادر هذه الدنيا الفانيه وقد أثر ذلك في نفسي وأخذتني الذكريات بحكم أنه درسني الى جانب نحن هو وأنا أبناء قرية واحدة، ومما عُرف عنه أنه صاحب بشاشة وابتسامة وخُلق رفيع، وهذا الذي استثارني لأكتب عنه الكلمات على عجالة ولم أتمكن من سرد حياته التعليمية أو العلمية كاملة، رغم أن سيرته تحمل مواقف قيمة ومعلومات جمة قد يستفيد منها أبناء الأجيال القادمة، كان – رحمه الله – من المعلمين القدماء الذين أسهموا في نهوض الحركة التعليمية في بلادنا وحملوا على عواتقهم أمانة التعليم وعاصروه منذ بداياته، وقد تخرج من دار التوحيد عام ١٣٨٩هـ تقريبا، وعمل في الخرج لمدة عامين ثم عاد إلى المنطقة وعمل في عدد من المدارس منها ثانوية ومتوسط النصباء في مطلع التسعينات الهجريه ثم مدير لثانوية العفوص التي سلم إدارتها للأستاذ علي بن معيض عندما ابتعث إلى اليمن لمدة أربع سنوات عايش خلالها ثلاث رؤساء يمنين الحمدي والغشمي وعلى عبد الله صالح.

  شارك رحمه الله في الإحصاء السكاني عام ١٣٩٤هـ بمسمى مفتش في قرى الحجرة والشعراء بتهامة، ومن الذكريات التي لا تنسى عندما درسني في المرحلة المتوسطة في ثانوية ومتوسطة النصباء مادة التاريخ عام ١٣٩٨هـ كان يرحمه الله قمة في الأخلاق والاحترام، ولديه أسلوب مميز في الشرح ، يوصل المعلومة بكل سهولة ويضعها في عقل الطالب، ولا زلت أذكر حديثه عن المؤسس الملك عبد العزيز ودخوله الرياض واسترداد الحكم، وكأنني أره الآن قمة في الأناقة والنظافة والوسامة واللطف والرقه.

  كان يعيش حياة الرفاهية رغم شقاء الناس في تلك الايام، ولا أعرف الفترة التي قضاها في الديرة ولكني أذكر أنه نُقل للرياض وبعدها أحيل للتقاعد وعمل في عدة أعمال، كان رجلا كريما، لديه مزرعه في الخرج، كافح في هذه الدنيا التي تضرب بنا تارة إلى اليمين وتارة إلى الشمال، وهذا حالنا جميعاً، كافح حتى أرهقه وأنهكه المرض، توفي رحمه الله عن عمر يناهز الثمانية والسبعون عاما، نسأل الله أن يرفع درجته ويسكنه فسيح جناته ويجعل ما أصابه كفارة له ورفعة وأن يمطر على قبره شآبيب رحمته ورضوانه وأن يجعل قبره من رياض الجنات وأن يخلفه في عقبه في الغابرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى