إمرأة على أنقاض التخبيب

نوال هزازي
المرأة هي الحياه هي أهم ركائز المجتمع، والنواة الحقيقة لصلاح المجتمع أو فساده و العاملٌ الأساسيّ لبناء مستقبل وحضارات الشعوب .
المرأة في مجتمعنا قديماً كان جل إهتمامها يصب على كيفية الإعتناء بعائلتها
فكانت تستيقظ قبل بزوغ الفجر، وتستعد لإعداد بعضاً من اللقيمات وتبدأ معتركها اليومي راعيةً للاغنام أو الحصاد أو الإحتطاب وكانت قانعةً سعيدةً مطمئنة في كنَفِ عائلتها .
ترتدي من مخيط يديها قطعة من القماش تواري بها بدنها ، لم تنتظر مصممةً أو تبحث عن الماركات، ولم تتدخل صيحات الموضة في قرار إرتدائها ، كانت روحها هادئة نظرتها لا تتعدى كون زوجها راضٍ عنها بارةً بوالديها ، محبوبةً لدى الجميع كبيراً وصغيراً نساءً ورجالاً.
أدبرت حقبةٌ من الزمان يعمُّها الهدوء والسكينة وراحة البال ، ثمَّ أقبلت حياة تجرّ وراءها جيوشاً مدمرةً للأخلاق والدين والقيَم ، رأينا العجب الذي لا يسر ولا يُرضي أحداً ، فلم تعد الأم أماً، ولا الأختُ أختاً ولا الصديقة صدوقة ، تأثر المجتمع النسوي وانغمس في فتن الحياة ومغرياتها وأبيْن إلا أن ينسلخن من جلابيب الحياء، فظهر لنا الكاسيات العاريات ، فمنهنّ من خلعت حجابها بإسم الحريّة، ومنهنّ من ذهبت تتمايل وتتراقص في الحفلات بإسم الإنفتاح والتحضّر ، ليس هذا فحسب !
بل أصبحن يتلذذن بأكل لحوم بعضهنّ البعض
وبدأت بينهن المزايدات وبالتأكيد ليست في الحشمة والأدب والتقوى، كثُر عدد “المخببات” اللاتي يتظاهرن بالنصح للزوجة والحقيقة عكس ذلك تماماً ، حتى إذا هدَمت بيتها وجلست على أنقاضِه تشكو عادت مرةً أخرى إليهن تطلب منهنّ النصح “كالمستجيرِ من الرمضاء بالنار” فيبادرنها بالحل الأسرع والأمثل في عيونهنّ وهو الطلاق ! وتظنّ أنها إنتصرت على ذلك الزوج المسكين ، ولا تلبث أن تدخل مرحلة صراعٍ وهجوم جديد ، وأول من ينعتها (بالمطلقة ) هنّ تلك رفيقاتها المخببات ،ومن باب المعايرة والعار يَحِكْنَ لها من أردى العبارات ثوباً حتى إذا كسوها به قالوا :
لن نزوجها لرجل صالح من أهلنا لأنها لا تصلح أن تكون زوجة ، والأدهى والأمر أن المرأة الغير عاقلة ،قليلة الدين تبدأ بتصديقهم بأنها أصبحت سيئة لا تصلح كإمرأةٍ يعتمدعليها ،فتدخل في حالة من التشتت والضياع الذهني ،وتفقد الأمل بالحياة بشكل طبيعي
كبقية النساء ، فقد ساد في المجتمع أن المطلقة
ليست إمرأة سوية فهي تبحث عن العلاقات، وتريد
إشباع رغباتها التي فقدتها بسبب الطلاق سواءً ماديةً أم عاطفية.
عجبٌ لهذا الحال !
أتساءل أحيانا ًهل لديك ما يضمن أن لا تكوني ذات يومٍ أنتي المطلقة أو أختك أو إبنتك ،هل أنتي مستعدة ان تكوني ضمن هذه الفئة التي يُطعن في شرفهنّ .
كانت المرأة في السابق تطلب الإنفصال عن الرجل لأسبابٍ واضحة لم تكن المادة أو الماركات أو الحفلات أو المقاهي أو السفر ، فلا ثلبث كثيراً حتى تتزوج آخر وإن كان يصغرها سناً أو لم يسبق له الزواج ولكن هو يراها المرأة الصالحة الحنونة المربيّة، ولم يرى الطلاق عيباً، بل وصلت إليه عندما أصبح آخر الحلول حين إنعدام التفاهم بين الزوجين وصعوبة الحياة بينهما، حينها ستجد شريكاً لحياتها ولم ولن تتوقف الحياة قط على فراق أحدهما الآخر .
من ذا الذي أحلّ لكنّ الحكم على بعضكنّ و تحقير بعضكنّ البعض و تبادل الألفاظ البذيئة فيما بينكنّ، عجبي والله لأمركنّ هل هذا نوع من الحسد أم إنعدامٌ للوازع الديني والأخلاقي، أم هو الشيطان إستخلفكم لإحلال عُرى الإسلام وإبطالها وهدم قواعدها المتينة ؟
إياكم فقط أعني أيتها النسوة ، أنتن من جلبن لأنفسكنّ بؤس الحياة، فلم أرى رجلاً يوماً يعير من مطلقة، ولم أسمع رجلاً يتكلم في أعراض النساء ولم أرى رجلاً يظلم إمرأة ويهينها حتى أبشع الرجال أخلاقاً، وإن حصل وبدر منه ذلك يكون في الغالب بسبب إمرأة أجبرته عليه.
قبل أن أودعكنّ نساء مجتمعي المخببات، سأزف لكنّ التباشير، بعد أن مثلتنّ دور إبليس ، وهدمتنّ البيوت وفرقتنّ الأسر ونشرتنّ عن أنفسكنّ الإسفاف والسفور فخضتنّ في الأعراض وإرتكبتنّ المعاصي، فأنتنّ الآن تبدين كمن يتخبطه الشيطان من المس، إلا أن يُحدث الله بعد ذلك أمراً ولن يغير الله ما بقومٍ حتى يغيرو ما بأنفسهم
ومع هذا كله هناك نساء نتباهى برجاحة عقولهن وحنكتهن ودينهن ، نساءٌ فاضلات ربين أجيالاً نفخر بها، وما تلك إلا ظاهرة نود زوالها من مجتمعنا ونرجو لهن الرقي والنهوض، والترفع عن تفاهات الأمور وعدم الخوض في أمورٍ تذهب الحياء وتضعف الدين .
أخيراً أختي الغالية
إنشغلي بنفسك أولاً ، وشدّي الوثاق على علاقتك بربك وحافظي على أسرتك،تسلّحي بالعلم النافع وإعملي بنقاءٍ لدينك ووطنك وحصّني نفسك بالإيمان وتلاوة القرآن
وغضي بصرك ، وتجنبي مزاحمة الضالين والمخببين الذين لن يهدوك إلا إلى طريق الهدم والخراب.